أعلن مسؤولون في رواندا أنهم استقبلوا 153 شخصًا جرى إجلاؤهم من ليبيا يتقدمهم سودانيون فارون من الحرب، بموجب برنامج المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في خطوة أثارت جدلًا في بريطانيا.

اتهام بريطاني لمفوضية اللاجئين
واتهم نواب بريطانيون الوكالة الأممية «بالنفاق على أعلى مستوى» لدورها في إحباط صفقة رواندا البريطانية مقابل قيامها بتفعيل مخططها الخاص مع ليبيا.

ونقلت جريدة «ديلي ميل» البريطانية مساء السبت، نقلًا عن مصدر حكومي، قول «إن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هي مجموعة من الأشخاص ذوي الوجهين».

وعيَّنت وكالة الأمم المتحدة فريقًا قانونيًا لتوضيح «مخاوفها الجسيمة» بشأن مخطط بريطانيا لنقل اللاجئين الذين يحلون في البلاد إلى رواندا خلال جلسة استماع في المحكمة العليا قبل ثلاثة أشهر فقط.

- بريطانيا تقر مشروع قانون يتيح ترحيل مهاجرين غير شرعيين إلى رواندا
- استقالة وزير الهجرة البريطاني عقب توقيع معاهدة مع رواندا حول ترحيل مهاجرين
- الاتحاد الأوروبي يزيد تمويله لرواندا لاستقبال اللاجئين من ليبيا

وقد جرى الاستشهاد مرارًا بأدلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في حكم المحكمة الذي صدر الشهر الماضي، بما في ذلك أدلة على أكثر من 100 حالة من حالات «الإعادة القسرية»، وهو المصطلح القانوني لإرسال طالبي اللجوء إلى بلد قد يواجهون فيه سوء المعاملة.

نقل 2000 لاجئ إلى رواندا
ومع الدفعة الأخيرة من اللاجئين، يصل إجمالي عدد الأشخاص الذين نقلتهم المفوضية لرواندا إلى أكثر من 2000 شخص.

وقال ناطق باسم حكومة رواندا على منصة «إكس»: «استقبلت رواندا 153 طالب لجوء جرى إجلاؤهم من ليبيا». وهم من خمس جنسيات: 82 سودانيًا، و56 إريتريًا، وخمسة صوماليين، وتسعة إثيوبيين، وواحد من جنوب السودان».

وسيجري إيواؤهم في مركز عبور غاشورا، حيث يستضاف الأشخاص الآخرون الذين جرى إجلاؤهم. وأضاف الناطق أنه من بين 2059 لاجئًا نقلوا إلى رواندا، أعيد توطين 68% منهم في دول من بينها أميركا وكندا والسويد والنرويج وفرنسا. وقال المسؤول «إن رواندا تظل ملتزمة بتوفير اللجوء والمساعدة للأشخاص المحتاجين».

ورد وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي قائلًا: «مثال واضح آخر على حسن ضيافة رواندا وقدرتها والتزامها باستضافة اللاجئين». وقال نائب رئيس حزب المحافظين لي أندرسون: «إنه نفاق على أعلى مستوى من جانب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. فإما أن تكون رواندا آمنة أو لا تكون كذلك».

وقررت الحكومة البريطانية في أبريل 2022 ترحيل المهاجرين غير النظاميين، من أي مكان أتوا، إلى رواندا، لكنّ الخطة لم تطبّق. ففي يونيو من العام الماضي، أُلغيت رحلة أولى كان يفترض أن تنقل مجموعة من المهاجرين إلى كيغالي، في اللحظة الأخيرة بعد أمر قضائي من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

قانون الهجرة الجديد في بريطانيا
وقبل أيام جرت المصادقة على نص مشروع القانون الجديد بعد نحو سبع ساعات من النقاشات حيث نال 313 صوتًا مؤيدًا مقابل 269 صوتًا معارضًا في مجلس العموم. وظهر الارتياح جليًا على وجه رئيس الوزراء ريشي سوناك عندما علق بالقول عبر منصة إكس: «سنعمل حاليًا من أجل إدراج هذا النص في القانون بما يتيح إقلاع الرحلات إلى رواندا ووضع حدّ لقوارب المهاجرين الوافدين عبر بحر المانش (القناة بين بريطانيا وفرنسا)».

وجعل سوناك مكافحة الهجرة غير النظامية أولوية لحكومته وقال إن النص هو «القانون الأكثر تشدّدًا على الإطلاق حول الهجرة غير الشرعية».