ركزت الصحافة العربية في تناولها، اليوم الجمعة، الشأن الليبي، على قضيتين لا تزال تطوراتهما مستمرة في الداخل الليبي؛ الحوار السياسي بين الأطراف الفاعلة في الأزمة الراهنة وعمليات الخطف التي يتعرض لها العاملون المصريون في البلاد.تأجيل حوار غدامس
وأوردت جريدة «الأهرام» عن المشاركون في ختام أعمال حوار غدامس الذي تشرف عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، تأجيل جلسات الحوار إلى ما بعد الاحتفال بذكرى ١٧ فبراير. وعبر برناردينو ليون، خلال مؤتمر صحفي عن تفاؤله لما لمسه من روح إيجابية لدى المشاركين.

ولفت ليون إلى أنه تم التأكيد خلال الحوار على الحاجة إلى التعجيل بالحوار واتخاذ القرارات بشكل سريع، والإعراب عن القلق عن استمرار القتال في مناطق مختلفة في البلاد وخاصة بنغازي.

وأكدت مصادر مطلعة أن المبعوث الأممي عقد ثلاث جلسات منفصلة مع المشاركين في الحوار من البرلمان الشرعى والأعضاء الذين قاطعوا جلساته، وممثلين عن المؤتمر الوطني لم تسفر عن شىء.

من جانبه، وصف صالح المخزوم رئيس فريق الحوار المفوض من قبل المؤتمر الوطنى العام الليبي «المنتهية ولايته» الحوار الذي تم بمدينة غدامس بأنه إيجابي وبناء وعلى الرغم من عدم تمكن الأطراف المشاركة فيه التقابل وجهًا لوجه، موضحًا أنه تم الاتفاق مع بعثة الأمم المتحدة على أن طرفي الحوار الرئيسيين هما أربعة مقابل أربعة في مخرجات الحوار السياسى.شروط «الكرامة»
ونقلت جريدة «الحياة» اللندنية، عن «عملية الكرامة» بقيادة اللواء خليفة حفتر، ثمانية شروط للمشاركة في الحوار استجابة لدعوة ليون؛ أولها اعتراف كل الأطراف المشاركة بشرعية مجلس النواب المنعقد في طبرق كممثل حصري للشعب الليبي، وموافقة هذه الأطراف على خطة يقدّمها «الجيش الوطني» لإنهاء فوضى السلاح وإخلاء كل المدن والقرى من المسلحين، والامتثال لقرار مجلس النواب حلّ الميليشيات وتسليم الموانئ والمطارات ومراكز الاعتقال والحجز لحكومة عبد الله الثني المنبثقة من البرلمان في طبرق.

كما اشترطت عدم اعتراض أي طرف في الحوار على عودة المهجّرين إلى قراهم ومدنهم، وحصر قرار تشكيل أو تعديل الحكومة بالبرلمان المنعقد في طبرق. كما طالبت بدعوة ممثلي دول الجوار للمشاركة في الحوار، وكذلك ممثلين عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي.

خطف 21 مصريًا
واستعرضت جريدة «الخبر» الجزائرية ما صدر عن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، من أمر بتنفيذ خطة عاجلة لإجلاء المصريين المتواجدين في ليبيا، وسط أنباء عن قيام مسلحين موالين لتنظيم «داعش» بخطف 21 مسيحيًا من أقباط مصر، في مدينة «سرت» الليبية.ونقلت الجريدة عن موقع «أخبار مصر» ما وجهه الرئيس السيسي للأجهزة المعنية بـ «سرعة التعامل مع موقف المصريين في ليبيا»، وذكر الموقع التابع للتلفزيون الرسمي المصري، أنه أمر بإجلاء المصريين الراغبين في العودة إلى البلاد، على وجه السرعة.

وأصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا، أكدت فيه متابعتها المكثفة لمعرفة مصير المصريين المخطوفين، ولفت البيان إلى أن «خلية الأزمة»، التي أمر السيسي بتشكيلها في وقت سابق، من ممثلي الوزارات والأجهزة المعنية، «تتولى متابعة الموقف أولاً بأول، وإجراء الاتصالات المكثفة والمستمرة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية، بهدف استجلاء الموقف والوقوف على حقيقته».

ونشرت مجلة «دابق»، الناطقة باسم ما يُعرف بـ «الدولة الإسلامية»، في عددها الأخير صورًا لمن قالت إنهم مسيحيين يعملون في ليبيا، وصفتهم بـ «الأسرى الصليبيين»، بينما يقوم عدد من مسلحي «داعش»، باقتيادهم عند منطقة شاطئية، ويضعون أسلحة بيضاء وسكاكين على رقابهم، في إشارة إلى التهديد بذبحهم.

وتعرض هؤلاء المصريين، وجميعهم من أبناء محافظة المنيا، للخطف من قبل عناصر مسلحة في مدينة «سرت»، سبعة تم خطفهم في 30 ديسمبر الماضي، بينما كانوا في طريق عودتهم إلى مصر، فيما خطف نحو 13 آخرين من أماكن سكنهم بنفس المدينة، في الثالث من يناير الماضي.