اهتمت الصحافة العربية، اليوم الخميس، في تناولها الشأن الليبي برفض الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، استخدام القوة ضد مهرِّبي البشر، تزامنًا مع محاولة اغتيال رئيس الحكومة الموقتة عبد الله الثني، واختتام أعمال مؤتمر القبائل في القاهرة.

القوة ضد مهربي البشر
نشرت جريدة «الخليج» الإماراتية تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اعتراضه على استخدام القوة لوقف تهريب المهاجرين عبر البحر المتوسط، التي يعد لها الاتحاد الأوروبي.

وذكرت أنَّ المفوضية الأوروبية لدول الاتحاد قدَّمت اقتراحًا بإعادة توطين طالبي لجوء.

وخلال مؤتمر صحفي مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، قال بان كي مون: «ما يقلقني هو فكرة تدمير كل تلك السفن (التي يستخدمها المهربون) ربما هناك طرقٌ أخرى، هذه هي النقطة التي عبَّرت عن قلقي بشأنها».

وأضاف، نظرًا إلى أنَّ هذه السفن تستخدم للصيد: «عندما يتم التخطيط في تدمير هذه السفن، فقد يؤدي ذلك في النهاية إلى حرمان الناس من وسائل الرزق المحدودة أصلًا».

وكانت المفوضية الأوروبية طلبت من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مشاطرة مسؤولية عشرات الآلاف من طالبي اللجوء الذين يصلون إلى إيطاليا واليونان ومالطا تضامنًا مع هذه الدول التي لم تعد قادرة على إدارة تدفق المهاجرين.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، الإيطالية فيديريكا موغيريني: «إنَّ الاقتراح ليس مثاليًّا، لكنه خطوة كبرى إلى الأمام، لأنَّه يطرح مبدأ التضامن».

واعتبرت «الخليج» أنَّ المهمة تبدو صعبة بشكل خاص بسبب معارضة المملكة المتحدة والمجر ودول البلطيق والجمهورية التشيكية وبولندا أي توزيع إلزامي للمهاجرين بحسب معايير محددة. وفيما ترفض فرنسا الحديث عن «حصص» لا تعترض على تقاسم اللاجئين بموجب معايير محددة.

محاولة اغتيال الثني
وحول محاولة اغتيال رئيس الحكومة الموقتة، عبد الله الثني، ذكرت جريدة «الأهرام» المصرية نقلًا عن الثني قوله إنَّ محاولة اغتياله جاءت «لوقف المسار السياسي الديمقراطي في ليبيا» وأردف: «إنَّ مثل هذه العمليات لن تثنى الشعب الليبي وقيادته على استكمال المشوار الديمقراطي»، مشيرًا إلى أنَّ هناك أطرافًا خارج البرلمان تتحمل مسؤولية هذه العملية الفاشلة وهى التي وراء محاولة الاغتيال.

وأشارت الجريدة إلى أنه نفى في الوقت ذاته وجود أي انقسام بين أطراف البرلمان والحكومة، وأوضح الثني أنَّ المسؤولين عن هذه العملية ليس لهم علاقة بالجماعات الإرهابية التي يحاربها الجيش، وأن الأطراف المشار إليها تعمل على استخدام المال السياسي لوقف العملية الديمقراطية، مشددًا على أنَّ أعضاء الحكومة على استعداد لدفع أرواحهم ثمنًا لإنجاح التجربة الديمقراطية في ليبيا، قائلاً: «إنَّ الديمقراطية والحرية لها ثمن نحن له».

ودان رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح قويدر، الاعتداء على موكب الثني، وأوضح في بيان أنَّ المجلس يدين بأشد العبارات الاعتداء على موكب رئيس الوزراء، ووصفه بأنَّه عمل مستهجن ومستنكر عرفيًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا وقانونيًّا.

دعم الشرعية
إلى ذلك أوردت جريدة «الشروق» المصرية ما قاله رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر القبائل في القاهرة الشيخ عادل الفايدي بأن المؤتمر تناول تأكيد وحدة الأراضي الليبية ودعم الشرعية المتمثلة في البرلمان المنتخب والحكومة المنبثقة منه، كما ناقش المشاركون قانون العفو العام، وأضاف الفايدي: «أكدنا أنَّ الجميع شركاء في حماية الوطن».

واسترسل الفايدي أن المجتمعين في مؤتمر القبائل الذي يختتم أعماله اليوم الخميس، جدَّدوا مطالبتهم المجتمع الدولي برفع الحظر عن تسليح الجيش لمكافحة التشكيلات المتطرفة التي تتلقى دعمًا من الخارج.

واعتبر الفايدي أنَّ السلاح المنتشر في ليبيا موجودٌ في يد «الميليشيات» وليس قوات الأمن، «لذلك نطالب بتسليح الجيش، الذي يعاني نقصًا في العتاد حتى يتمكَّن من القضاء على تلك الجماعات المسلحة».

وناشد الفايدي الدول العربية تقديم مزيد من الدعم لليبيا في هذا الوقت الحرج حتى لا تتحول إلى عراق جديد أو صومال جديد.

وأبدى الفايدي امتعاضه من قيام قطر وتركيا بدعم الجماعات المسلحة في ليبيا، وقال: «على قطر أن تبرئ نفسها وتعود إلى أحضان الأمة العربية، ولكن مع استمرار مثل تلك السياسات سيزداد عمق الخلاف بيننا» وتابع قائلًا: «إنَّ العالم كله يعلم دعم تركيا لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وهذا أمر مرفوض».