تكلّف عملية إجلاء اللاجئين من ليبيا إلى رواندا الناتجة عن اتفاق بين المفوضية الأوروبية والاتحاد الأفريقي ميزانية تقدر بـ25 مليون يورو للفترة من 2022 إلى 2026، في وقت تثير خطة بريطانية لطردهم إلى كيغالي جدلا سياسيا متصاعدا وصل صداه إلى فرنسا.

وتبنت بريطانيا قبل أيام قانونا يتيح للحكومة ترحيل المهاجرين غير النظاميين مهما كانت جنسياتهم إلى رواندا البلد ذاته الذي يستقبل سنويا بضع مئات من المهاجرين المرحلين من ليبيا، الأمر الذي أثار جدلا في الأوساط الحقوقية الدولية المدافعة عن حقوق اللاجئين والمهاجرين وامتد إلى فرنسا.

ووصفت جريدة «ليبيراسيون» الفرنسية، اليوم الخميس، القرار البريطاني بـ«غير الإنساني»، موضحة أن إنفاق مئات الملايين من الدولارات لترحيل طالبي اللجوء من لندن إلى رواندا لا يحمل «أي مصداقية»، كما تساءلت عن سبب عدم خروج البريطانيين إلى الشارع للتنديد بتشريع هذا القانون.

- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- لماذا أثار استقبال رواندا عشرات اللاجئين الأفارقة من ليبيا جدلًا في بريطانيا؟

أما موقع «ميديابارت» الفرنسي، فقد سلط الضوء على مخيم «غاشورا» للاجئين الذي يقع على بعد ساعة بالسيارة جنوب كيغالي عاصمة رواندا، وفي المخيم يستقبل طالبو اللجوء من مختلف الدول الأفريقية منذ العام 2019.

إجلاء مهاجرين من ليبيا إلى رواندا
وقال الموقع الفرنسي إنه «جرى إجلاء الأغلبية من ليبيا نتيجة اتفاق بين المفوضية الأوروبية ورواندا والاتحاد الأفريقي»، موضحا أن الاتحاد الأوروبي يمول البرنامج بالكامل وبلغت التكاليف أكثر من 21 مليون يورو بين العامين 2019 و2022، وجرت بعد ذلك زيادة الميزانية إلى 25 مليون يورو للفترة من 2022 إلى 2026.

وتحدثت في وقت سابق من هذا الشهر الصحافة البريطانية عن سعي حكومة المملكة المتحدة إلى تكرار مخطط رواندا المثير للجدل في بوتسوانا وأرمينيا وساحل العاج وكوستاريكا.

لكن وزير خارجية بوتسوانا يموجانج كوابي صرح لقناة تلفزيونية جنوب أفريقية بأن الحكومة البريطانية اتصلت ببلاده لتسأل عما إذا كانت مستعدة لاستقبال المهاجرين المرحلين من المملكة المتحدة، وقال إن بوتسوانا رفضت الطلب، وأضاف أن بلاده غير قادرة على قبول المهاجرين من بريطانيا؛ لأنها تتعامل مع قضايا الهجرة الخاصة بها.