اعتبر رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، أنه لا يحق للممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبدالله باتيلي، الحديث أو تشكيل لجنة توجيهية للحوار الليبي، مؤكدا أن المجتمع الدولي مقتنع بمسار المجلس في المرحلة المقبلة، ومنتقدا تدخل البعثة في الشؤون الداخلية لليبيا، وتجاوزها اختصاصاتها كجهة دعم للسلطات الليبية.

وقال عقيلة في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، الجمعة: «باتيلي ليس حاكما في ليبيا حتى يستطيع التغيير أو التعيين. هو فقط ينفذ الاتفاق السياسي الذي ينص على أن مجلس النواب ومجلس الدولة هما من يشكلان الحكومة»، معتبرا أي حديث غير ذلك ليس في محله، لأن مهمة البعثة الأممية هي «الدعم، وباتيلي يعرف ذلك، ونحن قلنا له هذا الكلام».

لا توجد صلاحية لباتيلي لتشكيل لجان
أضاف عقيلة: «باتيلي ليس بإمكانه أن يشكل لجنة أو لجانا، ونحن إما أن ننفذ الإعلان الدستوري القائم أو الاتفاق السياسي، وفي كلتا الحالتين لا توجد صلاحية لباتيلي لتشكيل لجان، وإن كان لديه هذه الصلاحية فهذا يعني أنه يستطيع أن ينصب حاكما في ليبيا»، مؤكدا أن «هذا الأمر مرفوض».

وذكر عقيلة أن باتيلي «لم يعرض عليه» أمر تشكيل لجنة توجيهية بشأن الانتخابات التي كان قد أعلنها في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي في أواخر فبراير الماضي. وقال عقيلة: «ما عرض وناقشته مع باتيلي هو أمر القوانين الانتخابية، وأن تكون مقبولة».

التقارب الليبي لا يفسح المجال للتدخل الدولي
اعتبر عقيلة أن ليبيا إذا وقعت في لجان «سيكون بإمكان كل دولة أن تتدخل في شؤوننا، وتختار أعضاء هذه اللجان»، مكررا نفيه أنه لم يسمع من باتيلي مثل هذا الكلام.

- عقيلة صالح: دمج الحكومتين أمر مرفوض وغير وارد
- عقيلة يهنئ تكالة برئاسة مجلس الدولة وينفي اتفاق المجلسين على آلية تشكيل الحكومة الجديدة

ورأى عقيلة أن التقارب الحادث الآن في ليبيا لا يفسح المجال للتدخل الدولي، على الرغم من تخوف بعض الدول على مصالحها، متوقعا أن تكون معظم الدول «قد توصلت الآن إلى قناعة بضرورة أن يترك الأمر لليبيين، ودعمهم إجراء الانتخابات».

تقييم عقيلة لموقف الدول الغربية من ليبيا
بشأن تقييمه لموقف الدول الغربية من ليبيا، قال عقيلة: «ليبيا جزء من العالم، ولا نستطيع أن ننفصل عنه، وأعتقد أن هناك دفعا كبيرا لما نعمل عليه، وهو أن تكون هناك حكومة واحدة وإجراء الانتخابات. المعلومات التي لدي بتواصلي الخاص أن هذا هو الاتجاه الذي يجب أن يتم، وهو تشكيل حكومة تكنوقراط، ومن ثم إجراء الانتخابات».

وعن تقييمه لموقف الولايات المتحدة، أوضح عقيلة: «آخر تواصل ونصيحة من الأميركيين أننا نتجه نحو تشكيل حكومة تكنوقراط، وإجراء انتخابات في أسرع وقت».

الدول العربية وتركيا وروسيا في ليبيا
وعن الموقف العربي، ذكر عقيلة أن الدول العربية لم تنس اهتمامهم بالشأن الليبي على الرغم من المشكلات التي تشهدها المنطقة، وتدعم جميعها التوجه نفسه الذي يعمل عليه مجلس النواب، لمعالجة الأزمة السياسية في البلاد.

وعن التقارب مع تركيا والدول العربية، قال عقيلة: «بكل تأكيد سيكون لذلك تأثير إيجابي، خاصة التقارب المصري ـ التركي»، مؤكدا أن كل الدول تدعم ما يعمل عليه مجلس النواب.

أما عن العلاقة مع روسيا فلفت عقيلة إلى أن «ليبيا لديها علاقات قديمة وقوية مع روسيا. لكن في هذا الظروف لا يمكن لنا أن ننحاز لدولة ضد أخرى، لأن الوضع في ليبيا لا يسمح بذلك. الموقف الروسي داعم للشرعية منذ البداية، ونحن سنحافظ على تعهداتنا ومصالحنا مع روسيا وكل الدول».

ووصف عقيلة دور روسيا في ليبيا بأنه «داعم للشرعية منذ البداية، وهي دولة عظمى، ولدينا معها تعامل اقتصادي وتجاري، ولديها شركات تعمل في ليبيا مثل كل الدول»، مرجحا أن يكون لها «اعتبار» كدولة وقفت مع ليبيا خلال السنوات المقبلة.