Atwasat

الكيان الصهيوني على طريق الزوال

عمر أبو القاسم الككلي الأحد 10 ديسمبر 2023, 02:46 مساء
عمر أبو القاسم الككلي

دولة الكيان الصهيوني العنصري، «إسرائيل» نصبت ضد المسار المعتاد للتاريخ، ولذا فهي محكوم عليها بالزوال، طال المدى أو قصُر، ويبدو أن هذا المدى، بناء على ما جرى ويجري الآن في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، قد بدأ يتقلص.

يرى الاستراتيجي والمحلل العسكري التونسي العميد توفيق الديدي، أن وجود الكيان الصهيوني يتغذى في استدامة وجوده هذا على ثلاثة مرتكزات*. المرتكز الأول: الدعم المالي والسياسي من قبل الغرب الاستعماري الإمبريالي، أميركا على وجه الخصوص. فهذا الكيان يعتاش على الدعم المالي الأميركي، سواء الرسمي أو المقدم من قبل مؤسسات أميركية صهيونية، يهودية أو غير يهودية، وأثرياء يهود صهاينة أمريكان. ومن المؤكد أن الدعم الأميركي الرسمي لهذا الكيان سيأخذ بالانكماش مع تزايد احتياجات الكيان للمعونات المالية والعسكرية. وواضح أن هذه الاحتياجات آخذة في الارتفاع الذي سيشكل عبئاً فادحاً على الخزانة الأميركية.

المرتكز الثاني، هو أن استدامة هذا الكيان مبنية على كره من حوله. إنه كيان لا يربطه بشعوب المنطقة المتجانسة إلى حد كبير أي رابط. لا لغوي ولا تاريخي ولا تراثي ولا ثقافي (بغض النظر عما حصل من موجات «التطبيع» الرسمي). وبالتالي فإن أية اتفاقيات سلام تبرم معه لن تستدام، لأنه بطبيعة وجوده، ضد السلام. السلام يتناقض مع وجوده ومشروعه الصهيوني.

المرتكز الثالث، هو عنصر الردع، باعتبار الاقتناع الذي سوقته الآلة الإعلامية الإمبريالية من أن هذا الكيان يلعب دور الشرطي الوكيل عن الغرب الإمبريالي، بالذات أميركا، الكفيل بحماية مصالحه ومصالح الغرب في المنطقة من حيث هو قوة عسكرية ضاربة جبارة في المنطقة.

لقد وقع بعض الاهتزاز في المرتكزين الأولين، أما المرتكز الثالث فقد كشفت الوقائع الأخيرة زيفه التام. إذ احتاج هذا الشرطي الوكيل المدجج بأحدث التقنيات الحربية وأكثرها تطوراً إلى أن يهب الغرب الإمبريالي، بقضه وقضيضه، من أجل الدفاع عنه وحماية كيانه الاصطناعي من التفكك والانهيار. لقد كانت له هذه الفاعلية عندما كان يخوض حروبه خارج كيانه وضد جيوش نظامية، لكن الأمر انقلب عندما تغيرت قواعد الاشتباك مع قوة مقاومة تبدع قواعدها الخاصة وتبدع فيها ونقلت المقاومة الفلسطينية الجبارة الحرب إلى «الداخل». إلى مستوطناته [مغتصباته] وبعض «مدنه» بما في ذلك عاصمة كيانه.

الآن يمكننا القول، بيقين مبني على وقائع موضوعية، أن هذا الكيان وحماته الإمبرياليين في مأزق حقيقي ليست واضحة لديهم سبل الخروج من مستنقعه.

* العميد توفيق الديدي تطرق إليها بإيجاز. ونحن هنا وسعنا مداها.