تتبعت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية- في تحقيق مصور أجرته- ما تبقى من مدينة سرت الساحلية عقب تراجع تنظيم «داعش» في معظم الأحياء السكنية أمام قوات «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق الوطني.
«ما تبقى من المدينة خير برهان على المخاطر الكامنة في ليبيا، ومع خروجنا من المدينة تنفسنا الصعداء، إذ أصبحت الحرب خلفنا الآن»
ففي الطريق من مصراتة إلى سرت، ذكر مراسل الجريدة أن أكثر ما شاهدوه «هو الانتشار الكبير للرصاصات الفارغة والحفر التي أحدثتها صواريخ الهاون وكتابات الغرافيتي التي ملأت حوائط المنازل والمباني. فهي رحلة عبر تضاريس الحرب والطموح».
وتابع: «تجولنا خلال المدينة التي عانت ويلات الحرب والدمار والوحشية، وملأت شوارعها سيارات مدمرة ومحترقة جراء الهجمات الانتحارية التي نفذها عناصر داعش، مستهدفين قوات البنيان المرصوص». وكان التنظيم يتعمد زرع أجهزة متفجرة وألغام داخل المنازل التي يهجِّرها عناصره، أو في السيارات وحتى سلال الخبز.
وقال: «إن ما تبقى من المدينة خير برهان على المخاطر الكامنة في ليبيا، ومع خروجنا من المدينة تنفسنا الصعداء، إذ أصبحت الحرب خلفنا الآن».
ومع تجول فريق الجريدة الأميركية داخل المناطق المحرَّرة في سرت، تبينت الوسائل التي استخدمها التنظيم لتأكيد حكمه، ففي إحدى المناطق التجارية، وُجد عدد من المحال التجارية تحمل لافتات تقول: «مكتب خدمات عامة» باللغتين العربية والإنجليزية، وهي لافتات تسمح لعناصر التنظيم بجمع الضرائب من تلك المحال.
وداخل أحد السجون السرية التي استخدمها «داعش» لاحتجاز أسراه، وجدت قوات الحكومة تسع جثث لأسرى محتجزين.
تعليقات