Atwasat

خبير ألماني: «الجهاديون» يتحالفون مع أنصار القذافي

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 23 نوفمبر 2014, 07:45 مساء
WTV_Frequency

قال الألماني أندرياس ديتمان أستاذ علوم الجغرافيا الإثنية بمعهد الجغرافيا في جامعة غيسين إن ليبيا لم تعد دولة سوى على الخريطة، بحسب تعبيره، خلال لقاء أجراه معه موقع «دويتشة فيلة» الألماني ونشر اليوم الأحد، أكد خلاله أنه رغم كل ذلك فإن ليبيا هي الدولة الوحيدة من بين دول الربيع العربي الست التي تملك أفضل الشروط والمستلزمات لتحقيق مستقبل زاهر.

حول قراءته للوضع الحالي في البلاد، قال ديتمان: «كنا حتى قبل أشهر من الآن نناقش وضع ليبيا من زاوية عما إذا كانت في طريقها لتكون (دولة فاشلة) أم أنها أصبحت (دولة فاشلة) بالفعل. وللأسف تمت الإجابة على هذا السؤال بشكل سلبي، فالدولة الليبية غير موجودة حاليًا، عدا على الخارطة السياسية فقط، فيما لا تجد مؤسساتها نفسها قادرة على أداء وظائفها».

وتابع: «ليبيا تواجه عدة أزمات في آن واحد، فالأزمة الأولى تتمثل بالعلاقة المتأزمة المزمنة بين شرق البلاد وغربها، أي العلاقة بين طرابلس والجزء الشرقي، إضافة إلى ذلك هناك أزمة أخرى تتمثل بالقيم الدينية، فالمناطق الشرقية من البلاد تلتزم بقيم إسلامية أو يتم توجيهها إسلاميًا، فيما تعم المناطق الغربية مفاهيم علمانية... هناك في ليبيا معارضة إسلامية قديمة تعود جذورها إلى عهد الاحتلال الإيطالي. في ذلك الوقت كان يطلق على تلك المعارضة تسمية (المقاتلين الأحرار المتدينين)، أما اليوم فنطلق على تلك الحركة تسمية (الإسلامية). فمعظم أفراد هذه الحركة ينحدرون بشكل أساسي من المناطق الشرقية من ليبيا. وكان القذافي يعتبر هذه الحركة طيلة فترة حكمه من أخطر معارضيه. ورغم أن القذافي أدخل بنودًا من الشريعة حيز التنفيذ وأصدر قوانين إسلامية، إلا أن ذلك لم يشف غليل الإسلاميين المتشددين. وهذا التباين الإيديولوجي في التوجه ظل قائمًا على طول الخطوط الفاصلة بين المناطق الشرقية والغربية حتى بعد الثورة».

أزمات أكثر تعقيدًا
ومعلقًا على تعقد الأزمة الليبية، قال: «ذلك لأن القيادات السابقة لا تحظى اليوم باحترام الشباب الذين أصبحوا أكثر راديكالية في تدينهم. يفضل الشباب اتباع تنظيم (الدولة الإسلامية) والذي يحمل تلك الإيديولوجية التي ذكرناها في اسمه؛ فهم يسعون إلى إقامة سلطة إسلامية دون حدود جغرافية. والكثير منهم قاتل في سورية والعراق في صفوف تنظيم (الدولة الإسلامية). فهم يحلمون بتحقيق حلم «الخلافة» على الأرض الليبية؛ فهي إذن أزمة دينية وسياسية، بالإضافة إلى أنها أزمة بين الأجيال في نفس الوقت. فالدين يلعب دورًا مهمًا بالنسبة للشباب، وهو لا يمثل لهم مجرد غطاء تختبئ خلفه مصالح أخرى».

يستغل أتباع النظامين السابقين في العراق وليبيا الفوضى التي عمت بسبب انهيار الدولتين لتحقيق مصالحهم.

وبشأن ما يتردد بأن أنصار نظام القذافي يتحالفون مع «الجهاديين»، قال الخبير الألماني: «الشيء نفسه يحدث في العراق أيضًا، حيث انضم أتباع صدام حسين إلى تنظيم (الدولة الإسلامية). لكنهم لا يفعلون ذلك لأسباب تتعلق بقناعات أيديولوجية. يستغل أتباع النظامين السابقين في العراق وليبيا الفوضى التي عمت بسبب انهيار الدولتين لتحقيق مصالحهم. وكلا النظامين، نظام صدام حسين ونظام القذافي، كانا يعتبران المعارضة الإسلامية من ألد أعدائهما. واليوم يعمل أعداء الأمس جنبًا إلى جنب في كلا البلدين. إنها تحالفات مصالح موقتة والهدف المشترك بين الجماعتين يتمثل في منع ظهور دولة ديمقراطية وفق النموذج الغربي».

مستقبل «زاهر» لليبيا!
وتابع ديتمان: «في الحقيقة تتوفر في ليبيا وبشكل جيد كل المستلزمات الأساسية للتنمية. وهي البلد الوحيد من بين دول الربيع العربي الست التي تملك أفضل الشروط والمستلزمات لتحقيق مستقبل زاهر. فعدد سكان البلاد قليل نسبيًا، لا يتعدى ستة ملايين نسمة. كما أن ليبيا تملك احتياطًا نفطيًا سيستمر في التدفق لأكثر من ستة عقود قادمة. بيد أن الدولة، في واقع الأمر، لا تمارس إلا وظائف متواضعة جدًا، بل وفقدت السيطرة تمامًا على أجزاء من البلاد كالمناطق الجنوبية مثلاً. أما المؤسسة العسكرية فقد ضعفت هي الأخرى أو أصبحت أسيرة الصراع مع الميليشيات. في وقت بات فيه الجيش منشغلاً بالتوتر بين الجزء الشرقي والغربي من البلاد؛ مما يكلفه الكثير من الطاقة والجهد. أما الوظائف الأخرى للدولة، مثل التعليم وتوفير الخدمات الصحية فهي مهملة بشكل كبير. كما قامت الميليشيات بتجميد العملية السياسية بعد انتخابات ديمقراطية، بما في ذلك منع الرئيس من تولي مهامه، فإذا كانت هذه الميليشيات غير راضية على نتائج الانتخابات، فإنها ترفض الاعتراف بها مع محاولتها فرض إرادتها وتصوراتها بقوة السلاح».

وردًا على سؤال ما إذا كان ذلك يعني أن ليبيا تفشل نفسها بنفسها، قال ديتمان: «نعم، وبالتأكيد فعلت بعض العوامل الخارجية فعلها أيضًا، فقد تم إسقاط نظام القذافي نسبيًا بسرعة، لكن الأخطاء الحالية في البلاد هي صناعة ليبية بحتة وهي مسؤولية ليبية بحتة أيضًا. ونظرًا للتطور الراهن في ليبيا فلا يمكن تحميل الظروف الخارجية مسؤولية التطورات في البلاد، على الأقل حاليًا، فالليبيون يدمرون بلدهم بأنفسهم».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إحباط محاولة تهريب 269 كيلو غرام كوكايين إلى ليبيا
إحباط محاولة تهريب 269 كيلو غرام كوكايين إلى ليبيا
تعاون ليبي - أوروبي لتأمين «العسة» و«رأس اجدير»
تعاون ليبي - أوروبي لتأمين «العسة» و«رأس اجدير»
كاميرون رداً على تساؤل برلماني: نواصل التنسيق مع ليبيا لمعالجة «احتيال النفط»
كاميرون رداً على تساؤل برلماني: نواصل التنسيق مع ليبيا لمعالجة ...
«الكهرباء»: استئناف مشروع محطة غرب طرابلس
«الكهرباء»: استئناف مشروع محطة غرب طرابلس
بلقاسم دبرز: مجلس الدولة مهتم بتعزيز السلم الاجتماعي وتحقيق المصالحة
بلقاسم دبرز: مجلس الدولة مهتم بتعزيز السلم الاجتماعي وتحقيق ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم