سلطت شبكة «سي إن إن» الأميركية الضوء على تفاقم الهجمات والاشتباكات عند حدود لبنان الجنوبية بين «حزب الله» وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي يتخوف فيه مراقبون من انفجار الوضع إلى حرب شاملة بين الجانبين.

يأتي ذلك في الوقت الذي كثَّف فيه الطرفان الهجمات عبر الحدود، بعد أشهر من الهجمات منخفضة الشدة، ما دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى التحذير، هذا الأسبوع، من أنه يحضر لشن هجوم واسع النطاق على الحدود المشتركة.

ومع تبادل الطرفين للهجمات الصاروخية منذ أكثر من ثمانية أشهر، يقول خبراء إن «إسرائيل تشعر أنه لا يمكنها تجاهل الجبهة الشمالية، أو تأجيل اتخاذ قرار ما هناك»، وأشاروا إلى أن «اندلاع حرب شاملة أصبح أكثر ترجيحًا، على الرغم من أن الجانبين لا يرغبان في تصعيد الموقف».

تصعيد مستمر منذ السابع من أكتوبر
ولفتت «سي إن إن» إلى تصعيد مستمر بين «حزب الله» والاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وهو ما وصفه المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، هيكو ويمن، بـ«تصعيد بالحركة البطيئة يتفاقم باستمرار».

وقال ويمن: «اقترب الجانبان من الحرب في الآونة الأخيرة مع تزايد عدد وحجم الاشتباكات عبر الحدود. من الواضح أن هناك تصعيدًا، لا سيما فيما يتعلق بالوفيات على جانبي الحدود ونوع الأسلحة التي ينشرها حزب الله».

واستهدفت هجمات «حزب الله» والاحتلال الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة مواقع أعمق في الطرفين مقارنة ببداية الحرب على غزة، حينما كان القتال محصورًا في دائرة نصف قطرها حوالي 4 كيلومترات من الحدود.

- الاحتلال يغتال 4 من مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان
- 1.5 مليار دولار قيمة أضرار القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان
- حزب الله يطلق عشرات الصواريخ على كريات شمونة الإسرائيلية بعد قصف صهيوني بجنوب لبنان

ضربات أعمق بالجانبين
وأطلق «حزب الله» صواريخ استهدفت مواقع بعمق 35 كم داخل «إسرائيل»، بينما استهدفت صواريخ الاحتلال مواقع بعمق 120 كم داخل لبنان. وفي هذا، قالت الخبيرة في شؤون «حزب الله» والمحاضرة بجامعة كارديف، أمل سعد، إن «تصعيد الجماعة يعد خروجًا ملحوظًا عن الاشتباكات السابقة التي حدثت منذ 8 أكتوبر».

وأضاف الباحث في «الأزمات الدولية» أن «الصراع أصبح واضحًا للغاية ومن الصعب تجاهله. هناك شعور في إسرائيل بضرورة الرد، وسط ضغوط من وزراء اليمين المتشدد في حكومة بنيامين نتنياهو».

من جهته قال الباحث في معهد «ترومان» في الجامعة العبرية بالقدس، روني شاكيد، إن «هناك ضغطًا داخل الحكومة والجيش الإسرائيلي لاتخاذ إجراءات في الشمال. لا يمكن لأحد أن يعيش في هذا الوضع».

احتمالات التصعيد في جنوب لبنان
وفيما يتعلق باحتمالات التصعيد، يقول مراقبون إن كلا الجانبين قد لا يختار قصدًا شن حرب شاملة، لكن الأفعال التصعيدية من الجانبين قد تؤدي إلى النتيجة نفسها دون قصد.

وقال ويمن من مجموعة الأزمات الدولية إنه «من غير المرجح أن تتخذ إسرائيل وحزب الله قرارًا واعيًا ببدء الحرب. ومع ذلك، كلما اشتد الصراع، وكلما تعمق كل جانب في أراضي الطرف الآخر، وكلما زادت الأسلحة المستخدمة، زاد احتمال حدوث خطأ ما».

ويتعرض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لضغوط شديدة من جانب المعارضة وأعضاء ائتلافه المتشدد لاتخاذ إجراءات في الشمال، خاصة في ضوء نزوح أكثر من 94 ألف إسرائيلي من المناطق في الشمال.