كشف موقع «أفريكا أنتلجنس» الفرنسي قيادة باريس سلسلة من المشاورات في محاولة لإطلاق مبادرة جديدة لحل أزمة ليبيا، وإخراجها من الوضع السياسي الراهن حيث تأتي في ظل جمود مبادرة الأمم المتحدة الخماسية.

وأشار الموقع الاستخباراتي الفرنسي إلى وضع المستشار والمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ليبيا المعروف باسم «رجل ليبيا»، بول سولير، خطة جديدة لحل الأزمة في ليبيا بعد فشل تنظيم الانتخابات الرئاسية التي كان من المفترض إجراؤها في ديسمبر 2021.

مشاورات فرنسية مع شخصيات ليبية
في هذا السياق، فمنذ بداية فبراير، جرى إطلاق سلسلة واسعة من المشاورات التي تجري مقدمًا في باريس، مع ممثلي الأحزاب السياسية الليبية.

وحسب الموقع فقد وصلت مجموعة أولى من السياسيين في 2 فبراير للمشاركة في المناقشات حتى 7 فبراير الجاري، ومن بين أعضاء هذا الوفد وزير الصحة السابق في المجلس الوطني الانتقالي ناجي بركات، والمرشح الرئاسي في انتخابات 2021 ونائب وزير التخطيط السابق من 2004 إلى 2006 لمعمر القذافي، المستشار محمد خالد الغويل، ووزير الداخلية وسفير ليبيا الأسبق في البحرين فوزي عبدالعالي، ونائب وزير الإعلام السابق في المجلس الوطني الانتقالي الذي أصبح رئيسًا للإعلام في الحكومة الموقتة السابقة برئاسة عبدالله الثني في العام 2015 خالد نجم.

- باريس تطلق خطة جديدة لإخراج ليبيا من الأزمة
- باتيلي يناقش مع سولير ومهراج دعم اتفاق سياسي يمهد للانتخابات ويحصن ليبيا من صراع جديد
- المنفي يبحث مع مبعوث الرئيس الفرنسي دعم باريس للجنة المالية العليا وضمان إجراء الانتخابات
- الكوني يلتقي سولير لمناقشة التعاون مع فرنسا في تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار

وكان حوالي ثلاثين سياسيًا في باريس حتى 7 فبراير وبعد هذه المرحلة الأولى من المناقشات، من المقرر إجراء مشاورات من أجل إشراك ممثلي القطاع الاقتصادي ثم ممثلي المجتمع المدني في المباحثات الرامية إلى البحث عن نقاط توافق.

الهدف من الخطة الفرنسية
والهدف من الخطة الجديدة هو إيجاد توافق في الآراء حول إنشاء حكومة موحدة حيث ستكون هذه خطوة أولى لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في حين تعيش حكومة الوحدة الوطنية الموقتة بقيادة عبدالحميد الدبيبة والحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد صراعًا بينهما.

وتأمل باريس في التوصل إلى اتفاق بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، وبذلك يكون جزءًا من استمرارية عمل اللجنة المشتركة «6+6» التي تضم ستة أعضاء عن كل مجلس لإعداد القوانين الانتخابية.

لكن الصعوبة لا تزال تكمن في مصادقة المجلس الأعلى للدولة على هذه القوانين التي وضعها البرلمان، إذ يرفض المجلس الأعلى للدولة إمكانية ترشيح مزدوجي الجنسية والعسكريين فضلا عن إنشاء حكومة موحدة مكلفة بالإشراف على تنظيم الانتخابات.

موعد زيارة عقيلة وتكالة إلى باريس
وتأتي الصيغة الجديدة التي تراهن عليها فرنسا في أعقاب المحاولة الفاشلة لجمع الدبيبة وعقيلة وتكالة، وقائد القيادة العامة المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي حول الطاولة الخماسية، التي دعا لها الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هؤلاء الأطراف في نوفمبر 2023.

وشرعت باريس في نشاط دبلوماسي بالتنسيق مع العديد من البلدان المقربة من عقيلة صالح ومحمد تكالة مثلما هو الحال للمغرب الذي أجرى مفاوضات مع المجلس الأعلى للدولة والبرلمان تحت رعاية وزير خارجيته ناصر بوريطة والذي يستمر في استقبال ممثلي المؤسستين بانتظام. وتستضيف الرباط حوارات بين الليبيين منذ العام 2015 وهو العام الذي توج فيه نشاطها الدبلوماسي بنجاح اتفاق الصخيرات.

وتأتي هذه الجولة الجديدة من المشاورات أيضًا في أعقاب المحادثات التي عُقِدت في القاهرة والتي استضافت اجتماعًا بين محمد تكالة وعقيلة في نوفمبر الماضي. ومن المقرر أن يزور رئيسا مجلس النواب والدولة هذه المرة باريس في نهاية الشهر لمواصلة مشاوراتهما.