Atwasat

«فرانس برس»: أثر باق من نابليون في غزة

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 02 مايو 2021, 04:24 مساء
WTV_Frequency

يبقى عبور نابليون بونابرت في غزة، فصلًا غير معروف في حملته المثيرة للجدل إلى مصر والمشرق رغم ذلك، ترك آثارًا في الضمائر وعلى بعض جدران غزة، ففي فبراير 1799، اجتاز نابليون الذي لم يكن قد أصبح إمبراطورًا بعد، على رأس آلاف الجنود الفرنسيين صحراء سيناء، ليحتل غزة، حيث «أشجار الليمون والزيتون والأرض غير المستوية تشبه تمامًا المشهد في لانغدوك» في جنوب فرنسا، وفق ما كتب في وقت لاحق.

وكتب عالم الرياضيات إتيان لوي مالو الذي رافق الحملة في ذكرياته «التلال التي تحيط بغزة مكسوة بأشجار الزيتون»، مشيرًا إلى أن الفرنسيين استولوا على غزة «من دون أي مقاومة»، قبل أن يتابعوا طريقهم إلى يافا التي شهدت معارك دامية واجتاحها الطاعون، ثم يصلوا إلى عكا، ويعودوا أدراجهم، تغيرت غزة كثيرًا منذ ذلك الوقت.

أثر باقٍ من نابليون
مكان أشجار الزيتون، تمتد اليوم غابة أبنية من الإسمنت الرمادي. وقطاع غزة الذي كان في تلك الأيام باب فلسطين، بات قطاعاً محاصرًا منذ 2007 من دولة الاحتلال الإسرائيلي تسيطر عليه حركة حماس الإسلامية، ويعيش فيه نحو مليوني شخص، لكن هناك أثر باقيًا من نابليون في قصر الباشا، وهو قصر حجري صغير محاط بأشجار النخيل، وفيه غرفة يقال إن بونابرت نام فيها «ثلاث ليال».

ويؤدي سلم خارجي عريض إلى الطابق الأول والوحيد من القصر، وفي أعلاه إلى اليسار غرفة من دون سرير، ويؤكد مدير قسم التاريخ في الجامعة الإسلامية في غزة غسان وشاح أنه المكان الذي نام فيه نابليون.

وتغير اسم القصر الذي بني في القرن الثالث عشر. قبل سنوات، كان يحمل اسم نابليون. لكن حكومة حركة حماس غيرته في العام 2010 ليصبح «متحف قصر الباشا»، وقبل وباء «كوفيد-19»، كانت مجموعات من التلامذة الفلسطينيين تزور القصر وغرفة نابليون وتستمع إلى شرح عن مرور من أصبح لاحقًا إمبراطور فرنسا، في فلسطين.

ويقول وشاح: «في البداية، كنا ندرّس أن الحملة العسكرية الفرنسية إلى مصر فيها جانب علمي. وكان هذا الجانب إيجابيا، إذ كان يؤشر إلى حملة عسكرية مختلفة عن غيرها».

إلا أن هذا الخطاب تغيّر مع مرور السنين. ويقول وشاح إن نابليون «استخدم العلم لتبرير الاحتلال. لقد كذب»، ويضيف أن الرجل «تسبّب بفوضى كبيرة في المنطقة»، وأن سكان غزة «يحتفظون بصورة قاتمة وسلبية عن كل الحملات العسكرية بما فيها حملة نابليون».

ويقول أستاذ التاريخ المتقاعد رشاد المدني لوكالة «فرانس برس» ليس «واضحًا مئة في المئة إن كان نابليون أمضى ليلتين أو ثلاث ليالٍ في غزة»، مشيرا إلى أن «الأكيد أنه احتل غزة التي كانت في حينها مركزاً لإنتاج العسل والزيت والزراعة. كانت نقطة استراتيجية بين آسيا وأوروبا».

ودرّس المدني حملة نابليون في الجامعات الغزوية، وردًّا على سؤال عن خلاصة الدرس، يجيب: «الاحتلال الفرنسي كان أسوأ من الاحتلال الإسرائيلي»، مشيرًا إلى «مجزرة» قتل فيها الجنود الفرنسيون نحو ثلاثة آلاف شخص في يافا.

أما «بطل» كتب التاريخ في غزة لتلك الحقبة، فهو والي عكا أحمد باشا الجزار، وهو رجل معروف بـ«قسوته»، قاوم في عكا لمدة شهرين في مواجهة هجمات نابليون، اليوم، لا تزال قلعة عكا قائمة. ويجتذب تمثال لنابليون على حصان وجامع الجزار في وسط المدينة، السياح، في الزمن العادي.

ويقول المدني: «في كتب التاريخ عندنا، أحمد الجزار شخصية قوية، وبطل. لكنه كان أيضًا شخصًا قاسيًا، معتديًا. وكان تلامذة كثر لا يحبذون أن أقول هذا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«يونيسف» تحذر من تداعيات «مدمرة» على الأطفال جراء التصعيد بجنوب لبنان
«يونيسف» تحذر من تداعيات «مدمرة» على الأطفال جراء التصعيد بجنوب ...
«الأونروا» تطلب التحقيق في انتهاكات «إسرائيل» بحق موظفي الوكالة
«الأونروا» تطلب التحقيق في انتهاكات «إسرائيل» بحق موظفي الوكالة
«القسام» للإسرائيليين: بسبب المصالح السياسية لنتانياهو ما زال أبناؤكم في الأسر
«القسام» للإسرائيليين: بسبب المصالح السياسية لنتانياهو ما زال ...
بلينكن: أولى شاحنات المساعدات الأردنية انطلقت إلى غزة عبر معبر إيريز
بلينكن: أولى شاحنات المساعدات الأردنية انطلقت إلى غزة عبر معبر ...
ارتفاع الشهداء في غزة إلى 34 ألفا و568 شخصا منذ اندلاع حرب الإبادة
ارتفاع الشهداء في غزة إلى 34 ألفا و568 شخصا منذ اندلاع حرب ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم