شارك الأديب والكاتب المسرحي الليبي، منصور بوشناف، في ندوة مناقشة كتاب «المسرح البوليفوني فنون ما بعد الحداثة»، للدكتورة رانيا يحيى رئيس قسم فلسفة الفن بأكاديمية الفنون وعضو المجلس القومي للمرأة بجمهورية مصر، وذلك بقاعة الفنون بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين.

الكتاب يرصد منهج المسرح «البوليفوني» للفنان المصري انتصار عبدالفتاح في عروضه المسرحية، وبجانب الأديب منصور بوشناف شارك المسرحي العراقي حازم كمال الدين في الندوة.

وقال الأديب منصور بوشناف: «في هذا الكتاب (المسرح البوليفوني وفنون ما بعد الحداثة) تقدم الدكتورة رانيا يحيى، لنا عرضًا شيقًا وممتازًا لأطروحات ما بعد الحداثة، باحثة في جذور وبدايات النشأة لهذا المجرى الثقافي والفلسفي والفني الذي فرض رؤاه؛ بل وهيمن على حركة النقد والدراسات الأدبية والفنية في هذه العقود الأخيرة».

وأضاف: «المبشر في هذا الكتاب أنه لا يطرح النظريات والمناهج مكتفيًا بتقديمها لنا كبضاعة جاهزة بل يحولها إلى عدة للتحليل، يطبق ما طرح من نظريات على تجربة مهمة، هي تجربة المسرح البوليفوني عبر أعمال مخرج رائد هو انتصار عبدالفتاح فقد تتبعت الباحثة هذه التجربة الرائدة وأشارت بشكل مباشر وواضح إلى عناصر ما بعد الحداثة في هذه الأعمال».

وتابع قائلًا: «أذكر في تسعينيات القرن الماضي وفي القاهرة تحديدًا استمعت لمحاضرة للإنجليزي جون اللسم بعنوان نسبية الحداثة، اللسم يقول إن حداثة أوروبا ليست حداثة الهند مثلا فلكل ثقافة ومجتمع حداثته الخاصة».

ويرى الكاتب منصور بوشناف أن «في ما بعد حداثة انتصار ورانيا ثمة نسبية هي ابنة خصوصية مصرية وإسلامية عربية وبالتأكيد فرعونية، فما بعد حداثة مسرح انتصار ورغم التجاور والتشظي وتناثر السرديات الصغرى وتنافرها أحيانًا إلا أن انتصار عبدالفتاح يصبها في مجرى سردية عامة كبرى هي سردية النهضة والمعاصرة والإيمان بالمستقبل وكأنما ما بعد حداثة هذه التجربة تقود إلى حداثة حقيقية نابعة من الذات المفردة ومن السرديات الصغرى التي كانت مهملة ومهمشة في زمن السردية الكبرى سردية النهضة الموؤودة».

وأشار بوشناف إلى أنه على «عكس فنون ما بعد الحداثة الأوروبية التي تظل فيها الذات تعاني الفراغ وتحدق في الفراغ  والتي يتحول فيها المواطن إلى فرد نهم للاستهلاك، وتتحول فيها لذة الإنتاج ومعناه إلى لذة الاستهلاك ولا معناه، أما في تجربة انتصار عبدالفتاح وكما قدمتها لنا على نحو ممتاز دكتورة رانيا  يكتسب اللا معنى معنى، ويصير للصيرورة هدف وغاية تندمج السرديات الصغرى في سردية عامة تستهدف السلام والعدل والمحبة والتآخي».

وختم الأديب والكاتب المسرحي، منصور بوشناف، حديثه بالقول: «هذا الكتاب ليس إضاءة على مسرح انتصار عبدالفتاح البوليفوني فقط بل هو أيضًا إضاءة للأحياء والولادة من جديد، إننا نرقص ونغني ونستعين بحابي، هذا كتاب قد يؤسس لقراءات جديدة للمنتج الجديد في كل الفنون والآداب عبر رؤى ما بعد الحداثة».

- نجيب الحصادي: المترجم لص يدان على ما ترك وليس على ما سرق

- معرض القاهرة بـ«عيون ليبية»: أبرز الإصدارات والأسعار

- جازية شعيتير توقع «شجون قانونية» بمعرض القاهرة للكتاب

-الفاخري والدالي يشاركان في الأمسية الشعرية بمعرض القاهرة

يذكر أن الأديب منصور بوشناف ولد ببلدة بني وليد في 22 أكتوبر 1954 وانتقل إلى مدينة مصراتة حيث بدأ الكتابة، في الصحف الليبية في العام 1970، والتحق بفرقة المسرح الوطني مصراتة، وهو لا يزال آنذاك طالبًا في مرحلة التعليم الثانوي حيث كتب مسرحية «الإنسان والشيطان»، وحين انتقل لمواصلة دراسته الجامعية بمدينة بنغازي كتب مسرحية «تداخل الحكايات في غياب الراوي» وتغير مسار حياته كليًا إثر عرض مسرحيته «عندما تحكم الجرذان» حيث تعرض للاعتقال سنة 1976 وقضى 12 عامًا في السجن.

بعد الإفراج عنه في مارس العام 1988، كتب بوشناف العديد من المسرحيات والروايات، منها، «توقف» و«العروس» و«الحجالات» وروايات «سراب الليل»، و«مضغ العلكة»، و«الكلب الذهبي»، كما تُرجمت عدد من رواياته إلى اللغة الإنجليزية.