Atwasat

النزوح من غزة إلى جنوب القطاع.. «أهوال القيامة» ترويها هاربات من الجحيم

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 20 أكتوبر 2023, 12:16 مساء
WTV_Frequency

تقف فدوى النجار أمام واحدة من عشرات الخيم التي نصبتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأنروا»، غرب مدينة خانيونس في قطاع غزة لتأوي نازحين من شمال القطاع، وتصف أهوال الطريق قبل وصولها، قائلة «كأنه يوم القيامة».

وتتسع الخيم لمئات النازحين، وقد نصبت في ساحة وتوزعت أمامها عربات تبيع المعلبات وأواني الطهي وبعض المشروبات، بحسب وكالة «فرانس برس».

وتقول النجار (38 عاما)، إنها قطعت مسافة 30 كيلومترا مشيا على الأقدام من شمال قطاع غزة بعد إنذار الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة، وتحت القصف، مع عائلتها إلى جنوب القطاع في رحلة استغرقت عشر ساعات.

وتقول الأم لسبعة «جئنا منذ يوم الجمعة إلى هنا.. غادرنا المنزل العاشرة صباحا ومشينا ووصلنا الثامنة مساء»، مضيفة «حاولنا الاستراحة في الطريق لكن القصف كان كثيفا، فبدأنا بالركض.. كأنه يوم القيامة، لا يمكننا أن ننسى هذه التجربة».

وتابعت أنها نزحت عن منزلها، وكذلك فعل نحو تسعين فردا من أقاربها يقطنون جميعا في عمارة سكنية واحدة، بعد إلقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي مناشير في شمال القطاع تطلب منهم التوجه نحو الجنوب.

ولم يكن بإمكانها دفع تكلفة أجرة الباص، إذ طلب منهم السائق ألف شيكل (نحو 250 دولارا).

«رددنا الشهادتين استعدادا للموت»
وتقول «قصفت إسرائيل أمامنا سيارات كانت تقل نازحين، رأينا جثثا وأشلاء ورددنا الشهادتين استعدادا للموت».

وتقاطعها ابنتها ملك، وتقول «كان القصف فوق رؤوسنا طيلة الطريق. ليتنا لم نأت وبقينا في منازلنا ومتنا هناك».

أما الأم فتحاول حبس دموعها، ثم تقول «أقسم بالله العظيم لم أستحم منذ اليوم الأول للحرب».

وفي خيمة مجاورة تشعل سيدة من العائلة ذاتها، بعض الأخشاب بين حجرين لإعداد طبق «الشكشوكة»، بينما تسخن بعض أرغفة الخبز.

وجراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الرابع عشر على التوالي، «استشهد» 3785 فلسطينيا في قطاع غزة على الأقل معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في القطاع.

- الاحتلال الإسرائيلي يقصف مستشفى يعج بالنازحين في غزة
- بداخلها نازحون.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف كنيسة الروم الأرثوذكس في غزة

وقتل 1400 شخص في كيان الاحتلال، معظمهم عسكريون، في اليوم الأول لإطلاق عملية طوفان الأقصى التي أعلنت عنها المقاومة الفلسطينية، بينما هناك 203 أسرى في أيدي المقاومة، وفق جيش الاحتلال الإسرائيلي.

تكلفة مادية إضافية
ولا يختلف حال أم بهاء أبو جراد (37 عاما) عن باقي النازحات، وتقول السيدة التي جلست في خيمة مع نساء أخريات، إنها كانت تقطن عمارة مع «حوالى 150 شخصا تفرقوا بين رفح وخانيونس».

وتشرح أم بهاء، للوكالة الفرنسية كيف أنها مشت كيلومترات طويلة من منزلها في بيت لاهيا حتى مخيم جباليا الواقع شمال شرق مدينة غزة، «ثم ركبنا عربة يجرّها حمار لنصل إلى مدينة غزة مقابل 30 شيكلا (نحو ثمانية دولارات».

وتوضح أبو جراد «دفعنا 400 شيكل لسيارة لتقلنا إلى خانيونس، هذا مبلغ كبير. استغلّونا».

لا «بطانيات ولا فرشات» في الخيم
وقبل أن تأوي إلى الخيمة، مكثت أبو جراد و27 شخصا آخرين في العراء لخمسة أيام في ساحة مقر للأونروا. «كان الجو حارا جدا في النهار وشديد البرودة في الليل».

وتشير الى علبة دواء سائل وتقول «اشتريت دواء للسعلة لابني بعد أن أصيب بالبرد»، مضيفة أنه لا «بطانيات ولا فرشات» في الخيم.

كما تشير إلى إصابتها بتسلخات جلدية وحكة لعدم الاستحمام «نقف أمام الحمام في طابور مع العشرات، وقد يستغرق الأمر أكثر من ساعة حتى يصل إلينا الدور».

الهروب في شاحنة تحمل أبقارا
ووصلت فاتن أبو جراد (37 عاما) إلى خانيونس في شاحنة تنقل أبقارا، وتروي الأم لسبعة أنها كانت تسير مع أشخاص آخرين على الطريق في مدينة غزة عندما حصل قصف إسرائيلي، «أخذنا نركض، مشينا مسافة كبيرة حتى التقينا بشاحنة تحمل أبقارا.. توسلنا إلى السائق أن يقلنا الى الجنوب ودفعنا 400 شيكل» نحو (100 دولار).

وتتابع «تكدسنا جميعا كبارا وصغار فوق روث الأبقار ووصلنا الى هنا في حالة مزرية».

أما هناء أبو شرخ فانتقلت مع عائلتها من منطقة إلى أخرى في شمال قطاع غزة هربا من القصف ثم توجهت إلى جنوبه.

ونجحت أبو شرخ (43 عاما) في توفير عدة لترات من الماء لغسل ملابسها وملابس عائلتها. وتقول للوكالة الفرنسية ووعاء الغسيل البلاستيكي بجانبها «لم تبق لدينا ملابس نظيفة، أستخدم الماء بحذر شديد حتى لا أهدره».

وفي الساحة نفسها حيث الخيم، تجلس هديل النجار، الأم لثلاثة أطفال بجوار طفلها الرضيع (أربعة شهور) وزوجها المبتورة ساقه، تحت بطانية مثبتة على لوح من الخشب، بعد أن فرت العائلة من مخيم جباليا.

وتحمل السيدة طفلها الآخر وعمره عام ونصف العام، وتقول «لدي طفلان رضع والثلاثة يضعون حفاضات، وعدونا أن يعطونا خيمة حين يصل دورنا».

وتشير إلى طفلتها ذات الأعوام الخمسة وتقول «تعرضنا للقصف قبل عام. ابنتي ذات الخمس سنوات لديها ضمور في الدماغ بعد أن أصيبت في قصف إسرائيلي، تتبول على نفسها، لا تنام إلا بمنوم».

فجأة يسمع صوت غارة جوية قريبة، ويرتفع الدخان في السماء، بينما يصرخ أطفال مذعورون بصوت عال.

استهدفت الغارة منزلا على بعد مئات الأمتار. وبدأ عشرات المواطنين والمسعفين يحملون قتلى ومصابين، في محاولة لنقلهم الى مستشفى قريب.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
النمسا تعلن استئناف تمويل «الأونروا» بقيمة 3.4 مليون يورو
النمسا تعلن استئناف تمويل «الأونروا» بقيمة 3.4 مليون يورو
«أمبري»: استهداف ناقلة نفط جنوب غربي المخا في اليمن
«أمبري»: استهداف ناقلة نفط جنوب غربي المخا في اليمن
أبوعبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلًا من تبادل الأسرى
أبوعبيدة: نتنياهو يزج بجنوده ليقتلوا بأزقة غزة بدلًا من تبادل ...
تظاهرات ومسيرات عالمية تندد بحرب الإبادة بغزة في ذكرى النكبة
تظاهرات ومسيرات عالمية تندد بحرب الإبادة بغزة في ذكرى النكبة
تونس: فقدان 23 مهاجرًا خلال محاولتهم العبور إلى إيطاليا عبر البحر
تونس: فقدان 23 مهاجرًا خلال محاولتهم العبور إلى إيطاليا عبر البحر
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم