- راديو الوسط
| - |
- جريدة الوسط
| - |
- قناة الوسط
| - |
- الأحد 28 / أبريل / 2024|
تحت نيران القصف الإسرائيلي المتواصل على مدينة خان يونس بقطاع غزة، يعيش د. أبوخالد العسقلاني نازحا رفقة أسرته منذ أسبوعين في قاعة إحدى جامعاتها.
ويروي المواطن الفلسطيني لـ«بوابة الوسط» تفاصيل ما وصفها بـ«نكبة جديدة» تلاحقه فيها محارق الاحتلال الإسرائيلي وشبح الموت جوعا، حيث يتعرض أهالي غزة لـ«عدوان إسرائيلي بطائرات أميركية» دخل يومه السابع والعشرين.
وسط أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة، يقيم العسقلاني مع أسرته في مقر نزوحهم الجديد بخان يونس، بعد أن فروا من حي الزهراء الذي يبعد عن الحي بنحو عشرة كيلومترات عن مدينة غزة، حيث محت صواريخ الاحتلال الإسرائيلي في التاسع عشر من أكتوبر الماضي مربعات سكنية متراصة وأجبرت الأهالي على النزوح.
غارات عدوانية على خان يونس
وفيما تستمر الغارات العدوانية على مدينة خان يونس منذ صباح اليوم الخميس، يصف العسقلاني لـ«بوابة الوسط» الأوضاع الإنسانية في خان يونس بأنها «كارثية وتنذر بحدوث مجاعة خلال بضعة أيام»، ويقول: «هناك غياب تام للغاز والدقيق والمواد الأساسية، ونعتمد على تناول بعض المعلبات والبسكويت»، مضيفا «قبل الحرب كان يدخل غزة 500 شاحنة.. أما الآن فتتراوح الأعداد بين 10 و20 شاحنة نصفهم أكفان».
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أكثر من 263 ألفًا و934 شخصًا في غزة فروا من منازلهم فيما العدد مرشح للارتفاع.
بدأت رحلة معاناة هذه الأسرة الفلسطينية منذ نحو أسبوعين، إذ تضاعفت أعداد المقيمين في مدينة الزهراء السكنية (جنوب القطاع) إلى 20 ألف نسمة مع نزوح آلاف الفلسطينيين من شمال غزة ممن قصفت منازلهم واضطروا للنزوح عند أقاربهم وأصدقائهم. لكن شاهد العيان يقول: «الاحتلال الإسرائيلي لم يرحم هؤلاء المدنيين النازحين في منطقة كنا نظن أنها آمنة، ونصب محرقة في المدينة بصواريخ تستخدم لأول مرة».
قصف حي سكني في جنوب غزة
وحسب رواية العسقلاني، «بدأ القصف الإسرائيلي على مدينة الزهراء بشكل مفاجئ في تمام الساعة 9 مساء ليلة التاسع عشر من أكتوبر، وشوهدت ألسنة النيران تغطي عشرات الأمتار في السماء بعد قصف أحد أبراج المدينة بعدة صواريخ ليرتفع الغبار في سماء المدينة حالكة الظلمة».
ويضيف «لم تمض لحظات قصيرة حتى دكت طائرات أميركية الصنع المدينة بصواريخ أعتقد أنها تستخدم لأول مرة في فلسطين، لتغزو أصوات مزلزلة لانفجارات قوية جنبات المدينة، فيما صوت الركام المتطاير يحطم النوافذ والجدران». ويتابع «اتصل بي أصدقاء من شمال غزة ومن الخليل، وكانوا يسمعون دوي القصف على المدينة».
- البحرين تعلن مغادرة سفير «إسرائيل» ووقف العلاقات الاقتصادية معها
- 400 من مزدوجي الجنسية يغادرون قطاع غزة إلى مصر
- 5 شهداء جراء قصف إسرائيلي لمحيط مدرسة بغزة
وتكشف صور حصلت عليها «بوابة الوسط» مشاهد من الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على الزهراء، وهي من المدن الحديثة ذات التخطيط الهندسي المميز التي أقامتها السلطة الوطنية لموظفيها. وتقول هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن «الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وجّه ببناء المدينة لمنع توسع ما كان يعرف بمستوطنة نتساريم التي كانت محاذية تماما للمدينة من جهة الشمال».
ويقول شاهد العيان الفلسطيني لـ«بوابة الوسط»: «خلال قصف المدينة حاولت حماية أسرتي من شظايا الصواريخ المتطاير في كل مكان والحجارة المتطايرة، ولم أجد سبيلا إلا الاختباء بأبنائي في إحدى الغرف منبطحين على الأرض بين الكراسي نحو 12 ساعة متواصلة استمر فيها القصف الجنوني دون توقف، لنكتشف بعدها أن الاحتلال دمر 80% من أبراج المدينة».
لحظات قصف مخيم النصيرات
مع استمرار القصف الإسرائيلي على المدينة السكنية بجنوب القطاع، اضطرت أسرة العسقلاني إلى مغادرة منزلها إلى مخيم النصيرات للاجئين شمال دير البلح، لكن القصف العدواني الإسرائيلي لاحقها في مسار النزوح، لتطلق طائرات الاحتلال صاروخا على قارعة الطريق سبب حالة من الذعر الشديد بين الأطفال، وفق رواية شاهد العيان.
في مخيم النصيرات، يصف شاهد العيان ليلة من الرعب تحت نيران الاحتلال قائلا «أصوات الصواريخ عبارة عن زلزال، ولأول مرة نشهد طائرات تطلق عدة صواريخ دفعة واحدة»، مضيفا «كنت أشعر بالهواء الملتهب يلطم وجوهنا»، ليضطر العسقلاني مغادرة المخيم بعد أن أبلغه أقاربه بأن «3 منازل مستهدفة بجوارهم ومهددة بالقصف».
بعد هذه الليلة من القصف العدواني الإسرائيلي، حط الرحال بهذه الأسرة في إحدى قاعات جامعة الأقصى (غرب خان يونس)، ويقول «أقمنا في قاعة دراسية بالجامعة، ولم يكن لدينا أية أغطية أو فراش، واضطرت الأسرة أن تبيت ليلتها مفترشة البلاط، دون طعام».
مع بلوغ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يوما جديدا، يقول العسقلاني «حمم الموت تطاردنا ونحن جوعى.. اليوم بحثت عن دقيق أو خبز أو معكرونة أو شعرية أو بطاطا دون جدوى»، ومن غير المستبعد أن يكون المصير نفسه بانتظار 700 ألف شخص تتوقع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» نزوحهم في الساعات القليلة المقبلة جراء التدمير الهائل الذي يشهده القطاع.
تعليقات