قفزت شحنات المنتجات النفطية الروسية، المستهدفة بالعقوبات منذ حرب أوكرانيا، المصدرة إلى ليبيا بشكل كبير، على الرغم من فرض الاتحاد الأوروبي حظرا عليها، مما يرجح لعبها دور طرف ثالث، لإعادة تصدير تلك المشتقات النفطية إلى دول أخرى.

ووسعت ليبيا، ضمن دول أفريقية وعربية، من استيراد المشتقات البترولية المكررة الروسية، متجاهلة العقوبات الأميركية والغربية على صادرات موسكو أو الشركات والدول المتعاملة معها، وفق بيانات نشرتها وكالة «غلوبال كوموديتيز إنسايتس».

وجاءت ليبيا في المرتبة التاسعة من حيث استيراد منتجات الديزل وزيت الوقود والنافتا الروسية. ففي الربع الأول من العام 2023، استوردت ليبيا أكثر من 48 ألف برميل في اليوم من المنتجات الروسية.

زيادة الصادرات النفطية الروسية إلى أفريقيا
منذ الحرب الروسية - الأوكرانية في فبراير 2022، زادت الصادرات الروسية 14 ضعفا، حيث كانت تصدر 33 ألف برميل في اليوم من المنتجات المكررة إلى أفريقيا، معظمها من البنزين. وبحلول مارس 2023، ارتفع ذلك إلى 420 ألف برميل في اليوم، خاصة إلى ليبيا ونيجيريا وتونس.

وأجبرت العقوبات الغربية روسيا على إعادة توجيه كميات كبيرة من صادرات النفط إلى أسواق بديلة، بما في ذلك أفريقيا، حيث يبين الخبراء أن «التدافع الجديد على أفريقيا» قد تسارعت وتيرته منذ بدء الغزو الروسي في أوائل العام الماضي، حيث تتنافس كل من روسيا والصين والولايات المتحدة وتركيا ودول الخليج والقوتين الاستعماريتين السابقتين، بريطانيا وفرنسا، على النفوذ في القارة الأسرع نموا في العالم.

إسبانيا تفتح تحقيقا في احتمال دخول نفط روسي للبلاد عبر دول أخرى
واردات الصين من النفط الروسي تسجل أعلى مستوياتها منذ غزو أوكرانيا
رغم العقوبات.. صادرات النفط الروسي عند أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات
استمرار تدفق النفط الروسي إلى أسواق أوروبا رغم الحظر

وربط خبراء بما حدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة في مارس، حين رفضت 22 دولة أفريقية إدانة الغزو الشامل لروسيا على أوكرانيا.

دور «مهم» لدول شمال أفريقيا بالنسبة لروسيا
قال المحلل الروسي المستقل تيمور كولاكميتوف إلى وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس» الأميركية إن العقوبات جعلت موسكو «تكافح من أجل الحفاظ على موطئ قدم في سلم المواد الخام من خلال البحث عن أسواق جديدة لصادرات السلع».

وأشار المحلل إلى لعب دول شمال إفريقيا دورا مهما بالنسبة لروسيا في تخفيف الآثار المترتبة على حظر النفط والمنتجات النفطية. وكشف كولاكميتوف أن «المستفيدين الأفارقة من الوقود الروسي مزجوه بمنتجات نفطية أخرى، وأعادوا تصديره إلى دول أخرى، وإلى أوروبا بالدرجة الأولى».

ويؤكد مراقبون أن الموانى في شمال أفريقيا توفر لروسيا وجهة مثالية لتفريغ شحنات المنتجات التي تجنبها مشتروها المعتادون في الغرب. كما توفر للسفن الروسية، التي تبحر إلى شمال أفريقيا، رحلات قصيرة نسبيا، مقارنة بالرحلات الطويلة إلى آسيا أو أي مكان آخر.

ووفق التقديرات، فقد بيع خام الأورال الروسي (منتجها الأساسي) الشهر الماضي بخصم يصل إلى 26 دولارا للبرميل عن خام برنت القياسي، بينما كان الفارق في يناير 2022 عند 3.7 دولار للبرميل فقط، وهو ما يجعل سعره المنخفض محط اهتمام مستوردين أفارقة.

دخل حظر الاتحاد الأوروبي على واردات الديزل الروسي حيز التنفيذ في الخامس من فبراير الماضي. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين: «الهدف من العقوبات خفض إيرادات روسيا من النفط ومنتجاته»، وهو الأمر الذي تحقق، حيث انخفضت إيرادات موسكو من النفط والغاز بنحو 40%.