حذرت الأمم المتحدة من الوضع المتهالك لسد وادي جازا وسد القطارة الواقعين قرب مدينة بنغازي، لافتة إلى مخاوف من انهيار سد جديد مدمر في المناطق الشرقية من ليبيا.

وتحدث تقرير، نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مساء أمس السبت، عن «تقارير متناقضة عن سدين غمرتهما المياه بشكل سريع، وهما سد وادي جازا، الواقع بين درنة وبنغازي، وسد القطارة قرب مدينة بنغازي، مما يثير مخاوف جديدة بشأن انهيار مدمر لسد آخر. ومع ذلك، قالت السلطات إن كلا السدين في حالة جيدة».

ولفت التقرير إلى أن الفيضانات غير المسبوقة التي صاحبت العاصفة «دانيال» خلفت ما يقرب من 11 ألفا و300 قتيل، بالإضافة إلى 10 آلاف و100 شخص آخرين في عداد المفقودين بمدينة درنة وحدها. كما أشار إلى وفاة 170 شخصا في مناطق أخرى بشرق ليبيا.

وتوقع التقرير ارتفاع أعداد الضحايا في الوقت الذي تواصل فيه فرق البحث والإنقاذ عملياتها، لإيجاد ناجين في المناطق المنكوبة من درنة.

غير أن الناطق باسم جمعية الهلال الأحمر الليبي، توفيق شكري، نفى وصول حصيلة الفيضانات التي ضربت مدينة درنة إلى 11 ألفا و300 شخص، لكن دون أن يعلن أعداد الضحايا حتى الآن.

وأظهرت بيانات «مصفوفة تتبع النزوح»، الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة، أن أكثر من 40 ألف شخص نزحوا من منازلهم جراء العاصفة في شرق ليبيا، مع توقعات بارتفاع تلك الأعداد.

السائح: الوضع الوبائي في درنة «مستقر».. ولا صحة لانتشار أوبئة من الجثث
تقديرات أولية من حكومة الدبيبة: دمار كامل لـ891 مبنى جراء «دانيال» في درنة

خطر التعرض للألغام الأرضية والمتفجرات
ووسط مخاوف من ارتفاع أعداد النازحين، نبهت الأمم المتحدة إلى الخطر المتنامي من التعرض للألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، حيث جرفت مياه الفيضانات الألغام الأرضية والمتفجرات إلى مناطق كانت خالية في السابق من خطر الأسلحة، وذلك نقلا عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا.

وأظهرت بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كذلك أن أكثر من 300 ألف طفل ممن تعرضوا إلى «دانيال» عرضة للإصابة بأمراض الكوليرا وسوء التغذية، فضلا عن زيادة مخاطر العنف والاستغلال.

ورصد المركز الوطني لمكافحة الأمراض بالفعل إصابة 55 طفلاً على الأقل بالتسمم نتيجة شرب المياه الملوثة بمدينة درنة.

كارثة إنسانية غير مسبوقة في شرق ليبيا
وأثارت العاصفة «دانيال»، حسب التقرير الأممي، كارثة إنسانية غير مسبوقة في مناطق شمال شرق ليبيا. ولا يزال الوضع الإنساني قاتما بشكل خاص في درنة، حيث تزداد الحاجة إلى مساعدات عاجلة متعددة القطاعات، لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.

وتقود السلطات الليبية عمليات البحث والإنقاذ، وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا. لكن الضرر البالغ الذي أصاب البنية التحتية ونقص الوقود يعرقلان عمليات الاستجابة السريعة، حسب تقرير الأمم المتحدة.

وأضاف التقرير: «جهود الاستجابة المحلية تجد دعما من المجتمع الدولي. وتعمل فرق الأمم المتحدة على تقييم وتنسيق الكوارث على الأرض من داخل ليبيا، ومساندة عمليات الإغاثة».

وأوضح أن عمليات التقييم لا تزال في المراحل الأولى، لكن التحليل الأولي يشير إلى أن الاحتياجات الأكثر أهمية تشمل الصحة والغذاء والمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى دعم المأوى والمواد غير الغذائية.

ولفت التقرير إلى أن النازحين داخليا والمهاجرين واللاجئين من بين الفئات الأكثر هشاشة، وبحاجة إلى مساعدات خاصة وحماية ودعم، لتوفير احتياجاتهم في ظل تداعيات «دانيال».

وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الفيضانات
وعلى الرغم من صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة جراء الفيضانات، أكد تقرير المكتب الأممي نجاح السلطات والمنظمات الإنسانية في توصيل المساعدات إلى مزيد من المتضررين.

كما بدأ برنامج الغذاء العالمي في توصيل المساعدات الغذائية إلى أكثر من خمسة آلاف عائلة نزحت جراء الفيضانات، ويخطط لزيادة المساعدات، لتوفير دعم شهري مالي لأكثر من 100 ألف شخص في المناطق المتضررة على مدى الأشهر الثلاثة مقبلة.

وتعمل «يونيسف» من جهتها على شراء نحو 50 طنا من إمدادات الإغاثة المنقذة للحياة، بما في ذلك مستلزمات النظافة والملابس الشتوية والإمدادات الطبية الأساسية، ودعمت المركز الوطني لمكافحة الأمراض، لإرسال نحو 32 ألف قرص لتنقية المياه من أجل تلبية احتياجات الأشخاص المتضررين.

كما أوصلت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك البطانيات والقماش البلاستيكي وأدوات المطبخ، إلى نحو 1200 شخص في درنة، وأرسلت مواد مماثلة لمساعدة خمسة آلاف شخص في بنغازي.