قالت إيمان بوقعيقيص، شقيقة الناشطة الحقوقية والسياسية والمحامية الراحلة سلوى بوقعيقيص التي اغتيلت في 25 يونيو 2014، إن قضية شقيقتها جرى استغلالها، لعدم وجود أساس للاتهامات، فماتت في مهدها.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها منبر المرأة الليبية من أجل السلام، بالتعاون مع منظمة «Karama» وبمشاركة عدد من الخبراء الحقوقيين البارزين، لإحياء ذكرى الراحلة سلوى بوقعيقيص، بعنوان «أسباب فشل إنهاء الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة وإقامة انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا والتي من دونها لا يمكن تحقيق استقرار البلاد»، بحسب ما نشره منبر المرأة الليبية عبر صفحته على «فيسبوك».

إيمان بوقعيقيص: كان إيمان سلوى أن ترى ليبيا وطنا للجميع
وأضافت إيمان بوقعيقيص أن سلوى كان إيمانها أن ترى ليبيا وطنا للجميع ولا مناص من الحوار، حيث بدأت مسارها قبل الثورة بالدفاع عن السجناء السياسيين، وواصلت أثناء وبعد الثورة، وكان جل وقتها وتركيزها مكرّسًا في أن تقوم ليبيا الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

وتابعت في وصف أفكار الراحلة: «كانت مليئة بالرؤية الجامحة لليبيا الديمقراطية، وكرست وقتها واشتركت أو قادت الكثير من الفعاليات داخل الوطن وخارجه، وقامت بمحاولات كثيرة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وكانت صوت سلام وضد الحرب وضد استعمال القوة، من خلال الدفاع عن حقوق الإنسان، وأن الشباب يجب أن يكون في المقدمة».

- ندوة عالمية عن الإفلات من العقاب والانتخابات في ذكرى اغتيال سلوى بوقعيقيص
- في ذكرى اغتيال سلوى بوقعيقيص.. عضوة مفوضية الانتخابات: رصدنا 38 ألف حالة عنف إلكتروني ضد المرأة
- مقررة أممية تطالب بتعزيز الإطار القانوني لحماية المرأة الليبية من «العنف الممنهج»

وقالت إن الجريمة المزدوجة باغتيالها واختفاء زوجها جاءت في وقت كانت فيه سلوى بوقعيقيص شعلة من النشاط يوم الانتخابات، ومليئة بالمشاعر الفياضة والترقب لليبيا أفضل للجميع، لافتة إلى أن تلك كانت أول مرة تغتال فيها امرأة، وأول مرة يغتال شخص داخل منزله، ورغم ذلك لم يجرِ أي تحقيق.

اللحظات الأخيرة في حياة سلوى بوقعيقيص
ووصفت إيمان بوقعيقيص اللحظات الأخيرة في حياة سلوى بقولها: «كانت آخر مكالمة معي ومع أخي، وكنا نسمع صوت الرصاص، ولديها كبرياء ومتماسكة وترفض أن تعترف بأن الوضع خطير بالدرجة التي كانت عليه».

وطالبت في الوقت نفسه بضرورة الاستمرار في المطالبة بالعدالة، ليس فقط في قصية سلوى ولكن في جميع الجرائم، منوهة بأن «الشاهد الوحيد في قضية سلوى بعد اعتقاله بساعات قليله جرى إطلاقه»، معتبرة أن طريقة الاغتيال المقصود بها إسكات الأصوات المؤثرة في المجتمع.

واستنكرت في الوقت نفسه خفوت أصوات العائلات المطالبة بالعدالة وإجراء تحقيات شفافة، سواء داخلية أو خارجية، متابعة: «يجب أن يكون هناك تحقيقات لكل تلك الفترة، حقوق الإنسان لا تُحترم في كافة المناطق وليس فقط في بنغازي، وتطور الأمر مع وجود المجتمع الافتراضي وحصلت تهديدات من نوعية مختلفة، وهو ما شكل ضغطًا كبيرًا على النساء والفتيات».

إيمان بوقعيقيص: اختفاء عبارات المساءلة في المحادثات السياسية
وأشارت أيضًا إلى اختفاء عبارات المساءلة في المحادثات المستمرة بين الأطراف السياسية، معتبرة أن جزءًا منها إن «فُتح هذا الباب سيؤدي إلى صراعات وتغيير في تركيبة الاتصالات بينهم»، لكنها تمسكت بضرورة فتح تحقيقات قبل وبعد الثورة، لأن حقوق الإنسان لا تتجزأ، ومن دون رؤية لموضوع المساءلة، لا يمكن لليبيا أن تستقر.