يواصل فيروس «كورونا»، بعثرة حسابات غالبية المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2022، المقامة بالكاميرون، إلى 6 فبراير، التي عانت اضطرابات تنظيمية بسبب فرض بروتوكولات صحية صارمة. 

وتعرضت حسابات الفرق المشاركة في الدورة لمشكلات كبيرة ناجمة عن تعذر الاعتماد على لاعبيها ومدربيها في هذه الكأس، التي تثبت الاختبارات إصابتهم بالفيروس الذي يؤرق العالم منذ سنتين، كمنتخب تونس الذي وجد نفسه دون مدرب أمام نيجيريا الأحد الماضي، وجزر القمر التي تواجه الكاميرون، اليوم الإثنين دون حارس مرمى أساسي.

- قرار من «غوارديولا» تجاه «محرز» بعد وداعه كأس الأمم الأفريقية
- تعرف على مواجهات دور الـ16 من كأس أمم أفريقيا

ومنذ بداية كأس أفريقيا لكرة القدم في الكاميرون، في السادس من يناير الجاري، أصبح من الطبيعي إعلان بعض الفرق المشاركة في البطولة الأفريقية، باستمرار، عدم قدرتها على التعويل على خدمات عدد من لاعبيها، بسبب إصابتهم بفيروس «كورونا».

إلغاء مباريات تحضيرية
تأثير الأزمة الصحية على كأس أفريقيا بدأ حتى قبل انطلاق التظاهرة الأفريقية الأهم، إذ اضطرت عدة منتخبات مشاركة إلى إلغاء المباريات الودية المقررة قبل انطلاق الدورة غالبًا في اللحظات الأخيرة بسبب فيروس «كورونا».

وأُلغيت مباراة ودية تحضيرية كانت مقررة في السعودية في الـ3 من يناير بين ساحل العاج وجزر القمر، بعد أن تبين أن الكثير من اللاعبين من كلا الفريقين مصابون بالفيروس.

كما تم إلغاء مواجهات ودية بسبب القيود الصحية، إذ لم تستطع أوغندا مثلًا اللعب ضد الغابون وموريتانيا كما كان مبرمجًا في الإمارات العربية المتحدة في 30 ديسمبر 2021، وفي الـ2 من يناير 2022، بسبب قيود السفر المفروضة بسبب الوباء. 

الكاميرون.. بروتوكول صحي صارم
الدورة التي بدأتها عدة فرق أفريقية مشاركة، دون أبرز لاعبيها بسبب «كوفيد-19»، سجلت اعتماد بروتوكول صحي صارم في الكاميرون، البلد المنظم لتجنب ارتفاع عدد الإصابات. 

- «حامل اللقب» منتخب الجزائر يغادر كأس الأمم الأفريقية بنقطة وحيدة
- نيجيريا تطير إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية بالعلامة الكاملة

فجميع الذين يرغبون في حضور المباريات يجب عليهم إبراز بطاقة التطعيم ضد فيروس «كورونا» ونتيجة سلبية لاختبار «بي سي آر» للكشف عن الفيروس، يعود إلى أقل من ثمانية وأربعين ساعة قبل انطلاق المباراة.

كما طلب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ألا تتجاوز طاقة استيعاب مدرجات الملاعب الرياضية نسبة 80% خلال مباريات المنتخب الكاميروني، و60% للمباريات الأخرى في هذه التظاهرة.

«كورونا» يبعثر أوراق الاتحادات
وبالرغم من خصوصية هذه الدورة، التي تسللت إليها بقوة جائحة فيروس «كورونا» وبعثرت أوراق اتحادات كرة القدم وحسابات المدربين واللاعبين، إلا أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم رفض إمكانية تعديل قوائم اللاعبين المشاركين في الدورة، التي أُغلقت في 30 ديسمبر الماضي. 

- الرواندية «كاسانغانا» أول امرأة تدير مباراة في كأس أمم أفريقيا

وهو ما أثار عدة انتقادات لم يعرها الاتحاد أهمية، وترك المنتخبات تتخبط في أزمات غير مسبوقة لانحسار الخيارات الفنية للمدربين بسبب الإصابات المفاجئة بالفيروس خلال الدورة، ولا أدل على ذلك من أزمة منتخب جزر القمر مثلًا.

جزر القمر دون حارس مرمى.. ونسور قرطاج دون مدرب
اتحاد جزر القمر لكرة القدم أعلن، السبت الماضي، في بيان إصابة 12 فردًا من بعثة المنتخب بفيروس «كورونا»، واستحالة التعويل على خدمات عدة لاعبين في لقاء تاريخي لهذا المنتخب الذي يشارك لأول مرة في كأس الأمم الأفريقية، والذي يواجه الإثنين المنتخب الكاميروني صاحب الأرض، في إطار الدور ثمن النهائي من المسابقة. 

وكان فريق جزر القمر انتزع بطاقة التأهل بشكل مفاجئ بعد أن فاز على العملاق الغاني بـ3 أهداف لهدفين في دور المجموعات.

- إصابة 12 لاعبا تونسيا بفيروس «كورونا» قبل مباراة غامبيا الحاسمة
- «كاف» يرفض احتجاج المنتخب التونسي ويعتمد نتيجة مباراته مع مالي

الفيروس نال من مدرب الفريق أمير عبدو ولكن أيضًا، وبالخصوص، من حارسي الفريق الآخرين معاض حسيني وعلي أحمدا، علمًا بأن الحارس الثالث للمنتخب سليم بن بوينا مصاب، ولن يستطيع حماية عرين فريقه في لقاء اليوم.

قيادة دفة المنتخب التونسي، الأحد، عُهدت إلى جلال القادري مساعد المدرب منذر الكبير، الذي أبلى بلاءً حسنًا في لقاء الأمس وقاد الفريق لفوز كبير على فريق كبير. 

واستنجدت تونس في أواخر اللقاء بلاعبين كانوا مصابين بفيروس «كورونا» كوهبي الخزري ونعيم السليتي، إلا أن نتائج اختباراتهما الأخيرة كانت سلبية، مما مكنهما من تعزيز صفوف الفريق.

ويبقى مصير الفائز بهذه الكأس الأفريقية مرتبطًا بمدى قدرة تعامل الفرق المشاركة مع هذا المعطى، انطلاقًا من مبدأ «شر لا بد منه»، في حين كان المبدأ السائد سابقًا «الفوز للأفضل».