انطلقت مركبة فضائية لشركة «انتويتيف ماشينز»، اليوم الخميس، من مركز كينيدي للفضاء التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) في قاعدة كيب كانافيرال في فلوريدا، في مهمة للقيام بأول هبوط أميركي على سطح القمر منذ أكثر من نصف قرن والأول بواسطة مركبة فضائية مملوكة للقطاع الخاص، في محاولة ثانية من نوعها تجريها جهة خاصة هذا العام.

وجاء إطلاق المركبة بعد إرجاء المهمة 24 ساعة بسبب مشاكل تتعلق بالوقود، وذكرت وكالة «بي ايه ميديا» البريطانية أن المركبة «نوفا- سي أوديسيوس»، التي قامت ببنائها شركة «انتويتيف ماشينز» الأميركية يمكن أن تصبح أول مهمة خاصة تهبط على سطح القمر، وفقا لـ«رويترز» و«دويتش فيلة»

وتحمل المهمة المسماة «اي ام-1» مركبة الهبوط المطورة من شركة «إنتويتيف ماشينز» التي تأسست سنة 2013 وتتخذ في هيوستن مقراً، بحسب ما كتبته شركة «سبايس اكس» في منشور عبر منصة «إكس».   
وقال المدير التنفيذي لشركة انتويتف ماشينز والشريك المؤسس ستيف التيموس  قبل دقائق من إقلاع المركبة «كان هناك الكثير من الليالي التي لم ننم فيها استعدادا لهذا الأمر».

وتأمل الشركة في أن تصبح أول جهة غير حكومية تنجح في إرسال مركبة على القمر، وتكتسب العملية حساسية أكبر مقارنة بسائر عمليات الإقلاع المعتادة لشركة «سبايس إكس» المملوكة للملياردير إيلون ماسك، إذ يتعين أن تملأ مركبة الهبوط بالوقود المبرّد (الميثان السائل والأكسجين)، مباشرة قبل ملء خزانات صاروخها.

- «سبايس اكس» تحرز«تقدماً» في تجربتها الثانية لصاروخ «ستارشيب» رغم انفجار طبقتيه
- «سبايس اكس» تُعد لأول رحلة مدارية تجريبية لصاروخها العملاق «ستارشيب»
- «سبايس إكس» ترجئ إطلاق أولى مهماتها الفضائية العسكرية

واضطر القائمون على المهمة إلى إرجاء محاولة إطلاق أولى كانت مقررة أساساً ليل الثلاثاء الأربعاء، بسبب مشكلة في درجة حرارة الميثان.

يُطلق على نموذج مركبة الهبوط المرسلة في هذه المهمة اسم «نوفا-سي»، ويبلغ ارتفاعه أكثر من أربعة أمتار، وتحمل النسخة المستخدمة في هذه المهمة الأولى اسم «أوديسيوس». وكتبت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) على منصة «إكس» «الأمر مؤكد: انفصلت مركبة الهبوط نوفا-سي وتواصل رحلتها إلى القمر».

ستكون الرحلة سريعة. فإذا ما سارت الأمور وفق الخطط الموضوعة لها، ستحاول المركبة الهبوط على سطح القمر في الأسبوع المقبل، وتحديدا في 22 فبراير.

وتندرج المهمة ضمن برنامج جديد يسمى «سي ال بي اس»، أنشأته وكالة الفضاء الأميركية، وكلّفت فيه شركات خاصة نقل معدات علمية إلى القمر، من أجل الاستعداد لعودة رواد الفضاء. ومن خلال الاعتماد على القطاع الخاص، تقول وكالة ناسا إنها تستطيع إرسال كميات أكبر من المواد، بشكل متكرر وبتكلفة أقل مقارنة بالمركبات التابعة لها.

وتبلغ قيمة العقد الذي وقعته وكالة ناسا لمهمة «إنتويتيف ماشينز» الأولى 118 مليون دولار.

أهمية موقع هبوط المركبة على القمر
أمّا موقع الهبوط المخطط له فهو حفرة قريبة من القطب الجنوبي للقمر، لم يجر استكشافها على نحو كبير بعد.  ويُعدّ القطب الجنوبي للقمر مهماً لناسا، لأن الوكالة تسعى إلى أن يهبط رواد الفضاء هناك اعتباراً من عام 2026 على أقرب تقدير، كجزء من مهمات أرتيميس،  ويرجع ذلك إلى وجود الماء هناك على شكل ثلج يمكن استغلاله.

وإذا نجحت الرحلة، فستمثل أول هبوط متحكم فيه على سطح القمر بواسطة مركبة فضائية أميركية منذ آخر مهمة مأهولة لمركبة أبولو إلى القمر في عام 1972، والأولى من قبل شركة خاصة، وستمثل هذه المهمة حال نجاحها أيضا أول رحلة إلى سطح القمر في إطار برنامج أرتميس القمري التابع لناسا، إذ تحاول الولايات المتحدة إعادة رواد الفضاء إلى القمر قبل أن تهبط الصين بمركبتها الفضائية المأهولة هناك.