أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أن أغلب المهاجرين غير النظاميين المتدفقين إلى أوروبا عبر ليبيا يأتون من منطقتين في أفريقيا، مؤكدًا أن الحرب في أوكرانيا تلقي بظلالها على أزمة اللاجئين.

ودعا فيليبو غراندي إلى عدم التضحية بالمساعدات الإنسانية من أجل التقشف، مبينًا أن الحرب في أوكرانيا أثرت على أزمات أخرى، فبعد إجرائهم تحليلًا ماليًا لعمليات الأمم المتحدة في يونيو تبين أن 12 منها كانت ضعيفة التمويل في العام 2022.

القرن الأفريقي والساحل أكبر مصدر للهجرة إلى أوروبا من أفريقيا
وقال الدبلوماسي الإيطالي في مقابلة مع موقع «وست فرنس» الفرنسي، اليوم الإثنين على هامش زيارته إلى باريس، إن منطقتي «القرن الأفريقي والساحل» تمثلان مصدر «قلق كبير» بالنسبة للهيئة الأممية؛ لأن «هذه أزمات إنسانية لها بُعد قوي يتمثل في النزوح القسري والصراع وتأثير تغير المناخ، وهو ما يخلق أزمات معقدة للغاية»، حيث «غالبًا ما يأتي الأشخاص الذين يصلون إلى أوروبا عبر ليبيا من هاتين المنطقتين».

- النيابة العامة تعلن القبض على أحد المتهمين بحرق قارب المهاجرين في صبراتة
- النيابة العامة لقناة «الوسط»: محاكمة المتهم في مجزرة مزدة العام 2020
- مافيا الاتجار بالبشر تحول ليبيا «محرقة» للمهاجرين

ويعتقد غراندي أنه «إذا لم ننجح في حل الأسباب الجذرية لهذه الأزمات، فسيظل لدينا دائمًا المزيد من هذه النزوح نحو الدول الغنية».

تحويل بلدين مجاورين لليبيا إلى مناطق لصد الهجرة
وأكد المفوض الأممي رغبتهم في تحويل بلدين مجاورين لليبيا إلى مناطق لصد الهجرة، مثل تشاد والنيجر، منبهًا إلى أن «الوضع في منطقة الساحل مقلق للغاية. في حين أن بلدًا مستقرًا نسبيًا مثل النيجر يمكن العمل فيه، وهناك دولتان فوضويتان أيضًا تقريبًا، حيث وصول المساعدات الإنسانية خطير وصعب، وهما بوركينا فاسو ومالي».

ومنذ بداية العام 2022، جرى اعتراض 14157 مهاجرًا وإعادتهم إلى ليبيا، وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة الإثنين الماضي. قالت فيه المنظمة إن ما لا يقل عن 216 شخصًا لقوا حتفهم أثناء محاولتهم العبور، فيما لا يزال 724 شخصًا مفقودين ويُرجح أنهم توفوا.

ويقف وراء انتعاش الهجرة غير النظامية عصابات تخصصت في نقل اللاجئين عبر الصحراء الأفريقية الكبرى وصولًا إلى الساحل الليبي، وهناك يجري الترتيب لرحلات محفوفة بالمخاطر عبر قوارب متهالكة إلى السواحل الأوروبية ما يؤدي لغرقهم.

القبض على 5 أشخاص في قضية مقتل 15 مهاجرًا في صبراتة
يأتي ذلك في وقت لا تزال حادثة صبراتة ( 75 كلم غرب طرابلس)، التي راح ضحيتها 15 مهاجرًا غير نظاميين، وُجدت جثثهم محترقة على شواطئ المدينة تثير العديد من ردود الفعل المحلية والدولية الغاضبة.

وفي آخر التطورات، أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية عبدالمنعم العربي، فتح تحقيق قضائي، مؤكدًا أن «مديرية الأمن في المدينة ضبطت خمسة أشخاص يحملون الجنسية الإثيوبية يعتقد بأن لديهم معلومات عن ملابسات الحادثة»، إضافة إلى «وجود 6 مهاجرين يحملون الجنسية البنغالية من الناجين خلال هذه العملية يتم إسعافهم من قبل الفرق الطبية».

وحسب مصادر محلية فإن «هؤلاء المهاجرين غير النظاميين قتلوا رميًا بالرصاص، بسبب خلاف بين اثنين من المهربين حول الأموال، دفع بأحدهما إلى إطلاق النار على المهاجرين الـ15 وقتلهم، ثم إضرام النار في القارب الذي كانوا على متنه، ليحترقوا جميعًا».