Atwasat

رسامون شباب من ريو دي جانيرو يبرزون في سوق الفن

القاهرة - بوابة الوسط السبت 06 مايو 2023, 05:51 مساء
WTV_Frequency

رغم أنّ حاملة لوحاته موضوعة أمام نافذة تطل على جبل باو دي أسوكار الشهير في ريو دي جانيرو، إلا أنّ الفنان البرازيلي الشاب جوتا يفضّل أن يرسم منازل الأحياء الفقيرة في المدينة. وتحظى أعمال هذا الرسام العصامي البالغ «22 عاماً» باستحسان هواة الاقتناء في البرازيل وخارجها.

وليس جوتا الفنان الوحيد الذي يُقدّر هواة الجمع أعماله، إذ بدأت موجة جديدة من الفنانين السود الشباب المتحدرين من أحياء ريو دي جانيرو الفقيرة تبرز في معارض الفن المعاصر وفي المتاحف المرموقة، ومن أشهرهم ماكسويل ألكسندر الذي استقبل متحف قصر طوكيو في باريس معرضاً له في نهاية العام 2021.

 لوحة فنية تظهر عناصر شرطة برؤوس خنازير
أما الموضوع الذي اختاره جوتا لرسومه، واسمه الحقيقي جوني ألكسندر غوميز، فهو حي شاباداو الفقير الذي غالباً ما تُسجَّل فيه عمليات إطلاق نار. ولا يمكن الوصول عبر السيارة إلى شقته المتواضعة المؤلفة من غرفتين والواقعة في أحد الأزقة، إذ وضع تجار مخدرات كتلاً إسمنتية لمنع دخول سيارات الشركة إلى الحي.

ورسم جوتا الذي يدين العنف الممارَس من عناصر الشرطة، عدداً من سكان المنطقة وهم يحملون جثة ملفوفة بقطعة قماش ملطخة بالدماء، فيما أنجز لوحة فنية أخرى تظهر عناصر من الشرطة برؤوس خنازير.

«ليست موضة عابرة» 
وبالإضافة إلى عنف الشرطة، يقول جوتا إنه يرغب في إيصال فكرة أخرى عن الأحياء الفقيرة، كالسحر، الذي تتمتع به «المنازل الصغيرة المبنية بمحاذاة بعضها بعضاً» وسط أشجار جوز الهند.

كان جوتا وهو في السادسة عشرة من عمره يساعد عمّه في مواقع البناء. وأنجز أول رسومه على صناديق الورق المقوّى والألواح الخشبية مستخدماً طلاء الأكريليك الرخيص.

ـ إعادة اكتشاف لوحة جدارية «استثنائية» في البيرو
ـ كندا تصادر ألف لوحة «منسوبة» لفنان من السكان الأصليين
ـ مزاد على مجوهرات جمعها رجل أعمال خلال حكم النازيين

إلا أنّ حياته تغيرت بعدما نشر صوراً لأعماله الفنية عبر إنستغرام، فلفتت هذه الرسوم انتباه مؤسِسة منصة «ام تي بروجيتوس دي ارته» مارغريت تيليس، التي بدأت تزوّده بمعدات وتوفر له استوديو في وسط المدينة وتتولى إدارة عمليات بيع أعماله.

وفي كل نسخة من معرض الفن المعاصر «آرت ريو» السنوي، تُباع لوحات جوتا في ساعات. وخلال النسخة الأخيرة من المعرض التي أُقيمت في سبتمبر، وصل سعر اللوحة الواحدة من أعماله الفنية إلى ما لا يقل عن 15 ألف ريال (نحو 3026 دولاراً).

حياتي تحسنت لكنّني أطمح لمزيد من النجاح
وتمكّن الرسام الشاب من شراء منزل يبعد مئة متر فقط عن بيت والدته في حي شاباداو. ويقول جوتا الذى عرض لوحاته في أمستردام عام 2021، عقب فوزه بجائزة الأمير كلاوس إنّ «حياتي تحسنت بصورة كبيرة، لكنّني أطمح لمزيد من النجاح».

وترى مارغريت تيليس أنّ بروز فنانين شباب من ذوي البشرة السوداء كجوتا «ليس ناتجاً عن موضة عابرة» بل «موجة دائمة» تعود تحديداً إلى الصحوة التي أعقبت قضية جورج فلويد، الأميركي من أصل أفريقي الذي قتله ضابط شرطة أبيض في مايو 2020.

وخلال العام الماضي، عُرض عمل لجوتا في متحف «ماسب» في ساو باولو، إلى جانب لوحة من تيار الحداثة لكانديدو بورتيناري، أحد أشهر الرسامين في البرازيل.

 لم يكن بحوزتي فلساً واحداً
ومن بين الفنانين السود الصاعدين أيضاً أوباستاردو (25 عاماً) الذي افتتح مؤخرًا معرضه الفردى الأول في متحف ريو للفنون. ويتميز هذا الرسام الذي طلب إبقاء كنيته طي الكتمان ودخل المجال من خلال الرسم على الجدران، برسمه شخصيات من ذوي البشرة السوداء على غرار الزوجين جاي زي وبيونسيه، وجان ميشيل باسكيا، ومارتن لوثر كنغ، على خلفية زرقاء.

وعلى غرار جوتا، نشأ أو باستاردو مع أم عزباء، واكتشف موهبته هواة انتقاء إيطاليون عبر إنستغرام في العام 2021. ويقول الفنان الذي نشأ في مسكيتا، وهي ضاحية فقيرة في شمال ريو دي جانييرو، «أقمت في باريس بعدما حصلت على منحة دراسية في مجال الفنون الجميلة، لكن لم يكن بحوزتي فلساً واحداً وكنت أنام على أريكة صديقتي».

ثقافة الهيب هوب مرجع معظم الفنانين  الشباب 
وترددت أصداء شهرته العالمية في البرازيل، فعُرضت أعمال له في أبرز صالات العرض البرازيلية. ويواجه راهناً صعوبات لتلبية الطلب على أعماله، ويقول «يتعين عليّ العمل لخمس سنوات على الأقل لتلبية كل الطلبات».

ويتولى هذا الفنان أيضاً رسم مواقف من الحياة اليومية لحيّه، لكن مع إشارات يستمدها من كل مكان وأحياناً من خارج البرازيل.

وداخل أحد صالونات تصفيف الشعر، نرى مثلاً رسماً يظهر «الكرسي الذي جلس عليه كانييه ويست خلال أحد عروض الأزياء في باريس»، وآخر يبيّن عملية «تبليط لمنزل مدمّر في سورية»، شاهده عبر إحدى الوسائل الإعلامية.

ويقول كبير أمناء متحف ريو للفنون مارسيلو كامبوس «إنّ مرجع معظم الفنانين السود الشباب في ريو ليس بيكاسو، بل ثقافة الهيب هوب»، مضيفاً «إنها ثورة اجتماعية تعيد النظر في أسس الفن».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاستئناف يؤيد حكم السجن 20 عاما في حق آر. كيلي المدان باستغلال الأطفال لأغراض إباحية
الاستئناف يؤيد حكم السجن 20 عاما في حق آر. كيلي المدان باستغلال ...
واشنطن تُرجئ قرار حظر سجائر المنثول
واشنطن تُرجئ قرار حظر سجائر المنثول
بسبب ملامحها.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر عبر الانترنت
بسبب ملامحها.. ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر...
مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة
مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
مهرجان دولي لـ«مربى البرتقال» في إنجلترا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم