القاهرة - بوابة الوسط
يعتبر خوسيه رامون ساندوبال المدير الفني لغرناطة الإسباني دائمًا في طليعة المدربين الذين يستخدمون التكنولوجيا الحديثة في عمله؛ حيث يستخدم طائرة من دون طيار مثبتًا بها كاميرا من أجل تحسين الأداء الخططي لفريقه خلال التدريبات.
ولا يعتبر ساندوبال نفسه مبتكرًا ولكنه «استثنائي» بسبب «قدرته على استخدام التكنولوجيا التي يبتكرها الأشخاص الأذكياء»، مشددًا في الوقت ذاته على أن هذه الطائرة تتيح له «تحديد أداء اللاعبين خلال التدريبات» وطريقته في «رؤية كرة القدم».
وأضاف ساندوبال في تصريحاته لوكالة (إفي) «ما نفعله ببساطة هو استخدام التقنيات الحديثة التي يتيحها لنا العالم من أجل الوقوف على آخر المستجدات في تدريبات الفريق».
ويتم التحكم في هذا الجهاز عن بُعد بواسطة أحد مساعدي المدير الفني، ألبارو جارسيا، الذي يقوم في الوقت نفسه بتسجيل مباريات الفريق الأندلسي بالوجود في أعلى نقطة في الملعب مستخدمًا كاميرا لالتقاط بعض الصور الخاصة بتحركات اللاعبين لمساعدة المدير الفني في تصحيح بعض المواقف بين شوطي المباراة أو بعدها.
ويثبت في هذه الطائرة كاميرا لتسجيل فيديوهات عالية النقاء من خلال عدسة مخصصة لالتقاط تحركات كل لاعب من زوايا كثيرة.
وبدوره أوضح جارسيا في تصريحات لـ(إفي) أهمية استخدام هذه التقنية «التسجيلات تعد جزءًا هامًا في تقييم التدريبات؛ حيث تكشف النقاب عن أوجه خططية يحتاج المدير الفني علاجها. ويمكن تحقيق هذا الأمر بسهولة من خلال الطائرة من دون طيار، فأحيانًا ما يتم تسجيله عن طريق الكاميرات العادية لا يكون كافيًا.
ومن بين الجوانب التي يعتزم ساندوبال تطويرها باستخدام هذه التقنية المساحات بين خطوط الفريق وبين الدفاع والهجوم والعمل الجماعي للفريق، والمساحات التي يتم خلقها في مواقف 11 ضد 11 أو الرقابة الدفاعية.
وشدد جارسيا على أن استخدام هذه التقنية يعد أمرًا مكلفًا من الناحية المالية لأنه يتعين الاهتمام بعدة أمور للسيطرة عليها مثل القياسات وتقنيات التواصل مع الجهاز، مثل نظام تحديد الموقع أو البوصلة، ولكنه أكد أن «التحكم في الجهاز في الهواء ليس معقدًا وفي الوقت ذاته يعطي نتائج إيجابية أكبر بكثير من القيمة التي يتكلفها».
وأوضح ساندوبال «هذا لا يضمن الفوز بالمباريات ولكنه يساعدك على أن يكون عملك أكثر تكاملاً، ونؤمن كثيرًا بهذا ونخرج منه بنتائج إيجابية للغاية، هي أداة تساعد المدرب على إنجاز عمله وتساعد المجموعة والنادي واللاعبين والعالم بأسره».
وكانت الكثير من الأندية الأوروبية قد استخدمت هذه التقنية في تدريباتها مثل نابولي الإيطالي وإيفرتون الإنجليزي، الذي يتولى تدريبه إسباني آخر وهو روبرتو مارتينيز.
وعلى جانب آخر من الممكن أن تتسبب هذه التقنية في استياء بعض الأطراف الأخرى إذا ما استخدمت بشكل ترى فيه تطفلاً على أسرارها. فقد اشتكى المنتخب الفرنسي خلال بطولة كأس العالم الأخيرة بالبرازيل العام 2014 من أن أحد الأشخاص استخدم طائرة من دون طيار من أجل التجسس على تدريبات المنتخب، ونفس الأمر حدث مع منتخب بيرو الذي اتهم صراحةً نظيره التشيلي بالتجسس على أحد تدريباته قبل إحدى مواجهات المنتخبين اللاتينيين.
ويعد هذا الجهاز الذي يستخدم مرتين أو ثلاثة في الأسبوع خلال التدريبات إحدى أولويات المدرب الإسباني للفريق الذي بقى في دوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي بمعجزة، وفي الموسم الحالي وباستخدام نفس التقنية أثبت أن عليه التطور في كرة القدم أو سيواجه خطر الاندثار.