كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نزوح 42,045 شخصًا من المناطق المتضرّرة جراء الفيضانات التي اجتاحت مناطق شرق ليبيا في العاشر من سبتمبر الماضي، مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

ويتواجد معظم النازحين داخليًا في بلديات شمال شرق ليبيا بنسبة 40% في درنة، والبيضاء 12%، وشحات 10%، وبنغازي 8%، وطبرق 7% والأبرق 6%، وفقًا لمصفوفة تتبّع النزوح في ليبيا.

مراكز استضافة النازحين في ليبيا
وبخصوص المراكز الجماعية التي تستضيف النازحين داخليًا، وتديرها السلطات المحلية، جرى تحديد 26 موقعًا يستضيف أكثر من 2,600 شخص في المناطق المتضرّرة، بما في ذلك عدة مدارس في بنغازي ودرنة والبيضاء. وأفاد الأشخاص في المراكز الإيوائية أن مخاوفهم الرئيسية تتمثّل في الافتقار إلى الخصوصية والمساحة وعدم كفاية التدفئة والإضاءة ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة.

وأبلغ مكتب الأمم المتحدة عن أضرار جسيمة لحقت بالمباني بنسبة 28% من إجمالي المواقع التي جرى تقييمها، فيما اجتاحت مياه الفيضانات المباني في نصف المواقع التي جرى تقييمها تقريبًا. وسجل أعلى مستوى من الأضرار في بلديات درنة والبيضاء وشحات وأم الرزم والأبرق (سوسة).

- منظمة الهجرة تعلن تراجع عدد النازحين جراء «دانيال» إلى 40 ألفا
- «يونيسيف»: 17 ألف طفل من بين النازحين بسبب العاصفة «دانيال»
- «الدولية للهجرة»: نقص المياه يدفع آلاف النازحين من درنة إلى شرق وغرب ليبيا

وقد طلب الأشخاص الذين جرت مقابلتهم الحصول على النقد للإيجار أو إعانات الإيجار والدعم الفوري لإعادة تأهيل المنازل أو تحديث مساكنهم الموقتة، وعلى سبيل المثال، إصلاح النوافذ والأبواب والشبكة الكهربائية.

حجم الأضرار في المباني بالمناطق المنكوبة
وحسب تحليل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لأضرار المباني فقد سجل 876 مبنى مدمرًا و3,100 مبنى متضرر في درنة، و37 مبنى مدمرًا و3,565 مبنى متضررًا في سوسة، و125 مبنى مدمرًا و100 مبنى متضرر في البيضاء، و112 مبنى متضررًا في التميمي. ومن المحتمل أن يتضرّر 20 ألف مبنى آخر في مدن بنغازي والبيضاء وشحات.

وإلى جانب المأوى، سلط التقييم الأممي الضوء بشكل متكرّر على الصحة باعتبارها الاحتياج ذا الأولوية، وتقول منظمة الصحة العالمية، إن نحو 63% من المرافق الصحية التي جرى تقييمها تعمل جزئيًا أو لا تعمل، وقد فقد ما لا يقل عن 101 شخص من العاملين في مجال الصحة حياتهم في الفيضانات.

وبخصوص المياه فهي متوفرة، لكنها ليست آمنة أو ميسورة التكلفة دائمًا. وأصبحت أكشاك بيع المياه الآن المصدر الرئيسي لمياه الشرب. وعلى الرغم من توفّر المياه، لا يستطيع جميع الناس تحمل تكاليفها، أو الوصول إلى نقاط البيع.

ووفقًا للمركز الوطني لمكافحة الأمراض، فقد أبلغ عن 1,206 حالات إسهال في المناطق المتضرّرة حتى 29 سبتمبر الماضي.

استمرار تقييم الخسائر بالمناطق المنكوبة
ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تأثرت محطة توليد الكهرباء في البيضاء، وموقع تعدين ومعمل صناعي في سوسة، وميناء درنة، بالإضافة إلى خزانات المياه والصوامع والمستودعات في مواقع متعدّدة.

وفي درنة، يجري إحصاء أكثر من 8.7 مليون طن من الحطام الناتج عن المباني المدمرة والمتضرّرة بحاجة إلى الإزالة. ولا تزال عمليات تقييم الطرق وخطوط الكهرباء المتضرّرة مستمرة. بالإضافة إلى ذلك، تأثّرت العديد من المواقع الرياضية والترفيهية في درنة وبنغازي والبيضاء وسوسة.

وتأخر بدء العام الدراسي في شرق ليبيا بسبب الفيضانات، ففي 1 أكتوبر بدأت الدراسة رسميًا، باستثناء المناطق المتضرّرة في درنة؛ حيث ستبدأ المدارس في تقديم الدعم النفسي الاجتماعي والأنشطة الترفيهية اعتبارًا من الأسبوع المقبل (8 أكتوبر). وتخطط المدارس في المناطق المتضرّرة من درنة لإعادة فتح أبوابها رسميًا في 22 أكتوبر.

بيانات النزوح والأضرار بالمناطق المنكوبة من الفيضانات. (الأمم المتحدة)