أفاد سكان من منطقة أبو هادي، 20 كلم جنوب مدينة سرت، باستمرار تطويق المنطقة لليوم الثالث على التوالي من قبل «كتيبة طارق بن زياد» التابعة للقيادة العامة و«قوة المهام الخاصة»، ومنع السكان من الخروج أو الدخول، مع إغلاق كافة الأنشطة والخدمات، في حين نفت الغرفة الأمنية سرت التابعة لقوات القيادة العامة، وجود أي حصار للمنطقة، وأن التمركزات العسكرية تستهدف القبض على خارجين عن القانون.

وأرجعت مصادر، لـ«بوابة الوسط»، سبب ما يحدث إلى أن شبابًا من المنطقة رفعوا الأعلام الخضراء؛ استعدادًا للاحتفال بأول سبتمبر، تاريخ وصول العقيد معمر القذافي إلى السلطة بعد إطاحة النظام الملكي في ليبيا.

بداية الأحداث
وقال أحد سكان منطقة بوهادي، في اتصال بقناة «الوسط» (WTV)، إن البداية جاءت عندما احتجت قوة من الشرطة على علم أخضر معلق في عمود إنارة، وفي الليلة نفسها وصلت المنطقة سيارة مدنية من خارج بوهادي وغير معروفة، ودون لوحات، حيث قامت بإطلاق النار على تمركز أمني لكتيبة «طارق بن زياد»، بعدها بنصف ساعة أعلنت الأخيرة النفير وقامت بـ«إطلاق النار العشوائي على الآمنين، وروَّعت الأهالي».

- الغرفة الأمنية سرت: التمركزات العسكرية في بوهادي بعيدة عن الأحياء السكنية.. وتستهدف مطلوبين

ويشير إلى أنَّه في صباح اليوم التالي جرى استدعاء قوة المهام الخاصة، وطوقت المنطقة من جميع الجهات، مع كتيبة «طارق بن زياد»، حيث أُغلقت المحال التجارية والمدارس والمعاهد وتعطلت الحياة المدنية، وإقامة حواجز أمنية وتفتيش المواطنين واستفزازهم.

ومع دخول الوضع يومه الثالث، دون الاستجابة لأية نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقول أحد السكان إنهم حاولوا التواصل مع بعثة الأمم المتحدة، مناشدًا ضرورة التدخل لإيجاد حل للوضع المتأزم، خاصة أن الساعات الأخيرة شهدت مداهمات على البيوت وخطف مجموعة من الشباب، وهو ما جعل الوضع غير مستقر.

الزوبي: حصار كامل.. والوضع مأساوي
وفي هذا السياق، قال الناشط المدني، المهدي السنوسي الزوبي، إن الحياة المدنية معطلة بالكامل لليوم الثالث، وسط حصار المنطقة حصارًا كاملًا، وتوقف كافة الخدمات تمامًا، مشيرًا إلى أن سكان المنطقة يضطرون للسير أكثر من 20 كيلو مترًا، لقضاء حوائجهم في سرت، بعد تخطيهم حواجز أمنية.

وأضاف الزوبي، في مقطع مصور عبر صفحته على «فيسبوك»، أن المجموعات التي تحاصر بوهادي قادمة من المنطقة الشرقية، وقامت بقطع التغطية وخدمات الإنترنت، بحجة أن لديهم قائمة بأشخاص مطلوب القبض عليهم، لافتًا إلى أنه نقل الوضع المأساوي للمسؤولين، لكن الغرفة الأمنية المشتركة، قالت «إنها ليست لها أي علاقة بهذه المجموعات التي تحاصر المنطقة».

ويقول سكان المنطقة، الذين ينتمون إلى قبيلة «القذاذفة»، في منشورات عبر موقع «فيسبوك»، إن منطقتهم مغلقة بالكامل، مع قفل جميع الجهات العامة والمصارف والسجل المدني والمحلات والمخابز، وقطع الاتصالات وإغلاق الطريق من مفترق الخط الزراعي إلى كتيبة أمن الساعدي، وكذلك محطات توزيع الوقود.

الغرفة الأمنية المشتركة: لا حصار للمنطقة.. والمهمة تستهدف خارجين عن القانون
لكن آمر الغرفة الأمنية سرت التابعة لقوات القيادة العامة قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء، إن التمركزات العسكرية المتواجدة في منطقة بوهادي تستهدف مجموعة خارجة عن القانون، أطلقت النار أكثر من مرة على أحد تمركزات «القوات المسلحة» بالمنطقة، موضحًا أن الجهات الأمنية قدمت كشوفات بأسماء هؤلاء المطلوبين الذين تبين أن لديهم سجلًا جنائيًا، ومطلوبون على ذمة عدة قضايا.

جاء ذلك في بيان للغرفة نشره مدير إدارة التوجيه المعنوي بقوات القيادة العامة، اللواء خالد المحجوب، عبر صفحته بموقع «فيسبوك». وأوضح البيان أن الغرفة أقامت عدة تمركزات أمنية على الطريق العام للقبض على المتهمين، مشددًا على أنه «لا توجد أية تمركزات داخل أي من الأحياء السكنية».

ونفى البيان وجود «أي حصار لأي منطقة، وأن القوات المسلحة من واجبها دعم الأجهزة الأمنية لتؤدي عملها»، موضحًا أن التمركزات لا تستهدف إلا المطلوبين لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، لافتًا في ذات السياق إلى أن الامتحانات تسير في سياقها العادي والطبيعي دون أي عراقيل.