لجأ تنظيم «داعش» إلى استخدام طرق تضليل مختلفة، لتجنّب الغارات الجوية للطيران ضد مواقع انتشاره وتمركزه، كما انتهج التنظيم أساليب للتمويه فيما يتعلق بعدد مقاتليه وآلياته، من أجل حمايتهم وأماكن تحركاتهم، أو استهدافها أو تدميرها، حتى وإن كان من في مواجهته يمتلك أفضل وسائل الاستطلاع.
ونقل مراسل «بوابة الوسط» الذي زار مناطق التماس مع مواقع تمركز «داعش» بضواحي بلدة بن جواد أن أهم الوسائل التي ينتهجها التنظيم كي يخفى آلياته عن الأنظار هو طلاء العربات المسلحة بزيت السيارات، ورشها بالرمل وهو اللون السائد في تلك المناطق، مابين السدرة ومدينة سرت، مما يجعل رؤيتها صعبة، حتى بواسطة المناظير وطائرات الإستطلاع، وهذه الطريقة تؤدي الغرض وغير مُكلفة.
وأفاد سكان من بلدة أم القنديل لـ«بوابة الوسط» أن التنظيم يستخدم أساليب مبتكرة لإخفاء عدد آلياته أمام سكان البلدات والقرى الواقعة ما بين بلدتي بن جواد ومدينة سرت، بحيث تتحرك عشرة أو عشرون آلية مسلحة من سرت باتجاه بلدة بن جواد وتعود السيارات نفسها عقب وصولها البلدة التي يسيطر عليها التنظيم مع المسارب والمسالك الصحراوية دون أن يراها السكان، لتظهر مرة أخرى وهي تسلك الطريق الأول نفسه ما يوحي بكثرة عددها وهي طريقة يخدع بها التنظيم حتى وسائل الإعلام.
وذكر مراسل «بوابة الوسط» بالتقرير الذي نشره التنظيم عقب عملية الإعتداء على الشركة التركية بضواحى مرادة، التي إستطاع فيها التنظيم إيهام الكثيرين بأن العملية تمت بخمس عشرة آلية، في حين أكد سكان البلدة أن عدد الآليات لم يتجاوز الأربع.
ويرى مطلعون على شؤون التنظيم أن قدرة عناصر «داعش» على استخدام أساليب التمويه والإختفاء قد تعود إلى إنضمام عدد من العسكريين وعناصر الأمن في النظام السابق إلى التنظيم، وهو ما أشار إليه تقرير خبراء الأمم المتحدة بشأن ليبيا، حين وصف التحالف ما بين عناصر أمن سابقين فى نظام السابق بـ«غير المتجانس» لكنه يتيح للتنظيم الوصول إلى قطاعات عديدة من المجتمع ما يزيد من قدرة التنظيم على التعبئة والتحشيد.
تعليقات