Atwasat

طوفان درنة شرد 30 ألف شخص.. والمناخ والانقسام فاقما المعاناة

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 14 سبتمبر 2023, 09:17 مساء
WTV_Frequency

تسارعت الجهود الدولية لمساعدة ليبيا، اليوم الخميس، بعدما أودت فيضانات أشبه بتسونامي بـ4000 شخص على الأقل، فيما لا يزال الآلاف مفقودين تحت الركام، في حين أرجعت الأمم المتحدة ارتفاع حصيلة الكارثة الطبيعية التي شهدتها المناطق الشرقية إلى الحرب والفوضى التي تعيشها البلاد منذ سنوات، بالإضافة إلى التغير المناخي الذي يقف وراء طوفان درنة الذي شرد 30 ألف شخص، بحسب تقرير لوكالة «فرانس برس».

وتحولت مدينة درنة الجبلية التاريخية إلى منطقة منكوبة، منذ الإثنين، فيما وادي المدينة الذي يشطرها لنصفين والذي كان أحد أبرز معالمها بات مقبرة جماعية لسكانها، بعدما امتلأ بمياه الأمطار التي سببها إعصار دانيال الذي ضرب شرقي البلاد الأحد، مما شكل طوفانًا وضغطًا هائلًا على أهم سدين يحجزان المياه في الوادي فانهارا، وابتلعا آلاف الضحايا. بسبب انهيار السدين في الوادي الذي يعد المكان الوحيد الذي تجتمع فيه المياه المنحدرة من وديان الجبل الأخضر الليبي بشرق البلاد.

ارتفاع  منسوب المياه إلى مستوى قياسي في ثوان معدودات
ونقلت وكالة «فرانس برس» شهادة ناج أصيب بجروح، نشرها مركز بنغازي الطبي قال فيها إن «ارتفع منسوب المياه فجأة في غضون ثوان».

وسرد الناجي تفاصيل اللحظات الأولى للكارثة في درنة مؤكدًا أن «المياه جرفته مع والدته عندما وقعت الفيضانات ليلًا قبل أن يتمكنا من التشبّث بمبنى خال والاحتماء فيه».

وأكد الناجي ارتفاع منسوب المياه بشكل قياسي في ثوان معدودات، قائلًا «ارتفع منسوب المياه إلى مستوى قياسي بسرعة هائلة؛ فبينما هرعنا فارين إلى الطابق الرابع، كانت المياه بارتفاع الطابق الثاني».

وأضاف «سمعنا أشخاصًا يصرخون، وبالتزامن رأيت من النافذة سيارات وجثثًا تجرفها الميا، وقد استمر الوضع هكذا مدة ساعة أو ساعة ونصف الساعة بدت بالنسبة إلينا كأنها سنة».

مئات الجثث في شوارع درنة الموحلة
وتصطف حاليًا مئات أكياس الجثث في شوارع درنة الموحلة بانتظار الدفن، فيما يبحث السكان الذين ما زالوا في حالة صدمة عن أحبائهم المفقودين في الأبنية المدمّرة، بينما تزيل جرّافات الركام وأكوام الرمل من الشوارع، بحسب «فرانس برس».

أحياء محيت من الخريطة
وقال منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن حجم كارثة الفيضانات في ليبيا صادم ويفطر القلب.. مُحيت أحياء بأكملها من الخريطة. جرفت المياه عائلات كاملة فوجئت بما حصل. لقي الآلاف حتفهم وتشرّد عشرات الآلاف الآن بينما ما زال كثر في عداد المفقودين.

تسببت عاصفة بقوّة إعصار أُطلق عليها دانيال بالفيضانات وفاقمت الكارثة سنوات الاضطرابات التي هزّت البلاد بعد انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأدت لإطاحة الديكتاتور معمر القذافي.

الانقسام أجج المعاناة
وحسب فرانس برس فقد أجج الانقسام معاناة الليبيين وأدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا؛ إذ أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أنه «كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا لو أن أنظمة التحذير المبكّر وإدارة الطوارئ تعمل كما يجب في البلد الذي عانى من الحرب والانقسام السياسي لسنوات».

وقال الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس إنه من خلال التنسيق بشكل أفضل، «كان بالإمكان إصدار إنذارات وكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، وكنا تفادينا معظم الخسائر البشرية»

وأفاد المسؤول الأممي للصحفيين، خلال مؤتمر صحفي في جنيف أن النزاع المستمر في ليبيا منذ سنوات يعني أن شبكة الأرصاد التابعة لها مدمّرة إلى حد كبير وأنظمة تكنولوجيا المعلومات مدمّرة.

تعهّدت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إضافة إلى عدة بلدان من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إرسال فرق إنقاذ ومساعدات تشمل مواد غذائية وخزّانات مياه ومراكز إيواء طارئة ومعدات طبية إضافة إلى مزيد من أكياس الجثث.

تشرد 30 ألف ليبي .. والكارثة مرتبطة بتغيّر المناخ

ما زال الوصول إلى درنة الواقعة في شرق البلاد صعبًا للغاية؛ إذ دمّرت الطرقات والجسور، فيما انقطعت خطوط الطاقة والهاتف عن مناطق واسعة حيث تشرّد 30 ألف شخص على الأقل

ولم تُعرف حتى الآن الحصيلة الفعلية للقتلى، فيما أفاد المسؤولون عن أعداد متضاربة. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة التابعة للسلطات في شرق البلاد الملازم طارق الخراز: إنه تم حتى الأربعاء العثور على 3840 جثة.

عودة الاتصالات إلى مناطق في درنة
الأمم المتحدة: كان بالإمكان تفادي وقوع معظم القتلى جراء «دانيال» في ليبيا
إيقاف الدراسة لمدة 10 أيام تضامنًا مع الطلبة بالمناطق المنكوبة اعتبارًا من الأحد القادم

وحذّرت جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من أن 10 آلاف شخص ما زالوا في عداد المفقودين. وأرسلت دول عديدة أو تعهّدت بتقديم مساعدات بما فيها الجزائر ومصر والأردن والكويت وقطر وتونس وتركيا والإمارات العربية المتحدة إضافة إلى الفلسطينيين.

كما تعهّدت الولايات المتحدة بتقديم المساعدة، بينما انضمت بريطانيا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا ورومانيا إلى جهود المساعدة الأوروبية.

وربط خبراء المناخ الكارثة بتداعيات ارتفاع درجة حرارة الأرض، إضافة إلى البنى التحتية الليبية المتهالكة.

جانب من الدمار الذي خلفه إعصار دانيال الذي ضرب شرقي البلاد الأحد (الانترنت )
جانب من الدمار الذي خلفه إعصار دانيال الذي ضرب شرقي البلاد الأحد (الانترنت )
جانب من الدمار الذي خلفه إعصار دانيال الذي ضرب شرقي البلاد الأحد (الانترنت )
جانب من الدمار الذي خلفه إعصار دانيال الذي ضرب شرقي البلاد الأحد (الانترنت )
جانب من الدمار الذي خلفه إعصار دانيال الذي ضرب شرقي البلاد الأحد (الانترنت )
جانب من الدمار الذي خلفه إعصار دانيال الذي ضرب شرقي البلاد الأحد (الانترنت )
جانب من الدمار الذي خلفه إعصار دانيال الذي ضرب شرقي البلاد الأحد (الانترنت )
جانب من الدمار الذي خلفه إعصار دانيال الذي ضرب شرقي البلاد الأحد (الانترنت )

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
انطلاق فعاليات جائزة ليبيا الدولية لحفظ القرآن الكريم في بنغازي
انطلاق فعاليات جائزة ليبيا الدولية لحفظ القرآن الكريم في بنغازي
«الخليج العربي للنفط» تبحث إعادة تشغيل الآبار المغلقة بالتعاون مع «شلمبرجير»
«الخليج العربي للنفط» تبحث إعادة تشغيل الآبار المغلقة بالتعاون مع...
النائب العام: حبس مراقب مالي في مستشفى بئر الغنم
النائب العام: حبس مراقب مالي في مستشفى بئر الغنم
اتفاقية توأمة بين جامعتي صبراتة و«وهران 2» الجزائرية
اتفاقية توأمة بين جامعتي صبراتة و«وهران 2» الجزائرية
لليوم الخامس.. قوة دعم المديريات تنتشر في شوارع الجميل
لليوم الخامس.. قوة دعم المديريات تنتشر في شوارع الجميل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم