يزور رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، الجزائر في زيارة تقلصت من يومين إلى يوم؛ إذ يسعى لتوقيع اتفاقيات مهمة مع نظيره الجزائري.

وعلى الرغم من مشكلات السياسة الداخلية في إيطاليا، أجرى دراغي أمس زيارة رسمية إلى الجزائر بهدف الحفاظ على أمن الطاقة في إيطاليا، وهبطت طائرة رئيس الوزراء الإيطالي صباح أمس في الجزائر مع وفد الحكومة الإيطالية للمشاركة في القمة الإيطالية الجزائرية الرابعة، بحسب موقع «ديكود 39».

وتكتسب الزيارة أهمية حيوية لضمان أمن الطاقة لروما، إذ تتطلع إلى التحرر من الاعتماد على الغاز الروسي.

وسلط وزير الخارجية الإيطالي، لويغي دي مايو، الضوء خلال المهمة على كيفية بذل الحكومة على الفور قصارى جهدها لمواجهة أزمة الطاقة.

وقال دي مايو، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «هذا الأمر يأتي بنتيجة.. بعد أسابيع قليلة من اندلاع الأزمة، أصبحت الجزائر اليوم موردنا الأول بفضل أربعة مليارات متر مكعب من الغاز.. إلى الأمام مع شراكات أقوى».

ورافق دراغي في زيارته وزير الخارجية لويغي دي مايو، والداخلية لوتشانا لامورغيزي، والعدل مارتا كارتابيا، والتحول البيئي روبرتو تشنغولاني، والبنية التحتية والتنقل المستدام إنريكو غيوفانيني، وتكافؤ الفرص والأسرة إيلينا بونيتي.

وكانت الزيارة تتضمن سلسلة من الالتزامات الرسمية، من بينها توقيع اتفاقيات ومؤتمر صحفي مشترك بين رئيس الوزراء الإيطالي والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.

وكان من المقرر أن تستغرق الزيارة يومين، إلا أنها تقلصت ليوم واحد حتى يتسنى لرئيس الوزراء العودة إلى روما ومتابعة التطورات في الأزمة الداخلية، خاصة نوايا الأحزاب في ضوء الاتصالات التي تعقد في البرلمان غدا الأربعاء.

شراكة متميزة في قطاع الطاقة بين إيطاليا والجزائر
وقال دراغي، في تصريحات مشتركة للصحافة مع تبون، إن القمة الحكومية الإيطالية الجزائرية الرابعة التي عقدت في الجزائر، أكدت على الشراكة المتميزة في قطاع الطاقة بين إيطاليا والجزائر، «في الأشهر الأخيرة أصبحت الجزائر المورد الرئيسي للغاز لروما».

4 مليارات متر مكعب من الغاز
وأوضح أن شركة «سوناطراك» الجزائرية أعلنت عن أربعة مليارات متر مكعب من الغاز القادم لإيطاليا في إطار الاتفاق الموقع مع شركة «إيني» الإيطالية في أبريل.

من جانبه، أعرب تبون عن سعادته باستقبال دراغي للمرة الثانية، ما يشهد على الرغبة في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.

واعتبر أن الزيارة خطوة أخرى في تعزيز العلاقات، مشيرا إلى أن المحادثات كانت مكثفة في جميع المجالات، وجرى الحديث عن القضايا الدولية والعلاقات الثنائية والعلاقات حول المغرب العربي.

كما ناقش الجانبان الوضع الدولي وقضايا الأمن الدولي والقضايا المتعلقة بالموقف في القارة الأفريقية والعالم العربي.

«مساعدة الليبيين في تطوير مؤسساتهم»
وحول ليبيا، قال «قررنا مساعدة الليبيين في تطوير مؤسساتهم، ومن ثم إطلاق انتخابات باتجاه إنشاء مؤسسات بعيدة عن التدخلات الأجنبية».

شريك موثوق واستراتيجي
من جانبه، اعتبر المحلل في جامعة الجزائر عمر هارون، أن الجزائر أصبحت شريكا موثوقا واستراتيجيا لإيطاليا في علاقاتها مع أوروبا في مجال الطاقة عبر خط الأنابيب البحري، ما رفع حجم التجارة إلى 27 مليار متر مكعب فيما ستضاف الـ4 مليارات متر مكعب متفق عليها.

وقال هارون لموقع «ديكود 39» الإيطالي إن «الاتفاقيات تشمل أيضا» انطلاق عملية إنتاج الكهرباء من خلال الهيدروجين الأخضر والتي تعتبر ثورة في مجال الطاقة النظيفة.

وأشار المحلل الجزائري إلى أنه في البعد السياسي تنضم الجزائر إلى إيطاليا في الملف الليبي، الذي يعتبر حجر الزاوية في شمال أفريقيا.

الجزائر المورد الرئيسي للغاز إلى إيطاليا
فيما قال المحلل الاقتصادي الجزائري، إسحاق خرشي، إن القمة الحكومية تمثل موعدا محددا منذ العام الماضي، وتهدف إلى مناقشة كمية الغاز الإضافية التي ينبغي على الجزائر توريدها إلى روما.

وأشار إلى مناقشة العمليات التجارية المستقبلية بين شركة إيني الإيطالية وسوناطراك الجزائرية، حيث كان هناك حديث عن أربعة مليارات متر مكعب إضافية من الغاز ستجعل الجزائر المورد الرئيسي للغاز إلى إيطاليا.

وكشف أنه لم يجر الحديث فقط عن الغاز لأن دراغي سيشارك في قمم مع وزراء آخرين، لتوقيع مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة من التجارة إلى التعاون في قطاع العدل والأمن، ما يسهم في تعزيز الشراكة بين البلدين.

- تبون: يجب أن يبني الليبيون مؤسسات البلاد بأنفسهم بعيدا عن التجاذبات الخارجية
- رئيس الجزائر يوقع اتفاقا لتزويد إيطاليا بالغاز بقيمة 4 مليارات دولار

أما المحلل الجزائري أنور مالك، فاعتبر أن تبادل الزيارات بين دراغي وتبون في روما والجزائر، يعزز التعاون الاستراتيجي بين البلدين الذي يتعمق أكثر من أي وقت مضى.

وأشار مالك إلى التوقيع على اتفاقيات جديدة مثل الخاصة بكمية الغاز الإضافي التي ستعطيها الجزائر إلى إيطاليا، والتي تندرج ضمن اتفاق واسع النطاق بين الطرفين.

واختتم اليوم بمنتدى الأعمال الإيطالي الجزائري، حيث حضرت نحو 70 شركة إيطالية الاجتماع الذي استضافه المركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر، ومنها شركة «إيني» الإيطالية و«سايبم» و«أنسالدو إنيرجيا» وغيرها.