Atwasat

مؤرخ فرنسي: «إسرائيل» اقترفت بغزة ما فعله الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الإثنين 08 يناير 2024, 10:03 مساء
WTV_Frequency

دعا مؤرخ فرنسي شهير للعودة إلى الحصار القاسي الذي فرضه الإسكندر الأكبر على مدينة غزة عام 332 قبل الميلاد للعثور على مأساة بحجم مماثل لما يعانيه اليوم شعبها تحت الحصار والضربات العسكرية الإسرائيلية.

وتناول المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو عبر جريدة «لوموند» اليوم الإثنين السياق التاريخي عندما كانت غزة مفترق طرق مليئًا بالثروات يرغب فيه جميع الغزاة. واستدرك بالقول إنه «لا مجال للمقارنة، لأنها اليوم جيب محاصر من جميع الجهات لأكثر من 16 عاما، ولا يسود فيها اليوم سوى الجوع والمرض والفقر المدقع».

وسلط المؤرخ فيليو الضوء على جزء من تاريخ واحة غزة التي بنت ازدهارها وتأثيرها تاريخيا على موقعها الاستراتيجي باعتبارها ملتقى طرق تجارية بين بلاد الشام ومصر، فضلا عن كونها منفذا للقوافل القادمة من شبه الجزيرة العربية على البحر الأبيض المتوسط.

 معقل للقومية الفلسطينية وبوتقة مقاتليها الفدائيين
وبالعودة إلى تاريخ قيام دولة «إسرائيل» عام 1948 فقد بنت من هذا المفترق «قطاع غزة» الذي لجأ إليه 200 ألف فلسطيني طردوا من منازلهم، حيث يقيم اليوم ربع سكان فلسطين العرب على 1% من أراضي فلسطين التاريخية، مما حوله إلى معقل للقومية الفلسطينية وبوتقة مقاتليها الفدائيين.

-  منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: غزة أصبحت غير صالحة للسكن
-  «يونيسف»: أكثر من 1.1 مليون طفل مهددون جراء اشتداد النزاع وسوء التغذية والأمراض في قطاع غزة

وتحدث المؤرخ الفرنسي عن احتلال إسرائيل المنطقة مرتين قبل الحرب الحالية، الأولى 4 أشهر «للقضاء» على الفدائيين، والثانية من عام 1967 إلى عام 2005، قبل أن تخرج منها بسبب تكلفة الاحتلال، لكن بعد تولي حركة المقاومة الإسلامية السلطة فيها عام 2007 صنفتها إسرائيل «كيانا إرهابيا» ليبقى محاصرا حتى اليوم.

وأشار جان بيير فيليو إلى الألفية الثانية قبل الميلاد حين كانت غزة قاعدة لغزو الهكسوس لمصر قبل أن يعكس فراعنة طيبة هذا الاتجاه بالاستيلاء على بلاد الشام من غزة، وكان كورش الكبير هو الذي حصن غزة باعتبارها حامية فارسية على أبواب مصر عام 539 قبل الميلاد قبل أن يستولي عليها خليفته قمبيز عام 525.

إعاقة التقدم المقدوني نحو مصر
وحسب المؤرخ سحق الإسكندر المقدوني الجيوش الفارسية في أسوس بالقرب من أنطاكية عام 333 قبل الميلاد، ولكن الحامية الفارسية في غزة بقيادة «الملك» باتيس ومعه «مرتزقة» من العرب رفضت الاستسلام وأعاقت التقدم المقدوني نحو مصر.

وأوضح أن هذه بداية حصار استمر 3 أشهر قاده الإسكندر بنفسه عام 332، ليضطر خلاله لحفر الأنفاق حسب المؤرخ الروماني كوينتوس كورتيوس، ولم يتمكن الإسكندر من إعلان نفسه منتصرا إلا بعد 100 يوم، فذبح جميع السكان الذكور، في حين استعبد النساء والأطفال، ونهب غنائم ملأت 10 سفن قبل أن يسلم المدينة المدمرة للاستعمار اليوناني.

لم تكن هناك أمم متحدة ولا لجنة دولية للصليب الأحمر 
ويختم فيليو عموده بعقد مقارنة بين تلك الحقبة في زمن الإسكندر الأكبر واليوم، فوقتها لم تكن هناك أمم متحدة ولا لجنة دولية للصليب الأحمر ولا قانون دولي إنساني ولا ضمير عالمي ولا قنوات إخبارية تبث على مدار 24 ساعة ولا وسائل تواصل اجتماعي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
لازاريني: 10 أطفال بالمعدل يفقدون «ساقا أو ساقين» في غزة يوميًا
لازاريني: 10 أطفال بالمعدل يفقدون «ساقا أو ساقين» في غزة يوميًا
واشنطن تحذِّر من اشتعال حرب إقليمية حال تجدد النزاع بين «إسرائيل» و«حزب الله»
واشنطن تحذِّر من اشتعال حرب إقليمية حال تجدد النزاع بين «إسرائيل»...
الخارجية الألمانية تحذر من «سوء تقدير» يشعل حربًا بين لبنان و«إسرائيل»
الخارجية الألمانية تحذر من «سوء تقدير» يشعل حربًا بين لبنان ...
الاحتلال يعتقل 11 فلسطينيا من الضفة
الاحتلال يعتقل 11 فلسطينيا من الضفة
عشرات المستعمرين يقتحمون «الأقصى»
عشرات المستعمرين يقتحمون «الأقصى»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم