Atwasat

المرابطون الأسياد 8

سالم قنيبر الثلاثاء 18 سبتمبر 2018, 01:54 مساء
سالم قنيبر

- التداخل.. مسافات.. خروج..ابتعاد، ثم العودة بدون وعي. لا مكان هنا لاستقرار الإدراك، النخبة، الصفوة، الكدر، وشذاذ الآفاق، أنا وأنت، بعض من لا شيء، هكذا التداخل الذي يغطي المسافات.

- المعرفة.. استبيان ما يستفاد من القراءة، لم يعد ذلك يثير الاهتمام.. هكذا أرادوا وقد تحقق لهم ما أرادوا، لا أحد تعنيه المعرفة، ينفر منها، يبتعد عنها، ويقول الكثيرون، بأنها غير ذات وجود.. خلط، تراكم
فضلات، مخلفات، غياب يثقل الرأس. التعامل مع ما هو قائم دون محاولة التعرف عليه. كيف حدث؟ لماذا يحدث؟ متى أين وبقية الكلمات الدالة على
الاستفهام. ترتطم بالغياب المثقل للإدراك، فترتد، ومع التكرار لا تصل إلى بعد يستثير جواب. هنا قريبا أو بعيدا، وعلى المدى الذي قد يصل إليه النظر... وفي كل الاتجاه... موصــدة ـ كما يقال ـ الأبواب.
- البعد المحدود.. التأمل.. الغوص.. التوجه.. الذهاب.. العودة، بدون مسافات.. بدون زمن، تدور بتكرار، ويتوقف كذلك الدوار. ليس بصداع ذلك الثقل.. ويبتعد كثيرا عن الصفاء.
السلطان.. الرئيس.. الوالي.. أو الملك، الخليفة، الأمير، كذلك الإمبراطور، وألفاظ تستحدث وتتشابه دلالاتها لمن يحظون بالملك والسلطان، على الجماعات والأقوام. الحاكم الأول، يتبعه حكام يلتفون حوله صغار.
- واتخذت شهرزاد من أحدهم قضية، واتخذت الكثير منهم موضوعا لما ترويه من حكايات... مثال لذلك إحدى القصص ..، عن سلطان صغير الشأن، كبير الضرر، تسلط فاستبد، وحكم فعبث، وتحكم، فاعتقل، وشرد، ولاحق.. واغتال.. وشنق.. مارس كل أنواع القتل، وارتكب من الجرائم والآثام الكثير والخطير. شمل البلاد في عهده الفساد، ولحق بكل مرافقها الخراب. وتملك الناسَ الذين ابتلوا بتسلطه الخوفُ، وتطرق إلى نفوسهم اليأس، واستقر عندهم
الاضطراب والقلق. وسمع الصبي ما أخبرت به شهرزاد... الملك شهريار من أمر ذلك الملك الوضيع القذر، الفاسق، الصغير الشأن.
- لم ترد الإشارة إلى المرابطين الأسياد في قصص شهرزاد، ولم تكن طرابلس وبلاد إفريقية ذلك الزمان والمغرب، ـ على غرار القاهرة،ودمشق الشام، وبغداد، وبلاد الفرس والتركمان ـ التي اتخذتها موقعا لأحداث مروياتها شهرزاد.
لكن هلاليي سيدي مفتاح ومعهم بنو سُليم الذين حلوا بأرض برقة وطرابلس وإفريقية ذلك الزمان والمغرب، لهم من الواقع النصيب المؤثر في التاريخ والوجود البشري لسكان البلاد ومسار الأحداث، ليسوا كما يذكرهم سيدي مفتاح ورواة الأدب الشعبي في مقاهي القاهرة ودمشق وبغداد، وليس بمثل السير المكتوبة المتداولة عنهم. لكن ذكرهم جاء في كتب المؤرخين مما سيكون له توقف في المتابعة للمبعثر من الأصول.
- وقُتل إبراهيم... اُغتيل.. في وضح النهار..أمام مقر لمجلس عام ذي أهمية.. أطلق الرصاص من مسدس على إبراهيم. ولم يهرب قاتله. وكان حدثا... حدثا غريبا وجديدا وغير مألوف عند الناس... وتحدث الناس جميعهم كل الناس ورووا قصة مقتل إبراهيم... لماذا قتل إبراهيم؟.. وجاءوا على ذكر لخلاف قديم. وتعددت الأقاويل وتشكل نسيج للعديد من الأحاديث والشائعات.
- كان وقع الحدث مفاجئا... مربكا.. مؤلما.. وعند صاحب الشأن مخيفا. وليس ثمة خليفة مباشر.. وغير ذلك.. وأبعد من ذلك... وهرب صالح... متخفيا هرب صالح قبل أن تناله أيدي المطاردين. وقيل عن محاولة للإنقاذ عمل عليها... لكنها كشفت، أو أبلغ عنها أو دُبـِّر الأمر بليل ... حسب تعبير صالح. وتم تفكيك المترابط من الكيان. ونال الجانب الممثل للكثرة
والقدرة منه.. ناله النفي والتشريد والملاحقة... طاله العقاب. ويظل السؤال يتردد.. ويستعاد التساؤل.. من فعل ذلك بإبراهيم.. من هو قاتل إبراهيم ومن دفع به لارتكاب فعلته من أرسله ومن أين جاء؟ ولماذا قتل إبراهيم ؟.
وللحديث بقية