عبر المجلس الاجتماعي لقبيلة القذاذفة، اليوم الخميس، عن «استيائه الشديد» من البيان الصادر عن المجلس الأعلى لقبائل سرت بشأن الوضع في منطقة بوهادي، معلنا تعليق عضويته بالمجلس وتجميد كل نشاطاته، معتبرا أن البيان «يجافي الواقع ويشكل شرعنة لعملية عقاب جماعي ضد مكون اجتماعي داخل المنطقة».

وأكد المجلس في بيان تلاه أحد شيوخ القبيلة، «شجبه الشديد واستنكاره» لقيام مجموعة مجهولة الهوية بإطلاق النار على أحد الدوريات المتمركزة في منطقة بوهادي، وعبر عن أسفه لوقوع إصابات، مطالبا الجميع بضبط النفس، مؤكدا في الوقت ذاته رفضه «إلصاق التهم جزافا بأبناء القبيلة»، وكشف «تحقيقات وملابسات هذا العمل الإجرامي المدان».

وقال المجلس إن أعمال القبض وملاحقة الأفراد وتعقبهم وتفتيش المنازل أفعال لا تمارسها السلطة العامة إلا من خلال مأموري الضبط القضائي ووفقا لضوابط قانونية وإجراءات قضائية دقيقة، لافتا إلى أن ما يحدث في منطقة بوهادي يخالف هذه الضوابط والإجراءات ويعد من «الأفعال غير المشروعة التي يجرمها القانون ويعاقب عليها».

«القذاذفة»: أبناء بوهادي يتعرضون لحصار خانق وحملة ترويع
وقال المجلس إن أهل منطقة بوهادي «يتعرضون لحصار خانق وحملة ترويع لليوم الرابع أمام مرأى ومسمع الجميع»، معلنا رفضه وإدانته لـ«سياسة الحصار والتجويع» المفروضة على المنطقة ومنها غلق المستشفى القروي والعيادات الخاصة والمحال التجارية، ومنع المساعدات من الدخول، وتقييد الحركة ما حرم كثير من الطلاب من تأدية اختبارات الشهادة الثانوية.

ودعا البيان «جميع أهل الإصلاح والتوفيق» في ربوع ليبيا إلى التوجه لمنطقة بوهادي قبل أن «يستفحل الأمر والعمل على رفع معاناة أهلها»، وطالب القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي والناشرين والمدونين بضرورة نبذ خطاب الكراهية، وتأسيس خطاب يعزز روح التسامح بدل التشظي والانقسام وزرع الكراهية.

- مجلس قبائل سرت يدين إطلاق النار على أحد التمركزات العسكرية في بوهادي
- الغرفة الأمنية سرت: التمركزات العسكرية في بوهادي بعيدة عن الأحياء السكنية.. وتستهدف مطلوبين
- ماذا يحدث في بوهادي؟

وعاد المجلس وأوضح أن القبيلة «لا تمانع بل وتشجع على ملاحقة المجرمين والمهربين في كل المناطق (...) لكنها بالمقابل ترفض بشكل قاطع ما يتعرض له أبناؤها من جور وظلم ممنهج»، وقال إن «رفع الراية الخضراء أو غيرها من الأعلام مثل أعلام برقة والتبو والأمازيغ هي ظاهرة تنتشر في البلاد ولم يحدث قط الاحتجاج عليها، ناهيك عن ممارسة العقاب الجماعي حيالها من خلال ترويع الأمنين والتعدي على الحرمات وممارسة سياسة العقاب الجماعي الذي وصل إلى القبض على أولياء الأمور واقتيادهم بحجة وجود أبنائهم في قوائم يعلم الجميع أن جلها كيدي».

ماذا جاء في بيان مجلس قبائل سرت؟
والثلاثاء، دان بيان صادر عن المجلس الأعلى لقبائل سرت إطلاق النار على أحد التمركزات العسكرية بمنطقة بوهادي في سرت، مطالبا «القوات المسلحة» بالتعامل «بحكمة» مع هذه الأحداث لتفويت الفرصة على المغرضين والمجرمين.

وطالب البيان الذي تلاه أحد شيوخ هذه القبائل، أولياء أمور المتهمين بتسليم أبنائهم إلى مديرية أمن سرت بهدف التحقيق معهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وحض أبناء المدينة على عدم الانجرار حول «خطابات الفتنة» على صفحات التواصل الاجتماعي.

وجاء البيان في أعقاب إصدار الغرفة الأمنية سرت التابعة لقوات القيادة العامة بيانا أوضحت فيه أن التمركزات العسكرية المتواجدة في منطقة بوهادي تستهدف مجموعة خارجة عن القانون أطلقت النار أكثر من مرة على أحد تمركزات «القوات المسلحة» بالمنطقة، موضحة أن الجهات الأمنية قدمت كشوفات بأسماء هؤلاء المطلوبين الذين تبين أن لديهم سجلا جنائيا، ومطلوبين على ذمة عدة قضايا.

وأكد البيان أنه «لا يوجد أي تمركزات داخل أي من الأحياء السكنية كما لا يوجد أي حصار لأي منطقة، وأن القوات المسلحة من واجبها دعم الأجهزة الأمنية لتؤدي عملها»، موضحا أن التمركزات لا تستهدف إلا المطلوبين لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، لافتا في السياق ذاته إلى أن الامتحانات تسير في سياقها العادي والطبيعي دون أي عراقيل.