Atwasat

سوزان رايس تكشف كواليس قرار التدخل العسكري في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط السبت 14 ديسمبر 2019, 07:44 مساء
WTV_Frequency

لم يكن قرار مجلس الأمن بخصوص التدخل العسكري في ليبيا، الذي جرى التصويت عليه في 17 مارس 2011، سهلا على الإطلاق وإنما صعب، إلى الحد الذي دفع سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سابقا، سوزان رايس، إلى وصفه بـ«العذاب».

وشكلت كواليس إصدار القرار صداعا في رأس إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، التي لم تتبن موقفا واضحا إزاء ليبيا في هذه الفترة، إذ اختلف كبار الموظفين في البيت الأبيض حول الموقف الذي يمكن تبنيه؛ ففي حين حذر بعضهم من خطورة التدخل في بلد مسلم ثالث، بعد العراق وأفغانستان، شدد آخرون على ضرورة التدخل. لصعوبة التصويت على القرار، الذي حمل رقم 1973، وسمح بفرض عقوبات على ليبيا ونظام العقيد معمر القذافي، فإن أوباما سعى شخصيا لزيادة عدد مؤيدي المقترح الأميركي بالتدخل في ليبيا وتغليظ العقوبات، وهاتف الرئيس الأميركي بنفسه رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، وألح عليه لتدعم بلاده القرار أثناء التصويت عليه داخل مجلس الأمن؛ مع رفض أفريقي في البداية، لا سيما من قبل كل من الغابون ونيجيريا وجنوب أفريقيا التخلي عن القذافي.

وبالفعل، انتهى التصويت كما رسمت له الولايات المتحدة، عشر دول من بين خمس عشرة وافقت على المقترح الأميركي؛ بينما امتنعت خمس دول عن التصويت. كواليس التصويت كشفته سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، التي شغلت لاحقا منصب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس أوباما، وهي المذكرات التي ورد فيها فصل بعنوان «الربيع العربي جاء إلى نيويورك»، وترجم هذا الفصل، الكاتب والباحث الليبي علي جماعة، بنهاية نوفمبر الماضي، وتعرضه «الوسط» بإيجاز.... وإلى المذكرات:

ليبيا كانت موضوعا ساخنا في جدول أعمال مجلس الأمن مع مسائل أخرى نجمت عن الانتفاضة الإقليمية المعروفة بـ«الربيع العربي».

للاطلاع العدد 212 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

أحضر الربيع العربي المعضلات نفسها المتعلقة بصنع السياسات تجاه ما جرى من البحرين إلى اليمن إلى سورية. في كل حالة اختلفت مقاربة الإدارة اعتمادا على الظروف الخاصة. شركاء أميركا التقليديون من العرب السنة تقودهم السعودية كانوا غاضبين أن أميركا (من وجهة نظرهم) قد خانت شريكا كمبارك. كانوا مشوشين بسبب الاضطراب الذي اكتسح المنطقة. وعلى الرغم من أن شركاءنا العرب ناحوا على مغادرة شريك كمبارك، فإنهم كانوا متلهفين على إزاحة الأسد في سورية وأن ينتهي القذافي في ليبيا.

فبعد أقل من أسبوع بعد استقالة مبارك في منتصف فبراير 2011 واجه الديكتاتور الليبي معمر القذافي فجأة انتفاضته الخاصة. القذافي الذي فرض بوحشية حكم الرجل الواحد لمدة أربعين عاما. عبر أنحاء البلد، طالب الليبيون، تقودهم عناصر المعارضة في بنغازي، رحيل القذافي، وعندما اشتدت مظاهراتهم رد القذافي بتصعيد العنف، مطلقا العنان لقواته ضد المدنيين والمتمردين على السواء. أطلق الجيش الليبي النار مباشرة على متظاهرين غير مسلحين.

ضحايا فبراير
قتل من خمسمئة إلى سبعمئة في شهر فبراير 2011 وحده. واعتمادا على تقديرات المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، قام النظام اعتباطيا باعتقال أعداد كبيرة من الخصوم واقترف التعذيب والاغتصاب وفرض الاختفاءات، وعندما اشتد التمرد قصف دون تمييز المناطق المأهولة بالسكان. بالنظر إلى تاريخ القذافي في قتل الآلاف من شعبه، اعتقدنا أن لا شيء سيوقفه عن سحق معارضته.

ليس فقط المسؤولون الأميركيون والأوروبيون والعرب من أدركوا الخطورة المحتملة للحالة، دبلوماسيو القذافي نفسه في نيويورك أدركوا خطورة ما سيحدث، وأن النهاية قد أزفت.

بعد سنوات من الخدمة المخلصة لنظام منبوذ، انشقوا عن القذافي وانضموا إلى المعارضة. لقد تعرفت إلى السفير عبدالرحمن شلقم، المندوب الدائم ووزير الخارجية السابق، ومساعده إبراهيم الدباشي، لأن ليبيا كانت قد شغلت عضوا غير دائم في المجلس خلال السنة الأولى لي في نيويورك.

في الجلسات الخاصة، كانا صارمين ولكن لطيفان، وهما طوال أيام الأزمة أظهرا وعيا أكثر مما سمحا بإظهاره قبل ذلك، حتى إنهما بشجاعة حشدا الدعم لمجلس الأمن ليتخذ عملا فعالا ضد حكومتهما.

حظر أسلحة وتجميد أصول
بتصاعد الغضب الدولي، تحرك مجلس الأمن لفرض عقوبات على النظام الليبي تشمل حظر أسلحة وتجميد أصول، وفي تحرك نادر أحال المجلس القذافي وأتباعه المتنفذين إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم عن جرائم حرب.
جمدت الولايات المتحدة أكثر من 30 مليار دولار على هيئة أصول حكومية. وأقفلت سفارتنا في طرابلس وأبعد دبلوماسيونا عن الإيذاء، كما حركت السفن الحربية من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط لإظهار القوة وزيادة فاعلية خياراتنا. مع هذا ورغم هذه الأعمال، كثف القذافي من القتل.

حيرة أميركية
مبكرا في مارس بدأ الفرنسيون والبريطانيون في حشد التأييد الدولي لفرض منطقة حظر الطيران على ليبيا لحماية المدنيين من قوات القذافي. في واشنطن، كنا نتعذب كيف يكون ردنا.كان هناك رفض لدخول حرب ثالثة في بلد مسلم ثالث بعد العراق وأفغانستان. فكرة أن لا نفعل شيئا نفذت إلى وعي كثير منا. منطقة حظر الطيران بدأت كأنها نصف رد، ما يشبه أن تكون حاملا قليلا. عندها سوف نملك المشكلة ولن تكون لنا الوسائل لإنهائها.

مجرد منع الطائرات الليبية من الطيران والقصف لن يوقف القوات البرية والدبابات من الاستيلاء على المدن المتتالية على الطريق من طرابلس إلى بنغازي. أكثر من ذلك كان يتملكنا الشك في قدرة بريطانيا وفرنسا على الاستمرار في فرض منطقة حظر فعالة رغم تبجحهما الكبير، ونعرف أنهما لن تبدآ بها دون دعم مجلس الأمن الذي يتطلب موافقتنا.

قرار عربي

في 12 مارس تغيرت حسابات واشنطن عندما تبنت جامعة الدول العربية بيانا دعت فيه مجلس الأمن بالأمم المتحدة إلى فرض منطقة حظر جوي وحماية المدنيين، في الوقت الذي اعترفت فيه بقوات المعارضة الليبية باعتبارها الحكومة الشرعية.
واشنطن رفضت منطقة الحظر باعتبارها أسوأ من لا شيء. جادلت عن هذا الرأي بقوة في الاجتماع المغلق واللقاءات غير الرسمية لمجلس الأمن، ولأنني بشدة رفضت منطقة الحظر الجوي فإن سفيري فرنسا وبريطانيا استنتجا أن واشنطن لا تريد أن تفعل شيئا.

لقاء بقيادة أوباما
مبكرا في مساء الثلاثاء، خرجت من نقاش مجلس الأمن الملتهب وغير الحاسم راجعة عبر شارع فرست أفنيو (نيويورك) إلى مكتبنا في بعثة الولايات المتحدة في الوقت المناسب للانضمام إلى اجتماع مع الرئيس أوباما والمسؤولين في مجلس الأمن القومي، عبر اتصال جماعي مرئي آمن، وانضمت إلينا هيلاري باتصال عن بعد من فرنسا.

كان موضوع ماذا نعمل بخصوص ليبيا هو ذاته الذي كنا نناقشه في المجلس (الأمن الدولي). قوات القذافي كانت تتحرك بانتظام شرقا على طول الساحل تستولي على المدن واحدة تلو الأخرى من المتمردين، وتطبق الخناق على مركز التمرد القوي في بنغازي، ثاني أكبر مدينة في ليبيا. القذافي توعد قتل سكانها، محذرا: «جهزوا أنفسكم من هذه الليلة، سنصل إليكم في خزانة ملابسكم».

 للاطلاع العدد 212 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

ليست معركتنا
بعض زملائي شددوا على أنه كليا ليس لدينا مصالح أمنية وطنية قاهرة في ليبيا، فلا ينبغي أن نورط أنفسنا في صراع شرق أوسطي آخر، وأكدوا أن ليبيا ليست معركتنا، وأنه في واقع الأمر، فإن تكاليف السماح للقذافي بأخذ بنغازي وإعادة قبضته الحديدية تعتبر مقبولة بالمقارنة مع أخذ زمام المجازفة.

وعلى الرغم من أن الإبادة الجماعية لم تقع في ليبيا بعد، فإن الوحشية الواسعة كانت مؤكدة، حيث لوح القذافي بالوسائل والدافع لقتل الآلاف على نحو وشيك. وأكدت للرئيس أوباما أن لا ينبغي أن يسمح بحدوث ما يمكن أن يكون نسخته من رواندا. إنها لحظة ينظر فيها العالم إلى الولايات المتحدة طلبا للقيادة ونحن نغض الطرف.

إن التزاما عسكريا محدودا نسبيا للولايات المتحدة يمكن أن يحدث فرقا ذا معنى. نحن لا ينبغي أن نوافق ببساطة على منطقة حظر الطيران، لو كنا جادين، فنحن نحتاج من الأمم المتحدة إلى تفويض أكثر اتساعا لحماية المدنيين، وأعتقد أن هناك فرصة معقولة أن نتحصل عليه من مجلس الأمن.

أوباما كان غاضبا، وأرجأ الاجتماع، وبلهجة آمرة قال: «سنرجع هنا بعد ساعتين، وحينها أريد خيارات حقيقية على الطاولة». في هذه الأثناء، انتهى في مقر الأمم المتحدة الاجتماع غير الرسمي حول ليبيا دون حسم.

خيارات واقعية
عندما عاد مجلس الأمن القومي للاجتماع، ناقشوا خيارات واقعية محددة، بما في ذلك مقاربة تستلزم أولا قصف أنظمة الدفاع الجوي الليبي لكسب السيطرة الحصرية على الأجواء، ويتم بعدها استهداف أسلحة القذافي الثقيلة: الدبابات، والمدفعية، والطائرات، وأي قوات ليبية ضخمة تهدد المواقع المدنية.

بعد أن استوعب وجهات النظر المختلفة، تكلم أوباما، قال إنه سيفضل عملا عسكريا أميركيا تحت بعض الشروط: (1) بإمكاني الحصول على تخويل من مجلس الأمن بتفويض قوي لحماية المدنيين. (2) أن تقنع هيلاري دول الجامعة العربية للموافقة على المشاركة. (3) أن يكون دور الولايات المتحدة محدودا. سوف نبدأ الهجمات، سنقتلع دفاعات القذافي الجوية وننشئ تفوقا جويا، ولكن بعد ذلك على الأوروبيين، خصوصا البريطانيين والفرنسيين، أن يحملوا الجزء الأكبر من الثقل.

في الصباح التالي جئت إلى مقر الأمم المتحدة وأنا في كامل النشاط، وبتفويض شديد وكاسح على هيئة مسودة قرار جاهزة للاستخدام، حالما بدأ اجتماع مجلس الأمن. طلبت الكلمة وبكامل قوة العواطف وما يناسبها من فداحة الحالة عرضت موقف الولايات المتحدة.

خطبة رايس
وقلت: «لقد قضيت أغلب الليلة الماضية في سلسلة من اللقاءات مع رئيسي وفريقه للأمن القومي. أنا الآن جاهزة لأشارككم موقف الولايات المتحدة. تصورنا أن الحالة الليبية فظيعة ولدينا وقت قليل لإنقاذ حياة الناس. وبعد نقاش كبير، فإن الولايات المتحدة جاهزة لدعم قرار قوي لحماية المدنيين وتغليظ العقوبات ضد نظام القذافي. نحن لن ندعم منطقة حظر طيران ساذجة، التي لن تفعل شيئا لإيقاف القوات المحتشدة على الأرض، المنطلقة صوب بنغازي.
بالتفويض المتين الذي ننشده سوف نستأصل الدفاعات الجوية الليبية وأسلحتهم الثقيلة مثل الدبابات والمدفعية والطائرات وسوف نوقف أرتال الجنود المتقدمة، هذا يحتاج إلى أن يكون التفويض تفويضا غير مقيد لحماية المدنيين.
ولا أريد أي غموض حيال ما ننوي القيام به. هذه ستكون حربا جوية لحماية أرواح بريئة. الولايات المتحدة جاهزة عسكريا للانضمام مع الدول التي تشاطرها الرأي لفرض حل ينقذ المدنيين، والخيار لكم. يمكنكم التصويت معنا أو أن تقبلوا المسؤولية عن فشل تاريخي آخر لهذا المجلس في أن يتصرف لمنع إبادة جماعية محتملة، عندما تكون الوسائل متاحة لفعل ذلك. حكوماتكم يجب أن تقرر على أي جانب من التاريخ ستقفون، أما حكومتنا فستكون في جانب فعل ذي معنى لإنقاذ المدنيين وسكان بنغازي».
وقبل أن أكمل كلمتي الأخيرة وأنحني للخلف في مقعدي، تحرك فريقي بسرعة حول الغرفة يوزعون مسودتنا للقرار الذي سوف ينفذ ما قمت بوضع خطوطه العريضة.

لبنان أول المؤيدين
خيم على المجلس صمت مميت لعدة ثوان بعد انتهائي من الكلمة، حيث كان كل شخص إما مندهشا وإما مصدوما. كسر لبنان الصمت وأشار إلى أنه يتفق مع الخطاب الأميركي القوي وحذت حذوه بريطانيا.
فرنسا كانت منذهلة. نظيري جيراد أرود، الذي ربطتني به علاقة معقدة وليست بالكامل ودودة بعد، قام معترضا وتساءل: لماذا ترفعون السقف؟ لماذا لا تبقون مع منطقة حظر طيران؟ كان يعتقد أننا كنا نخادع.
أما روسيا فاستشعرت أنها فرصة، وعرضت مسودتها الخاصة البديلة، التي ببساطة تدعو إلى وقف إطلاق النار دون آليات فرض. كانت مناورة الدقيقة الأخيرة لإزاحة نص وثيقتنا الأقوى. المسودة الروسية حصلت على انتباه قليل أو معدوم وعلى نحو غير معهود أسقطها تشوركين (مندوب روسيا) دون كثير من المقاومة.

بعد أن أشارت فرنسا إلى أنها تدعم النص الأميركي، أيقنت أن الأمر انتهى، بمعنى أن القرار في طريقه إلى الإنجاز ولا ثمة تغييرات إضافية، ويمكن التصويت عليه خلال 24 ساعة. وبنهاية اليوم عندما عرف فريقي آراء أعضاء المجلس بدا كأننا على مرمى الهدف من تأمين أصوات كافية. روسيا والصين كانتا دائما وفي الأغلب على كراهية للتدخل الإنساني المفوض به من الأمم المتحدة، الآن هما في محل شك.


رفض أفريقي
روسيا والصين ليس لديهما انجذاب خاص للقذافي، ولكن لا ترغبان في أن تكون أميركا مطلوقة السراح في ما يتعلق باستخدام القوة. والدول الأفريقية الثلاث الأعضاء: نيجيريا والغابون وجنوب أفريقيا كانت غير مضمونة، باعتبار أن الاتحاد الأفريقي استنفع طويلا من عطايا القذافي، وكرهوا أن يروا تدخلا عسكريا أميركيا في أفريقيا مع قوات عربية، عوضا عن دعم جهود عسكرية ودبلوماسية تقودها أفريقيا.

ألمانيا والبرازيل كانتا واضحتين أنهما ستمتنعان عن التصويت. احتجنا على الأقل إلى تسعة من خمسة عشر من الأعضاء للتصويت بـ«نعم»، ولا اعتراض من الأعضاء حملة حق النقض.

وفي تلك الليلة، عقد جيرارد (مندوب فرنسا) اجتماعا لسفراء الدول دائمة العضوية الخمس في مقر البعثة الفرنسية، لمناقشة توقيت التصويت والخطوات المقبلة. سحبني مندوب روسيا، تشوركين، جانبا لنقاش على انفراد، وأنا أعلم أن موسكو في الأغلب وبالمطلق لا تؤشر مقدما كيف سيكون تصويتها على النصوص الخلافية.

ما أدهشني كذلك لغرابته المفرطة أن الروس تحت قيادة الرئيس ميدفيديف يسمحون بسهولة لمثل قرار قوي كهذا بالمرور، الذي يمنحنا تفويضا مطلقا لاستعمال القوة ولفرض عقوبات صارمة بشكل استثنائي على توريدات الأسلحة الليبية.

وتكهنت أن الروس يراهنون على أننا سنغوص في مأزق ليبيا. خمنت أنهم تخيلوا أننا نرتكب خطأ هائلا وهم قرروا إعطاءنا حبلا يكفي بالضبط لنشنق أنفسنا، أو أن فلاديمير بوتين -وكان رئيس وزراء روسيا- قد أعطى رئيسه ديمتري ميدفيديف، الذي سوف يأخذ مكانه السنة المقبلة، حبلا كافيا لشنق نفسه.

أرسلت تقريري لواشنطن بأن الممانعين فيما يبدو هم الأفارقة، الذين نحتاج إلى تصويتهم لصالح القرار حتى يمكننا اجتياز عتبة الأصوات التسعة. الغابون لم تكن مشكلة إذا نجحنا مع نيجيريا وإحساسي أن نيجيريا ربما وببعض الجهد ستكون في متناول اليد. نجح مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، جوني كارسون، ومساعدي السابق في عهد كلينتون في جلب دعم نيجيريا.

غير أن جنوب أفريقيا كانت مشكلة بالنظر إلى انفعالها المعهود، وكذلك النفور الثوري للمؤتمر الوطني الحاكم من التدخل الغربي في شؤون القارة. ولأن التصويت قد تقرر أن يكون في المساء المتأخر ليوم الخميس 17 مارس، فقد اتصل الرئيس أوباما برئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، يلح عليه ويضغط في طلب دعمه. طاقم مجلس الأمن القومي أخبروا فريقي أن أوباما أحس بأنه حصل على رد إيجابي، ولكن زوما لم يكن واضحا.

فرحة بنغازي بالتصويت
عندما بدأت الدعوة إلى التصويت فإن عشرة أعضاء بمن فيهم جميع الأفارقة دعموا القرار وخمسة (روسيا والصين والهند والبرازيل وألمانيا) امتنعوا.

رافعة يدي للتصويت بـ«نعم»، فقد صنعت، دون قصد، صورة أخذت شهرتها في ليبيا. كان الوقت ليلا في ليبيا في ختام جلسة مجلس الأمن، تعقبني السفير الليبي بانفعال بعد التصويت ليحتضنني ويشكرني، ثم شارك صورة مباشرة على هاتفه لحشد ضخم في بنغازي يهتفون ويحتفلون بالتصويت. صورتي في سترتي الخضراء رافعة يدي للتصويت بـ«نعم» أتفحص طاولة المجلس الدائرية الضخمة للتحقق أننا حصلنا على الأصوات المطلوبة تم عرضها مرات ومرات على شاشة كبيرة في الساحة الرئيسية في بنغازي.

للاطلاع العدد 212 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

تحصلت على تصويت الأمم المتحدة وعملت الترتيبات الصحفية التي طلبها البيت الأبيض في أعقابه. نجحت وزيرة الخارجية كلينتون في جعل العرب يشاركون خصوصا قطر والإمارات. أوباما تحدث إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وتحصل على التزامهما بتحمل الثقل العسكري الأكبر. الشروط تحققت. أوباما حذر القذافي على الملأ بأن يوقف تقدمه إلى بنغازي لكن القذافي استمر.

رايس مع مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم بعد التصويت على القرار. (أرشيفية: الإنترنت).
رايس مع مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم بعد التصويت على القرار. (أرشيفية: الإنترنت).

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ماذا طلب «صندوق النقد» من ليبيا في ختام 10 أيام من المشاورات؟
ماذا طلب «صندوق النقد» من ليبيا في ختام 10 أيام من المشاورات؟
تقرير أميركي: روما ترفع شعار المصالح الاقتصادية في ليبيا أولًا وتؤجج الاستقطاب الدولي
تقرير أميركي: روما ترفع شعار المصالح الاقتصادية في ليبيا أولًا ...
استيفاء شروط انضمام ليبيا للدعوى ضد الاحتلال أمام «العدل الدولية»
استيفاء شروط انضمام ليبيا للدعوى ضد الاحتلال أمام «العدل الدولية»
توافق ليبي- تونسي على تكثيف التنسيق بشأن مواجهة الهجرة والاتجار بالبشر
توافق ليبي- تونسي على تكثيف التنسيق بشأن مواجهة الهجرة والاتجار ...
باتيلي في زيارة وداع: مواقف «متزنة» لتونس إزاء الملف الليبي
باتيلي في زيارة وداع: مواقف «متزنة» لتونس إزاء الملف الليبي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم