Atwasat

«أطباء بلا حدود» ترصد أبرز علامات الصدمة النفسية على الناجين من فيضانات ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 28 سبتمبر 2023, 11:03 مساء
WTV_Frequency

أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» الدولية إطلاق أنشطة طبية تركز على دعم الصحة النفسية للأشخاص الذين فقدوا كل شيء في المناطق المنكوبة جراء الفيضانات في ليبيا.

وبعد مضي أسبوعين على العاصفة المدمرة في مناطق شمال شرق ليبيا نقل رئيس قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود ميشيل أوليفييه لاشاريتيه الموجود في درنة حالة السكان المتأثرين بشدة بهذه الكارثة، فقد فقد العديد من الأشخاص منازلهم أو أفراد أسرهم أو كليهما في الغالب.

التيار سيستمر في جلب الجثث خلال الأسابيع المقبلة
وفي مقابلة نشرها موقع «أطباء بلا حدود» نشرت مساء الأربعاء، بعد مرور أسبوعين على الفيضانات أوضح ميشيل أوليفييه لاشاريتيه أن «انتشال الجثث من تحت الأنقاض لم يعد أولوية؛ إذ تتواصل الجهود حاليًا في البحر، ووفقًا لفرق البحث والإنقاذ، سيستمر التيار في جلب الجثث في الأسابيع المقبلة».

وحسب المسؤول في المنظمة، فإن ما يلفت النظر عند وصوله إلى درنة هو حجم الدمار، قائلًا «نتحدث عن الفيضانات، هذا صحيح، لكنه في الواقع دمار السدين ابتداءً من ليلة العاشر سبتمبر، بينما كان الجميع نيامًا، هو الذي دمّر وسط المدينة وأخذ كل شيء وكل شخص في غضون ساعات قليلة، ونتيجة لهذا الفيضان الهائل، كان هناك عدد قليل نسبيًا من الأشخاص الذين أصيبوا بجروح أو صدمات، ولكن للأسف، كان هناك عدد كبير من المتوفين».

أما الآن فتركز السلطات على إعادة بناء جسر بين الجزء الشرقي والغربي من درنة؛ حيث انقسمت المدينة فعليًا إلى قسمين، لافتًا إلى أن أولوية المنظمة الرئيسية، من الناحية الصحية، هي التأكد من أن كل من أصيب بصدمة نفسية أو فقد كل شيء بسبب الفيضانات يتلقى الآن دعم الصحة النفسية.

- تحقيق لقناة «الوسط» يرصد آثار الصدمة لكارثة درنة (فيديو)
- حكومة حماد تعتزم تفعيل 7 عيادات للعلاج النفسي في درنة
- حكومة الدبيبة: اتفاقية لتقديم الدعم النفسي للمتضررين في المناطق المنكوبة

نظام الرعاية الصحية في درنة
وفيما يخص الرعاية الصحية، يوضح ميشيل أوليفييه لاشاريتيه أن «نظام المستشفيات ليس مرهقًا، ولم تكن هناك سوى زيادة محدودة في عدد المرضى المرتبطين بالكارثة نفسها، ويتكيف نظام المستشفيات بشكل جيد على الرغم من الوضع، كما أن المستشفيات الميدانية التي أنشأتها حكومات أجنبية بدأت العمل بعد أيام قليلة من العاصفة».

غير أن هياكل الرعاية الصحية الأولية تأثرت بشكل خاص بالكارثة، فقد دمرت الفيضانات بعض مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتوفي العديد من الإطارات الطبية والمساعدين الطبيين في الفيضانات أو هم الآن في حالة حداد على أقاربهم أو زملائهم من بين الضحايا في وقت يجرى دعم بعض مراكز الرعاية الصحية الأولية من قبل العديد من المتطوعين الذين جاءوا من جميع أنحاء ليبيا للمساعدة، حسب المسؤول بأطباء بلا حدود.

وبعد مضي أسبوعين، يمكن الإشارة إلى أن الكثير من العاملين في مجال الصحة ما زالوا في عداد المفقودين أو في حالة حداد، وأن المتطوعين الذين جاءوا للمساعدة في الأيام الأولى بدأوا في المغادرة.

وكشفت المنظمة عن دعمها مركزين للرعاية الصحية الأولية منذ 20 سبتمبر، بعدما قدّم أطباؤها 537 استشارة في مركزي الرعاية الصحية الأولية في إمبوخ وسالم ساسي، وملجأ مدرسة أم القرى، وكانت الاستشارات تتعلق أساسًا بالأمراض غير المعدية (السكري وارتفاع ضغط الدم) للبالغين والتهابات الجهاز التنفسي والإسهال لدى الأطفال.

لاشاريتيه: بعض الأطفال يرفض شرب الماء خوفاً من الغرق
ومن خلال معاينته للعديد من المرضى لا يزالون في حالة صدمة، وبعضهم ظهرت عليه علامات الصدمة النفسية؛ حيث يقول أوليفييه لاشاريتيه «يرفض بعض الأطفال شرب الماء خوفاً من الغرق، كما اشتكى المرضى من استرجاع ذكريات الماضي، وعدم قدرتهم على النوم بين الساعة 2:30 صباحًا و5 صباحًا، وهو الوقت المحدد الذي اجتاحت فيه الموجة القاتلة المدينة في ظلام الليل في 10 سبتمبر».

وبخصوص دعم فريق الأطباء النفسيين أفادت المنظمة عبر مبعوثها إلى درنة، بتقديم خدمات الصحة العقلية لمجموعتين ذات أولوية من سكان المدينة وهم «من فقدوا كل شيء ويعيشون الآن في ملاجئ موقتة، بالإضافة إلى الطواقم الطبية أو شبه الطبية والمتطوعين العاملين في المؤسسات الصحية».

معاناة العاملين في الخطوط الأمامية
وفقد هؤلاء في بعض الأحيان أحباءهم وزملائهم وأصدقاءهم، ويعملون أيضًا في الخطوط الأمامية؛ حيث يقدمون الرعاية لأولئك الذين نجوا أو يساعدون في إجلاء الجثث، وهو ما قد يكون تجربة مؤلمة.

وفي هذا السياق، أعلنت الهيئة تكريس كل جهودها لأنشطتها في مجال الصحة العقلية، بما في ذلك المشاورات الفردية ومجموعات المناقشة في الهياكل التي تدعمها. وتخطط لتوسيع نطاق هذه الأنشطة لأي شخص في حاجة إليها.

وفي الأخير يشير أوليفييه لاشاريتيه إلى تمكن موظفي منظمة أطباء بلا حدود من الوصول إلى درنة بعد ثلاثة أيام فقط من وقوع الكارثة، من غرب ليبيا؛ حيث تنفذ المنظمة مشاريع بانتظام، إلا أن انتشارها العملياتي لا يزال محدودًا.

وترجع السبب إلى إصدار التأشيرات للموظفين الدوليين الذي يأخذ مدة طويلة ويمكن أن تحد من قدرتها على توسيع نطاق أنشطتها. ومع ذلك، فقد وصفت تعاونها مع «السلطات ومع الفرق المعينة محليًا بالجيد جدًا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
في العدد 441: الأنظار تتجه إلى «ترويكا القاهرة».. وفشل «إيريني»
في العدد 441: الأنظار تتجه إلى «ترويكا القاهرة».. وفشل «إيريني»
«وسط الخبر» يناقش: الدستور المطمور.. استفتاء للشرعية أم لكسب الوقت؟
«وسط الخبر» يناقش: الدستور المطمور.. استفتاء للشرعية أم لكسب ...
«القيادة العامة» تدعم الشرطة الزراعية في سرت بـ5 سيارات جديدة
«القيادة العامة» تدعم الشرطة الزراعية في سرت بـ5 سيارات جديدة
توغي تطالب بتفعيل الدبلوماسية الثقافية لتحقيق السلام العالمي
توغي تطالب بتفعيل الدبلوماسية الثقافية لتحقيق السلام العالمي
وقفة احتجاجية في مصراتة ضد الغلاء والمطالبة بإقالة «الكبير»
وقفة احتجاجية في مصراتة ضد الغلاء والمطالبة بإقالة «الكبير»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم