Atwasat

شوارع مكة تضيء بملابس إحرام مليون حاج لأول مرة منذ تفشي «كورونا»

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 04 يوليو 2022, 09:39 صباحا
WTV_Frequency

عادت شوارع مدينة مكة المكرمة، تعج بمئات آلاف الحجاج بملابس الإحرام البيضاء الإثنين، قبل انطلاق مناسك الحج هذا الأسبوع، بعد عامين شهدا تقليص الأعداد بشكل كبير بسبب المخاوف من فيروس كورونا.

وفي ظل قيود مخفّفة للوقاية من كوفيد-19، تستعد المملكة لاستقبال مليون مسلم لأداء فريضة الحج، من بينهم 850 ألفا من خارج السعودية.

وقالت السلطات الأحد، إن 650 ألف حج وصلوا حتى الآن.

واقتصر الحج في العامين الماضيين على سكان المملكة وحدها، لكن حجاج الخارج عادوا إلى المدينة هذا العام لملئ غرفها الفندقية، ما زاد من آمال أصحاب الأعمال في التعافي من الخسائر التي لحقت بهم خلال موسمي 2020 و2021.

- السعودية: 11 روبوتا للتعقيم ومكافحة الأوبئة داخل المسجد الحرام
- السعودية: وكالة شؤون المسجد النبوي تكثف استعداداتها لاستقبال ضيوف الرحمن

ووضعت لافتات ترحيب بالحجاج في الشوارع والساحات الرئيسية والأزقة، فيما انتشر عناصر الأمن بشكل مكثف في كل أرجاء المدينة.

وقال الحاج عبدالقادر خضر الآتي من السودان، لوكالة «فرانس برس» إنها «المتعة بعينها»، مضيفا أنه يكاد لا يصدق بأنّه سيؤدي مناسك الحج هذا العام، «أنا مستمتع بكل لحظة هنا».

وفي العام 2019، شارك نحو 2,5 مليون حاج من جميع أنحاء العالم في أداء المناسك التي يتوجب على كل مسلم قادر أن يؤديها مرة واحدة على الأقل.

لكن تفشي فيروس كورونا أجبر السلطات السعودية، بعد ذلك على تقليص أعداد الحج بشكل كبير، فشارك 60 ألف مواطن ومقيم مطعمين من داخل المملكة في عام 2021، في مقابل بضعة آلاف في عام 2020.

الحج مصدر دخل رئيسي للمملكة
وعادة ما يشكّل الحج مصدر دخل رئيسي للمملكة الثرية، إذ تقدّر إيرادات المناسك والعمرة والزيارات الدينية الأخرى على مدار العام بنحو 12 مليار دولار سنويًا.

كما أن الموسم الديني فرصة للبلاد لاستعراض قدراتها التنظيمية، في ظل وجود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، بحسب تقرير وكالة «فرانس برس».

ومن المقرّر أن ينطلق التجمع الديني السنوي الضخم، قبل حوالى عشرة أيام من زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن للسعودية.

والسعودية، المملكة المحافظة التي تتمتع بثقل سياسي واقتصادي على الساحتين الاقليمية والدولية، حليف رئيسي للولايات المتحدة.

وشهدت المملكة في السنوات الأخيرة حملة تغيير متسارعة، في تحول كبير يقوده ولي العهد الشاب.

ترحيب بالنساء لأداء مناسك الحج بدون «محرم»
واليوم، بعيدا عن الحفلات الموسيقية الصاخبة في الرياض والشواطئ المختلطة في جدة، يتجلى هذا التغيير بطرق مختلفة في مكة، حيث يتم الترحيب بالنساء من جميع الأعمار منذ العام الماضي لأداء فريضة الحج بدون «محرم» رجل.

كذلك تحث السلطات على استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، في الحدث الديني الذي يمتد لأربعة إلى خمسة أيام.

وقبل الوباء، كان الحج يضم حشودا كبيرة في أماكن مفتوحة وفي أخرى مغلقة أو ضيقة، ولذا فإنّ الأنظار تتركز هذا العام على المخاوف من تفشي الفيروس مجددا، ووقعت الكثير من الحوادث راح ضحيتها مئات بسبب عمليات التدافع في الأماكن الضيقة على مر العقود.

الكمامات لن تكون ضرورية
وفي يونيو الماضي، قالت المملكة إن الكمامات لن تكون ضرورية بعد الآن في غالبية الأماكن، لكنها ستظل الزامية في المسجد الحرام بمكة.

وسيقتصر الحج لهذا العام على المسلمين الذين جرى تطعيمهم وهم تحت سن الـ65 عاما، ويتعين على الآتين من الخارج تقديم نتيجة فحص كوفيد-19 سلبية من اختبار حديث في غضون 72 ساعة من موعد السفر.

وسيجرى «غسل المسجد الحرام 10 مرات يوميًا»، في عملية يقوم بها «أكثر من 4000 عامل وعاملة، وفي كل عملية تطهير تستهلك أكثر من (130 ألف) لتر من المطهرات»، بحسب السلطات.

ومنذ بداية الوباء، سجلت السعودية أكثر من 795 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا، بينها 9000 حالة وفاة، في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 34 مليون نسمة.

إلى جانب الوباء، فإن التحدي الآخر هو الشمس الحارقة، في واحدة من أكثر مناطق العالم حرا وجفافًا، إذ تجاوزت الحرارة 50 درجة مئوية في أجزاء من المملكة، التي بدأت تتحمل مع البلدان الصحراوية المجاورة الأخرى وطأة التغيير المناخي.

لكن بالنسبة لأحمد عبدالحسن الفتلاوي الآتي من العراق، فإنّ الحرارة المرتفعة في مكة لن تعوق تأديته للمناسك.

وأوضح «أنا في الستين من عمري (..) ومن الطبيعي أن أشعر بإرهاق جسدي بسبب الحر، لكنني كنت أتوق لهذه الرحلة وحين تحقق الحلم لم أعد آبهاً بكل الأجواء الملتهبة في مكة».

وتابع الفتلاوي «أشعر بالراحة النفسية والاطمئنان الداخلي».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
موسكو عن التوغل الإسرائيلي برفح: عامل إضافي لزعزعة الاستقرار
موسكو عن التوغل الإسرائيلي برفح: عامل إضافي لزعزعة الاستقرار
34 ألفا و844 شهيدا آخر حصيلة لشهداء حرب الإبادة على غزة
34 ألفا و844 شهيدا آخر حصيلة لشهداء حرب الإبادة على غزة
مشروع قانون عربي لحماية النازحين
مشروع قانون عربي لحماية النازحين
1.5 مليار دولار قيمة أضرار القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان
1.5 مليار دولار قيمة أضرار القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان
سويسرا ترصد 11 مليون دولار لـ«الأونروا» في غزة
سويسرا ترصد 11 مليون دولار لـ«الأونروا» في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم