كشف نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، إدموندو شيريلي، تفاصيل اجتماع وزير الداخلية، ماتيو بيانتيدوسي، مع قائد «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، الذي عقد أمس الثلاثاء في مدينة بنغازي، مؤكدا أن الاجتماع الذي عقد بمقر «القيادة العامة» في الرجمة كانت نتائجه «إيجابية».

وقال شيريلي، في تصريح إلى وكالة الأنباء الإيطالية (نوفا)، إن لقاء الوفد الإيطالي مع حفتر «كان إيجابيا، وليبيا تقدر وساطة إيطاليا التي تتمتع بعلاقات ممتازة مع جميع الأطراف الليبية في كل من برقة وطرابلس، بهدف تخفيف التوترات في الدولة الواقعة بشمال أفريقيا».

تفاصيل لقاء الوفد الإيطالي مع حفتر
وأوضح شيريلي أن اللقاء مع المشير حفتر «تركز على الوضع في برقة، واحتمالات التدخل والدعم من إيطاليا ضمن خطة «ماتي»، وإدارة تدفقات الهجرة»، في إشارة إلى الاستراتيجية الإيطالية الجديدة تجاه أفريقيا التي أطلقتها رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، في روما قبل أسابيع.

وأكد شيريلي أن نتائج اجتماع الوفد الحكومي الإيطالي الرفيع المستوى مع حفتر كانت «إيجابية»، بعد الزيارة التي أجراها هذا الوفد في 14 فبراير الماضي إلى طرابلس، واجتماعهم مع المكلف بتسيير وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» الطاهر الباعور، ووزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي، لبحث التعاون بين البلدين في ملف تدفقات الهجرة.

- حفتر يستقبل وفدًا إيطاليًا برئاسة وزير الداخلية
- ملفات الهجرة غير النظامية وتأمين الحدود في محادثات أمنية بين ليبيا وإيطاليا

وقال شيريلي لـ«نوفا» إن هذه اللقاءات تهدف مجددا إلى تأكيد أنه من الجانب الإيطالي «لا يوجد نهج أمني تجاه أفريقيا فحسب، بل هناك أولا، وقبل كل شيء، نهج مرتبط بالتعاون الدولي، وهو أمر ضروري».

علاقات إيطاليا مع الأطراف الليبية
وحول وجوده ضمن الوفد الإيطالي إلى جانب وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، أوضح شيريلي: «إيطاليا، مع اعترافها بالحكومة الشرعية (الوحدة الوطنية في طرابلس)، تعمل من أجل وحدة ليبيا. نحن بحاجة إلى علاقات ممتازة مع جميع الأطراف، والتأكد من تخفيف التوترات».

وتعليقا على الزيارتين المتقاربتين إلى المناطق الغربية والشرقية من ليبيا، قال شيريلي: «العلاقة دائما ودية للغاية. إنهم يقدرون دور الوساطة الذي نقوم به، والذي كان يميل دائما إلى اتباع الخط الدبلوماسي الإيطالي حتى قبل وصول حكومة يمين الوسط إلى السلطة في روما».

وفيما يتعلق بإدارة تدفقات الهجرة، وهو الموضوع الرئيسي في اجتماع بنغازي، أكد شيريلي أنه «لم يكن هناك حديث كثير عن منع المغادرة، بل عن وضع المهاجرين العابرين في ليبيا، لأن الكثيرين لا يستطيعون المغادرة بشكل واضح. ليست لديهم أموال، ولا توجد قنوات قانونية».

مساعدة برقة وطرابلس وتونس
وتابع: «لذلك، نود أن نحاول مساعدة برقة وطرابلس، وكذلك تونس، على إدارة هذا التدفق غير العادي للهجرة غير النظامية بأفضل الطرق وأكثرها إنسانية وجودة، الذي يمثل مشكلة بالنسبة لنا ولهم على حد سواء».

ورأى شيريلي أن «مساعدة إيطاليا يمكن أن تسهم في معاملة أفضل للراغبين في الهجرة»، لافتا إلى أن كل من حفتر في برقة والأطراف الفاعلة في طرابلس يفضلان «المساعدة الإيطالية مع مسارات التدريب والتوظيف، لأن كلتا المنطقتين من البلاد بحاجة إلى القوى العاملة، والتدريب هو أمر ضروري»، وفق «نوفا».

حفتر يتوسط الوفد الإيطالي خلال لقائهم في الرجمة، الثلاثاء 13 مارس 2024. (القيادة العامة)