Atwasat

الحرب في ليبيا من يدعمها ومن المستفيد منها؟

ناجي جمعة بركات الإثنين 14 أكتوبر 2019, 12:11 مساء
ناجي جمعة بركات

الحرب حول طرابلس دخلت شهرها السابع وتحصد يوميا أعداد من شباب ليبيا ومن الطرفين المتنازعين على السلطة في ليبيا. مما لا شك فيه أن من يدعمون هذه الحرب لهم مصالحهم الخاصة وأغراض لا يفصحون بها وأفعالهم تعبر عن هذا. للأسف يقومون بحرب بالوكالة وهم بعيدين عن ساحة القتال وذلك من خلال بيع السلاح وتوفير المال والمدربين والمعلومات الاستخباراتية وتوفير المرتزقة للطرفين والمساهمة بطائرات بدون طيار. المقتول هو ليبي والقاتل ليبي والدمار لليبيا ويشمل دمار البنية التحتية واستنزاف الأموال والموارد البشرية الليبية وخلق شرخ كبير في البنية الاجتماعية. هل فكر ساستنا والذين اسميهم عاهات وليسوا سياسيين بهذا ولو بقليل ومن هو المستفيد من هذا كله؟

الحرب المفتعلة داخل ليبيا وبين الليبيين لها أبعاد أخري ربما لم ولن يصل لها الليبيين وخاصة من هم الإن يتصارعون على السلطة. السيد عقيلة صالح وشلته عندهم الشرعية وانتهت مدتهم ولكن مددوا لأنفسهم وسوف يمددون مرة أخري. شرعيتهم من الشعب ولكن لا شرعية لهم بعد انتهاء مدتهم وهم عالة على رؤوس الليبيين. هؤلاء البرلمانيون استفادتهم مادية لهم والي أسرهم وليس لهم أي ثقل أو وزن سياسي في ليبيا أو خارجها. مجلس الدولة ورئيسه وأعضائه من بقايا المؤتمر الوطني وهم نصبوا أنفسهم ولا يحملون أي شرعية ألا شرعية الأمم المتحدة وليس لديهم سلطة غير الفتن ومن يقودونه لهم تاريخ حافل بالتجاوزات القانونية ومنهم من هو مجرم حرب أو سارق واستفادتهم مادية ومثلهم مثل أعضاء البرلمان بطبرق.

حكومتان وما يقارب عن مائة وزير ووكيل وكلاهما يقادون ولا يقودون. يصدرون في قرارات باطلة حيث حكومة فايز السراج من المفروض هي مجلس رئاسي وليس حكومة فرد. استحوذ على كل شيء وبغير وجهة قانونية وكل ما يقوم به ليس قانونيا وضد القانون بحكم أن المجلس الرئاسي ليس كامل وقرارته فردية ولهذا باطلة. أربعة سنوات ويتم تسيره من المليشيات وهي من تقوم بكل شيء ولا أحد يستطيع رفض أي شيء لهم. أم عبد الرحمن الثني فهو متشبث بالكرسي ومثله مثل السراج ولكنه غير معترف به ومازال مصر انه رئيس حكومة رغم لا شرعية له وأنما يحمل الصفة والاسم وليس قادر على الفعل.

هذا الوضع ولد شيء خطير ومبهم وجعل ارض خصبه لمن يريد تنفيذ أجندته الخاصة. وجدت بعض الدول هذه الأرضية الخصبة في ليبيا لتنفيذ مخططاتها ورؤيتها وتحت شعارات جوفاء بعيدة كل البعد على أمن واستقرار ليبيا وشعبها، وجدت بعض الخونة من الليبيين والذين باعوا وطنهم وضميرهم لهذه الدول من اجل وعود فارغة أو أموال فاسدة أو أوهام مثل السراب الذي يشاهده قادة بعض هذه الدول بأوطانهم حيث لا ينتهي السراب.

ما هي أغراض هذه الدول سوء المساندة لحكومة الأمم المتحدة أو المساندة للجيش الوطني الليبي كم يسمي:

1- هنالك اعتقاد بأن امتداد التيار الإسلامي المتطرف بليبيا يجب أن يوقف وخاصة تيار الأخوان المسلمين والذي أصبح هاجز لبعض هذه الدول وتم القضاء عليه بدولهم ويلاحقونهم خارج حدود دولهم

2- دول أخري ذهبت بعيدا وتضع ليبيا من ضمن الدول التي يترعرع بها نظام الدولة الإسلامية ويجب ملاحقته والقضاء عليه حتى لا ينتشر في دول الجوار أو بها.

3- دول تري أن فرصة نموها الاقتصادي القادمة والحفاظ عليه تعتمد على إيجاد موارد لهذا النمو ويجب أن تكون ليبيا المدخل الأكبر لهم وإمكانية الحصول على حصة كبيرة في أعمار ليبيا والذي سيدعم اقتصادهم ويمنح فرص عمل كبيرة وكثيرة لشركاتهم وعمالهم.

4- بعض الدول نقلت الصراع فيما بينها على ارض ليبيا وباستعمال الليبيين رغبة منها في تدمير عدوها معنويا واقتصاديا ومحاولة منعهم من الاستفادة من أعمار ليبيا في المستقبل.

5- هنالك دول تلعب على الحبلين مثل إيطاليا فهي مع حكومة الأمم المتحدة تارة ولكن تعقد في صفقات وتحالفات مع من يدعمون الجيش الوطني تارة أخري للحصول على حصة كبيرة في أعمار ليبيا بعد الحرب.

6- جميعهم يرسم في خطط واستراتيجيات مبنية على تقاربهم حتى قبل نشوب الحرب حول طرابلس في 4/4/2019م ولهذا مصالحهم مشتركة وهدفهم واحد هو اقتصادي فقط ومساعدة دول أخري في رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد.

7- دول تحاول جاهدة لعب دور البوليس الدولي وتسمح بتسليح الجيش الوطني الليبي وبكل ما يريد عن طريق دولتين وفي نفس الوقت تقوم بنفس الشيء مع حكومة الأمم المتحدة بواسطة دولة أخري والتي ستغرق قريبا.

8- روسيا أصبحت تتدخل ووجودها في الشهر الأخير والأشهر القادمة سيكون أقوى وهو جزء من خارطة العالم الجديد وحفظ ماء وجه الأخرين. وما طباعة 1.2بليون دينار الأخيرة ألا ورقة خاسرة تريد منها خلق بلبلة دون نتائج تذكر.

9- أصبحت ليبيا ضحية لبعض الدول وابتزاز حكوماتها العاجزة بليبيا وفي وضح النهار من بعض هذه الدول أصبح يشكل منهاج غير أنساني وغير منطقي من قبل هذه الدول ويحدث هذا بتورط بعض الوزراء ورئيسهم مع بعض هذه الدول فقط ليدعموه ويستمر في السلطة.

10- بعض الدول أوكلت أنهاء الحرب بليبيا لدويلات ويقتصر هذا الدعم بالمال والضغط على أحد الدول الكبري لأتخاد مواقف داعمة لحل الأزمة الليبية.

11- بعض الدول تستبيح الأراضي الليبية يوميا تحت مسمي محاربة داعش وتضرب وتقصف الليبيين بطائرتها دون مراعاة للسيادة الوطنية وبمباركة حكوماتها العاجزة بليبيا وبعضها يصيب والأخر يقتل الليبيين ولا أحد يعير أي اهتمام.

12- دويلة لها نفوذ كبير علي دولة كبري وخاصة في الناحية الأمنية وهاجس داعش ونموا التيار الديني المتشدد بليبيا ودول الجوار وليبيا أصبحت بؤرة لهؤلاء ويجب القضاء عليهم.

13- موقف أمريكا ليس قوي وليبيا مازالت ليست مهمة لهم وهم يستعملون دولة بالوكالة عنهم رغم أن بعض الكونجرس يحثون ترامب بأن ليبيا في طريقها مثل سوريا.

الحرب بليبيا وصلت الى مرحلة ربما لن تنتهي ونصل في النهاية الى ما وصلت إليه العراق وسوريا واليمن والصومال. هنالك خمس احتمالات لهذه الحرب:
1- ربما هذه الحرب وصلت الى طريق مسدود وسوف تستمر هكذا وهو أكثر الاحتمالات
2- احتمال حل سياسي ضعيف جدا لتدخلات خارجية وأطماع خارجية
3- انسحاب المليشيات من طرابلس وفتح الطريق أمام الجيش الوطن الليبي بعد الوصول لاتفاق بين الطرفين وخاصة مصراته. هذا كان محتملا ولكن ليس الإن ولكن ليس مستبعد إذا استمرت الحرب
4- انتصار الجيش الوطني نتيجة استنزاف لذخائر مساندي حكومة الأمم المتحدة وخاصة في حالة استمرار الدعم الروسي وهو احتمال قوي
5- انتصار حاسم لمساندي حكومة الأمم المتحدة في حالة جاءهم دعم عسكري كبير وكثيف وهو مستبعد

والحل الأنسب والأمثل في هذه الحالات جميعا يتمثل في رفع هذه الدول أيديهم عن ليبيا وكف بيع الأسلحة والذخائر ووقف التدريب ودفع الأموال لاي طرف في هذه الحرب وعدم استقبالهم في عواصمهم. بعدها يجب أن يدعي الى اجتماع وحوار سياسي بين هذه الأطراف للوصول الى اتفاق سياسي وخارطة طريق جديدة تساهم في وقف هذه الحرب والخروج بليبيا من نفق الحرب والى البداية في أنشاء الدولة المدنية. إذا تحققت هذه فأن هذه الدول والتي كانت سببا في استمرار هذه الحرب والصراع على السلطة تعطي لها الأولية في أعمار ليبيا حسب طلب السوق المنافسة والجودة التي تقدمها هذه الدول.

الحل السياسي هو البديل الوحيد لهذه الحرب وليس هناك طريق للوصول للسلطة ألا من خلال صناديق الاقتراع ولكن هذا لن يحدث بسرعة ويجب أن تكون هنالك مرحلة انتقالية لا تزيد عن 18 شهر ومن يديرون هذه المرحلة الانتقالية يتم التوافق عليهم أثناء الحوار الجامع بعد وقف جميع الدول دعمهم للأطراف المتصارعة داخل ليبيا والجلوس للاتفاق. المناصفة في كل شيء بين من يديرون هذه المرحلة الانتقالية يمثل كل إقليم من الأقاليم الثلاثة، رئيس وتتقاسم الوزرات حسب التعداد السكاني لكل إقليم وبدون رقم موحد. اولولويات هذه الحكومة هو الأمن وتكوين جيش قوي وشرط يخضعان للسلطة المدنية والاستقرار وتحسين الخدمات دون الخوض في مشاريع كبري وخطط طويلة الأجل. يترك هذا كله الى مجلس التطوير الاقتصادي.

ما لم ترفع هذه الدول أيديهم عن ليبيا والكف عن دعم الأطراف المتصارعة على السلطة، لن تكون هنالك دولة اسمها ليبيا وأنما ستصبح ليبيا ساحة للحرب بالوكالة بين الليبيين وتديرها دول وستكون ساحة تجارب لجميع الأسلحة وستكون دولة عصابات ومرتزقة يحاربون من اجل المال ومن هنا لن يكون لليبيين وطن يتحكمون فيه إذا لم يتسارعوا في الجلوس مع بعض وإيجاد حل سياسي يضمن لهم وطنهم ويبعد عنه كل المتطفلين والمخادعين والطامعين.

ليبيا قادمة بعون الله
وزير الصحة - سابقا