طالب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون اليوم الإثنين بإنهاء أشكال التواجد العسكري الأجنبي كافة في ليبيا، خاصة ما يتعلق بسحب جميع المرتزقة مهما تغيرت مسمياتهم.

وأكد تبون في كلمة قرأها نيابة عنه رئيس الحكومة الجزائرية نذير العرباوي في اجتماع لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا بالعاصمة الكونغولية برازافيل المنعقدة اليوم الإثنين استمرار الأزمة الليبية بتداعياتها وتعقيداتها المختلفة «جراء التدخلات الخارجية وسياسة الاستقطاب بين القوى الوطنية والأجنبية بالإضافة إلى تجليات الكوارث البيئية التي ضاعفت معاناة الأشقاء في ليبيا».

«الأشقاء في ليبيا» ضاقوا ذرعًا من استمرار تأجيل التسوية السياسية
وشدد الرئيس الجزائري على رفض استخدام القوة في ليبيا التي لن تؤدي إلّا إلى «استمرار الأزمة وتفاقمها وتعريض مستقبل الشعب الليبي للخطر وتقويض حقه في الاستقرار والأمن والرخاء وزيادة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وسلط الرئيس الجزائري الضوء على تداعيات الأزمة الليبية على المنطقة، مبينا أنّها «لا تتحمل أكثر من غيرها وطأة التأثير السلبي لعدم الاستقرار والانقسام السياسي الذي يحتدم وأصبح ملجأ للميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية لتهريب الأسلحة والمخدرات وكذلك معبرا للهجرة السرية». مؤكدا على أسف «الأشقاء في ليبيا» الذين ضاقوا ذرعًا من استمرار الانقسام السياسي وتأجيل التسوية السياسية السلمية للأزمة.

وحثت الجزائر الشعب الليبي على تحديد مستقبله وتجاوز الانسداد الحالي عبر إعادة بناء شرعية المؤسسات وتوحيدها من خلال تكريس حقه في اختيار ممثليه وتطلعاته المشروعة في استعادة الأمن والاستقرار.

- تونس تدعو إلى توحيد الجهود من أجل المصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا
- المنفي يحضر اجتماع اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بشأن ليبيا في برازافيل
- قمة برازافيل تحدد اليوم الآليات التنظيمية لمنتدى المصالحة الليبية

ويعتقد تبون بوجود الرغبة الصادقة لدى جميع الفرقاء الليبيين للعمل معًا من أجل تغليب مصلحة الوطن وتوحيد الجهود للاستفادة من الدعم الأفريقي والدولي لتنظيم الاستحقاقات الانتخابية وتجسيد مسارات المصالحة الوطنية. مجددا الدعوة لكل الأطراف الخارجية المعنية بالشأن الليبي من أجل «الالتفاف حول هذا المسار البناء والالتزام باحترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقلالية قرارها».

وذكّر الرئيس الجزائري بأنّ أي حل للأزمة «لن يتأتى إلا عبر مسار يكرس السيادة الوطنية ويتولى فيه الأشقاء الليبيون زمام أمورهم ويحفظون حقهم الأصيل في ثروات بلادهم وفي تسييرها واستغلالها بما يضمن لهم الاستقرار والتنمية والازدهار».

دعم جزائري لمشروع المصالحة الوطنية الجامعة
وبخصوص الجهود الأفريقية والأممية يرى تبون أنّه «ما زالت القناعة راسخة بقدرة لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى بقيادة رئيسها والإرادة التي تحذو أعضاؤها وكذلك الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا والانخراط الجاد لكل الأطراف المعنية للمساهمة بشكل إيجابي في تصميم وتنفيذ حل سلمي للأزمة الليبية حتى يتمكن الشعب الليبي من الحفاظ على وحدة أراضيه ويستعيد السلام ويستأنف دوره الريادي داخل الاتحاد الأفريقي».

وعبر رئيس الجزائر عن دعم بلاده التام لمشروع المصالحة الوطنية الجامعة في ليبيا، مشدّدًا أنّ «بلاده لن تدخر أي جهد في هذه اللجنة وبالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية من أجل المساهمة الفعالة في إنجاح هذا المسعى التصالحي الوطني».

تمكين الشعب من اختيار ممثليه لن يتأتى إلا من خلال الانتخابات
وخاطب تبون الأطراف الليبية بدعوة الجميع لتمكين «الشعب من اختيار ممثليه وبناء مستقبله في كنف الوحدة والوئام بعيدا عن أي ضغوطات أو تدخلات أو إملاءات خارجية». وقال إنه على «قناعة تامة بأن ذلك لن يتأتى إلا من خلال تنظيم الانتخابات التي كانت مقررة أصلا في نهاية سنة 2021 باعتبارها السبيل الوحيد لوضع حد للأزمة الليبية والضامن الوحيد لإشكالية الشرعية في ليبيا».

وانطلقت أعمال اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا، اليوم الإثنين، بالعاصمة الكونغولية برازافيل بمشاركة رؤساء وممثلين عن قادة الدول الأعضاء في اللجنة، إلى جانب مسؤولين في منظمات دولية وإقليمية.

وتضم اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا التي يرأسها الرئيس الكونغولي دونيس ساسو نغيسو 10 دول وهي الجزائر، والكونغو، وجنوب أفريقيا، ومصر، وإثيوبيا، والنيجر، وموريتانيا، وتونس، والسودان وأوغندا.