اٌطفئت الأنوار في أنحاء بريطانيا لمدة ساعة، الاثنين، تكريمًا لذكرى قتلى الحرب العالمية الأولى في إجراء يستلهم نبوءة وزير الخارجية آنذاك اللورد غراي عشية الحرب قبل مئة عام. وقال غراي: في 1914 «ستطفأ المصابيح في كل أوروبا»، وأضاف: «لن نراها تضاء ثانية في حياتنا».
وعم الظلام معالم بريطانية شهيرة مثل مبنى البرلمان وجسر تاور بريدج وكاتدرائية القديس بول اعتبارًا من الساعة العاشرة مساء (بالتوقيت المحلي) (2100 بتوقيت جرينتش)، وطلب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من كل البريطانيين إطفاء كل الأنوار في منازلهم عدا مصباحًا واحدًا لمدة ساعة.
وكانت نبوءة غراي حاضرة أيضًا في قلب قداس في كاتدرائية وستمنستر آبي في لندن في وقت لاحق من اليوم، حيث تم إطفاء الشموع واحدة تلو الأخرى ولم يتبق سوى مصباح زيتي وحيد موقدًا عند قبر الجندي المجهول.
ونشرت تلك الحرب مذابح في أنحاء أوروبا خصوصًا شمال فرنسا وبلجيكا مما أدى إلى مقتل 17 مليون جندي ومدني في الفترة من 1914 إلى 1918، وكان مليون شخص من القتلى جنودًا من بريطانيا وإمبراطوريتها في ذلك الوقت.
وحضر كاميرون والأمير وليام -الثاني في الترتيب لتولي العرش- الاحتفالات بالذكرى المئوية في اسكوتلاندا وبلجيكا أمس، وأثنى الأمير وليام خلال الحدث في مدينة ليغ على من فقدوا أرواحهم، وأشار إلى أن القتال الحالي في أوكرانيا يظهر أن عدم الاستقرار ما زال يلاحق أوروبا.
وقال: «كنا أعداء أكثر من مرة في القرن الماضي ونحن اليوم أصدقاء وحلفاء»، مشيرًا إلى ألمانيا والدول التي وقفت معها في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وقال للعاهل البلجيكي الملك فيليب وزعماء دول آخرين حضروا الاحتفال في ليغ عند نصب الحلفاء على مقربة من المكان الذي بدأ فيه غزو القوات الألمانية بلجيكا في الساعات الأولى من الرابع من أغسطس 1914 وهو الحدث الذي دفع بريطانيا لدخول الحرب: «نحيي من ماتوا ليعطونا حريتنا، سوف نتذكرهم».
وكان سياسيون وأعضاء من الأسر الملكية من 83 دولة بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والرئيس الألماني يواخيم جاوك ضمن من حضروا في ليغ، في حين انضم إلى كاميرون في غلاسغو في اسكوتلاندا ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز في قداس مئوي.
وقال رئيس الوزراء المحافظ لهيئة الإذاعة البريطانية في وقت سابق أمس: «حين يفكر المرء في أن كل عائلة تقريبًا وكل جماعة تقريبًا تأثرت، وإن مليون بريطاني تقريبًا فقدوا في تلك الحرب يكون من الصواب حتى بعد مرور مئة عام أن نحيي ذكراها، وأن نفكر فيها، وأن نميزها بصورة ملائمة».
تعليقات