كشفت المنظمة الدولية للهجرة أن دوافع اقتصادية وأمنية ومناخية وراء تدفق المهاجرين إلى ليبيا الذين يقيمون في أكثر من 100 بلدية ليبية، وينتمون لنحو 44 جنسية.

وارتفع عدد المهاجرين في ليبيا إلى 694 ألفا و398 شخصا، بين نوفمبر وديسمبر الماضيين، بزيادة طفيفة عن الإحصاءات السابقة، ومع ذلك لا تزال النسبة أقل بكثير مما كانت عليه قبل بداية الصراع في العام 2011، عندما كان هناك نحو 2.5 مليون مهاجر في ليبيا وفق بيانات منظمة الهجرة الصادرة هذا الأسبوع.

البحث عن معيشة أفضل
وحول دوافع الهجرة وخلفيتها فإن العوامل الاقتصادية والبحث عن سبل عيش أفضل، أسباب رئيسية للهجرة إلى ليبيا، حيث ذكر نحو تسعة من كل عشرة مهاجرين، نسبة 89%، أسبابًا تتعلق بنقص فرص العمل أو عدم كفاية الدخل في بلدهم الأصلي.

بينما أرجع 20% من المهاجرين سبب مغادرة بلادهم إلى الحرب أو العنف المستهدف أو الاضطهاد، وتوزعت جنسيات تلك الشريحة بواقعة 71% مهاجر من الصومال، و53% من سورية، و43% من إريتريا، و33% من إثيوبيا، و20% من السودان 20.

التغير المناخي
دوافع أخرى مرتبطة بالهجرة وهي المناخ إذ حددت نسبة صغيرة من المهاجرين الجفاف وندرة المياه وتغير أنماط هطول الأمطار أو الكوارث باعتبارها السبب الأول وراء هجرتهم إلى ليبيا.

وبخصوص الوضع الاقتصادي وسوق العمل، فإنه مع استئناف إنتاج النفط في يوليو 2022 توقع صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الليبي سينمو أكثر من 17% من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العام 2023، ورغم هذه التوقعات، واحد من كل أربعة مهاجرين في يناير وفبراير الماضي قالوا إنهم «عاطلون عن العمل»، ليظل معدل البطالة بين المهاجرين في جميع أنحاء ليبيا أعلى من مستويات ما قبل جائحة فيروس «كورونا» المستجد.

وكان معدل البطالة أعلى بشكل ملحوظ بين مهاجرون في جنوب ليبيا بواقع 41%، يليهم الموجودون في الغرب بنسبة 22%، ثم الشرق بنسبة 12%.

جنسيات المهاجرين
وبخصوص طرق قدومهم إلى ليبيا، فنحو 47% من حاملي جنسية بنغلاديش، أي 22 ألفا و149 مهاجرا جاءوا من تركيا عبر الرحلات الجوية بتكلفة 3700 دولار إلى جانب رحلات مماثلة عبر الإمارات أو مصر، أما مهاجري جنوب الصحراء الكبرى فان تكلفة رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر عبر الحدود فتتراوح بين 400 إلى 750 دولارا.

- باحث أوروبي: تواطؤ ومسؤولية غير مباشرة لبروكسل في «الجرائم ضد الإنسانية» بليبيا
- المنظمة الدولية للهجرة: إعادة مهاجرين حاولوا عبور «المتوسط» إلى ليبيا
- ارتفاع إجمالي المهاجرين المقيمين في ليبيا

ويتوزع المهاجرون بواقع 53% غرب البلاد، و34% في الشرق، و13% فقط في الجنوب، وفق المنظمة، التي أشارت إلى أن عدد المهاجرين مستمر بالزيادة مقارنة بما كان عليه في ديسمبر 2022، كما أوضحت المنظمة أن المهاجرين موزعون على المدن الليبية حيث احتوت طرابلس العدد الأكبر بنحو 112 ألفا و266 مهاجرا، والبقية توزعوا على المدن الكبرى في غرب وشرق وجنوب البلاد.

وأفاد التقرير بأن 83 ألفا و877 مهاجرا موجودون في بنغازي، و71 ألفا و718 مهاجرا في مصراتة، و58 ألفا و860 في أجدابيا، و44 ألفا و770 في الزاوية، و40 ألفا و132 في المرقب، و34 ألفا و480 في منطقة سهل الجفارة، و31 ألفا و215 في زوارة، بينما توزع باقي المهاجرين على أكثر من 100 بلدية ليبية، بحسب بيانات المنظمة، كما شملت جنسيات المهاجرين أكثر من 44 جنسية، معظم من مصر والسودان وتشاد ونيجيريا وسورية وبنغلاديش وغانا ومالي.