قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، إن الوزير سيرغي لافروف سيستقبل غدًا الخميس، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، في موسكو، معتبرة أن زيارتها «خطوة مهمة نحو تعزيز تفاعلنا البناء مع ليبيا».

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن لافروف والمنقوش سيناقشان خلال اللقاء «تطورات الوضع في ليبيا، بما في ذلك سبل تطبيعها الشامل في ضوء الجهود الجماعية المبذولة لدفع عملية المفاوضات بين الليبيين».

المقاربات الروسية لتسوية الأزمة الليبية
واستعرضت الخارجية الروسية جهود موسكو لتسوية الأزمة الليبية، مؤكدة أنها تنطلق «من حقيقة أن على الليبيين أنفسهم أن يقرروا مصير وطنهم بالطرق السياسية»، بعدما جدَّدت الهجوم على القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها وتحميلهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا.

وبيَّنت أنه «منذ بداية الصراع في ليبيا، كانت روسيا تروج لمقاربات سياسية ودبلوماسية بنّاءة لحل الوضع، وبذلت جهودًا نشطة لتعزيز الحوار بين المعسكرين الليبيين المتعارضين ومنع تنفيذ سيناريو عسكري»، مشيرة إلى ترحيبها «بتشكيل السلطات المركزية في ليبيا في ربيع 2021 للفترة الانتقالية - المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية».

وفي أبريل الماضي، زار رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، موسكو والتقى عددًا من المسؤولين الروس، وهو ما اعتبرتها الوزارة «جزءًا من تنفيذ مهام السياسة الخارجية للقيادة الليبية الجديدة».

- موسكو تجدد موقفها بضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا
- نورلاند يشير إلى تقدم في المفاوضات مع تركيا والمقاتلين السوريين للانسحاب من ليبيا
- وزير الدفاع الروسي يتهم واشنطن بتخريب ليبيا

وقالت الوزارة: «نحافظ على اتصالات وثيقة وموثوقة مع القوى السياسية الليبية المؤثرة، ونحثها على إنهاء الصراع الأهلي بين الأشقاء، والامتثال الصارم لقرارات المحافل الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة»، لافتة إلى استقبال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في 24 نوفمبر 2020، ووزير خارجية حكومة الوفاق الوطني السابقة، محمد سيالة، في يناير 2021، ونائب رئيس حكومة الوفاق السابقة، أحمد معيتيق، في يناير الماضي «كجزء من هذا التوجه».

ودعت الخارجية الروسية في البيان القادة الليبيين «إلى إظهار إحساس عالٍ بالمسؤولية والتخلي عن الرهان على الأسلحة والبدء في معالجة المهام العاجلة التي تواجه البلاد بشكل مشترك». مبينة أنه «من بين الأولويات مكافحة الإرهاب والأيديولوجية المتطرفة، التي لا يمكن التعامل معها إلا من خلال إجراءات متضافرة».

انجاز مهم لجهود الوساطة
واعتبرت الخارجية الروسية أن الاتفاق على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا، الذي جرى التوصل إليه في قمة رؤساء روسيا وتركيا في إسطنبول يوم 8 يناير 2020 «هو الذي وضع الأساس لاتفاقية الهدنة في جنيف في 23 أكتوبر 2020»، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي لا يزال ساري المفعول منذ أكثر من عام، معتبرة أنه «إنجاز مهم لجهود الوساطة المبذولة».

ورحبت الخارجية الروسية بنشاطات ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي جرى تشكيل هيئات موقتة برعايته في ربيع العام 2021. آملة أن يتمكن في المستقبل القريب من التعامل مع المهمة الصعبة المتمثلة في الموافقة على الإطار التشريعي لإجراء الانتخابات العامة بالدولة في موعدها المحدد يوم 24 ديسمبر 2021.

الشروط الروسية للمشاركة الاقتصادية الكاملة مع ليبيا
أما فيما يتعلق بآفاق التعاون التجاري والاقتصادي الروسي الليبي، فشدد البيان على ضرورة «تحقيق تحسن جذري في الوضع الأمني ​​وتشكيل سلطات وإدارة ليبية دائمة» من أجل المشاركة الكاملة للشركات الروسية في المشاريع المشتركة في ليبيا، مشيرة إلى أن «هناك مجالات يكون فيها التفاعل الفعال ممكنًا الآن على سبيل المثال، في زيادة معدل التبادل التجاري».