Atwasat

أستاذة بجامعة «كارديف» البريطانية: هل تتوسع الحرب في المنطقة مع تصاعد هجمات «حزب الله» و«إسرائيل»؟

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الأحد 07 يناير 2024, 04:01 مساء
WTV_Frequency

يدخل التصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني دائرة جديدة مع إعلان الأخير إطلاق أكثر من 60 صاروخا على نقطة عسكرية إسرائيلية عند حدود لبنان الجنوبية، وذلك في إطار الرد الأولي على مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صالح العاروري، في بيروت.

وفي تحول مثير للقلق، كشف الاحتلال خطته لسحب آلاف من قواته من شمال قطاع غزة، تمهيدا للمرحلة المقبلة من الحرب، وبالتزامن مع اغتيال العاروري في بيروت، الذي يعد التصعيد الأخطر، لأنه يمثل التوغل الإسرائيلي الأعمق في الأراضي اللبنانية منذ العام 2006 تقريبا.

كما أن اغتيال العاروري في بيروت، حسب مقال نشرته جريدة «ذا غارديان» البريطانية، ينتهك الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك، وينذر بتوسيع دائرة الحرب في غزة إلى لبنان، وهو ما أثار تحذيرات عدة من قِبل زعيم «حزب الله»، حسن نصرالله، للاحتلال بالرد بقوة على أي عمليات اغتيال يجري تنفيذها داخل الأراضي اللبنانية.

- بوريل يشدِّد من بيروت على ضرورة تجنب جر لبنان إلى نزاع إقليمي
- في أول رد على اغتيال «العاروري».. حزب الله يقصف قاعدة جوية إسرائيلية بـ62 صاروخا
- الخارجية الأميركية: واشنطن وباريس تدعوان إلى «تجنب التصعيد في لبنان وإيران»

استعادة التوازن
وأعربت كاتبة المقال أستاذة الشؤون الدولية في جامعة «كارديف» البريطانية، أمل سعد، عن قلق متنامٍ من أن يجبر التصعيد الأخير «حزب الله» على التحرك لردع مزيد من الهجمات الإسرائيلية على لبنان، إذ يعتبر «نصرالله» الرد القوي هو السبيل الوحيد لاستعادة التوازن أمام الاحتلال.

وكان العاروري، حسب الباحثة ذات الأصول اللبنانية، من الأهداف العالية القيمة، واغتياله يمثل ضربة قوية إلى «حماس» في ضوء دوره الذي لعبه كمفاوض مع الأطراف الخارجية، ودوره في التفاوض بشأن تبادل الرهائن والأسرى.

كما أنه أحد مهندسي التقارب بين «حماس» من ناحية، وإيران وسورية و«حزب الله» من ناحية أخرى، خصوصا بعد تدهور العلاقات بين تلك الأطراف في أعقاب الحرب السورية.

وفي ضوء ذلك، يعد اغتيال العاروري خسارة كبيرة لـ«حزب الله» كذلك. بينما يسعى الاحتلال الإسرائيلي لاستغلال اغتيال العاروري في تحسين صورته أمام العامة، خصوصا بعد فشله في قتل أي من قادة «حماس» في غزة، على الرغم من استمرار عدوانه العسكري منذ الثامن من أكتوبر الماضي، حسب المقال.

هجمات انتقامية متبادلة
ويخشى مراقبون استهداف مزيد من القادة الفلسطينيين في لبنان من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى أن تحول الاحتلال إلى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، وهي أقل كثافة، بضغط من الولايات المتحدة، سيعني تنفيذ مزيد من العمليات الانتقامية التي تهدف إلى تحييد قادة وعناصر «حماس» و«الجهاد الإسلامي» خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبحسب وثائق مسربة، أعلن رئيس جهاز «الشاباك» نية الاحتلال «قتل قادة حماس في كل مكان، بغض النظر عن عدد السنوات التي يستغرقها ذلك». وقد أبدت واشنطن إلى حد كبير دعمها تلك السياسة. كما منح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، هذه الإستراتيجية الشرعية من خلال مقارنتها بحرب الولايات المتحدة على الإرهاب، وحملة فرض القانون خارج حدودها.

وإلى ذلك، يخشى «حزب الله» أن يشجع الفشل في الرد بشكل حاسم «إسرائيل» على ارتكاب مزيد من عمليات الاغتيال في بيروت، ليس فقط ضد «حماس»، بل أيضا ضد قادة الحزب وعناصره.

- مقتل مسؤول في حزب الله و3 مرافقين بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
- مسؤول أميركي: اغتيال العاروري حلقة أولى في سلسلة سوف تستمر سنوات
- من فردان إلى الضاحية.. العاروري ليس أول قيادي فلسطيني تغتاله إسرائيل في لبنان

الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاستفزاز «حزب الله»
والأمر الأكثر إثارة للقلق، حسب المقال، هو سعى «إسرائيل» إلى استفزاز «حزب الله»، ودفعه إلى حرب واسعة النطاق قد تشمل الولايات المتحدة بوصفها دولة شريكة في الحرب.

وقالت أمل: «يثق حزب الله من قدرته على الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي بغض النظر عن التكاليف من حيث الخسائر البشرية والبنية التحتية، لكن أيضًا من قدرته على إحداث دمار مماثل لإسرائيل».

وأضافت: «يمتلك حزب الله القدرات التي تمكنه من إلحاق ضرر غير مسبوق بإسرائيل. وخلافا لحماس، فإن ترسانة حزب الله الهائلة من الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الصواريخ البعيدة المدى والصواريخ الموجهة، من الممكن أن تشل الحياة المدنية في مختلف أنحاء إسرائيل، وأن تسبب قدرا كبيرا من الدمار في أي حرب».

وتابعت: «علاوة على ذلك، أصبح حزب الله قوة إقليمية في حد ذاته، وحجر الأساس لمحور المقاومة، وهو تحالف تقوده إيران، ويضم سورية والحوثيين في اليمن، ومجموعات في العراق. كل هذه الجهات الفاعلة متورطة بالفعل في هذه المرحلة من الصراع».

غير أن السيناريو الأفضل بالنسبة إلى «حزب الله» هو العودة إلى الوضع السابق للثامن من أكتوبر، وهي فترة اتسمت بالمناوشات بين الجانبين، وهذا يتطلب من الاحتلال الإسرائيلي امتصاص التصعيد، بالإضافة إلى صمود وقف لإطلاق النار في غزة.

لكن الهدفين يعتمدان على ما إذا كانت ترغب «إسرائيل»، غير القادرة على مواجهة «حزب الله» بمفردها، في جر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية موسعة. وفي هذه الحالة، ستحدد الولايات المتحدة نفسها مصير تلك الحرب.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«حماس»: هدف إسرائيل من إغلاق قناة الجزيرة «إخفاء الحقيقة» في غزة
«حماس»: هدف إسرائيل من إغلاق قناة الجزيرة «إخفاء الحقيقة» في غزة
«فرانس برس»: مسؤول في «حماس» أكد انتهاء محادثات الهدنة بالقاهرة واستعداد وفد الحركة للمغادرة
«فرانس برس»: مسؤول في «حماس» أكد انتهاء محادثات الهدنة بالقاهرة ...
ماكرون يدعو نتنياهو إلى «استكمال» المفاوضات مع «حماس»
ماكرون يدعو نتنياهو إلى «استكمال» المفاوضات مع «حماس»
«القاهرة الإخبارية»: وفد حماس يعود إلى مصر الثلاثاء لاستكمال المفاوضات حول الهدنة
«القاهرة الإخبارية»: وفد حماس يعود إلى مصر الثلاثاء لاستكمال ...
مدير الاستخبارات المركزية الأميركية يتوجه إلى قطر لبحث الهدنة في غزة
مدير الاستخبارات المركزية الأميركية يتوجه إلى قطر لبحث الهدنة في ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم