Atwasat

تزامنًا مع مقتل عسكريين فرنسيين.. الجيش يحسم موقعة «المقرون»

بنغازي - بوابة الوسط الجمعة 22 يوليو 2016, 10:19 صباحا
WTV_Frequency

في حين تعمل قوات الجيش في بنغازي على قدم وساق لكبح جماح العناصر الإرهابية، وحققت نتائج ملموسة على الأرض، خيمت أجواء من الغموض على وجود قوات أجنبية في بنغازي، خاصة في أعقاب ما تناقلته تقارير حول مقتل ثلاثة عسكريين فرنسيين على أطراف مدينة بنغازي، كانوا على متن مروحية شرق البلاد.

ورغم أن الحديث في البداية لم يكن موثقاً من خلال مصادر رسمية، وتلاه نفي قاطع من آمر غرفة العمليات العسكرية في بنغازي، العميد عبدالسلام الحاسي، حينما أكد «عدم وجود أي جنود أو قوات غير ليبية تشارك الجيش حربه ضد الإرهاب»، إلا أن توثيق الخبر جاء على لسان أكثر من جهة رسمية في باريس، تقدمها الرئيس فرانسوا هولاند، الذي أقر بمقتل الجنود الثلاثة.

اقرأ أيضًا- السراج: لا نحتاج قوات أجنبية لمحاربة الإرهاب

وأضاف هولاند أن الجنود الثلاثة كانوا ينفذون «عمليات استخباراتية خطيرة» في ليبيا، لكن عضواً في القوات الخاصة «الصاعقة» قال إن الفرنسيين الثلاثة المقتولين هم مستشارون عسكريون، وكانوا في مروحية ضمن مهمة استطلاعية، في حين أعلن تنظيم ما يسمى بـ«سرايا الدفاع عن بنغازي» عبر صفحته بموقع «فيسبوك» سقوط 13 قتيلاً من قواته، بعد قصف «طيران أجنبي» في الجليداية ليلة الثلاثاء - الأربعاء، واتهم التنظيم «غرفة العمليات الأجنبية» في بنغازي بقيادة فرنسا، بالوقوف وراء الهجوم الجوي.مهمة خاصة
جاء ذلك في وقت أعلن مصدر فرنسي مطلع، الأربعاء، أن العسكريين الفرنسيين الثلاثة، الذين قُتلوا في حادث تحطم طائرة مروحية من صنع روسي غرب مدينة بنغازي، ينتمون من دون شك إلى الإدارة العامة للخدمة الخارجية (دي جي إس آي)، أي لجهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية التابع مباشرة لوزارة الدفاع في باريس.

وأوضح المصدر أن بيان وزارة الدفاع الفرنسية الذي يشير إلى «خسائر في صفوف عناصر في مهمة خاصة» يؤكد ذلك، ولكن هذا التطور لا يجعل من المستبعد أيضاً تواجد عناصر من قيادة العمليات الخاصة (سي أو أس) التابعة لهيئة أركان الجيش الفرنسي في ليبيا.

اقرأ أيضًا- «الحكومة الموقتة» تنفي وجود قوات أجنبية في المناطق الخاضعة لسيطرتها

وأفاد المصدر الفرنسي بأن عناصر فرنسيين متواجدون بالفعل ضمن القوات التي تأتمر بأوامر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وأخرى إلى جانب قوات الجيش بقيادة الفريق أول ركن خلفية بالقاسم حفتر، وأن الأمر لفرنسا يعني فقط المشاركة بشكل عملي في الحرب ضد «داعش».

وعهد الإليزيه، وفق ما هو متداول في باريس منذ بداية العام الجاري، لجهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية بإدارة الدور الفرنسي والاستخباراتي في ليبيا بشكل مستقل عن الجيش، لكن الرئاسة الفرنسية قبلت بوضع عناصر من القوات الخاصة التابعة لقيادة العمليات الخاصة تحت تصرف المخططين لمواجهة «داعش» في ليبيا، نزولاً عند رغبة الشريك الأميركي تحديداً.تحية للجنود
وحيا وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريون، الجنود الفرنسيين الذين قُتلوا غرب بنغازي، وكانت مصادر في باريس تحدثت عن علاقات بين الجيش الوطني في شرق ليبيا وفرنسا، رغم اعتراف باريس بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني دون غيره. وتذكر المصادر الفرنسية أن باريس «دفعت في اتجاه بلورة توافق سياسي في ليبيا للسماح برفع الحظر على السلاح للجيش الليبي، وتمكينه من غطاء جوي لدحر المتطرفين، وأن الطابع المعقد للوضع لا يجب أن يثني الجميع عن التحرك».

وتتحرك الخارجية الفرنسية في إطار الاتحاد الأوروبي وتدفع لضرورة دعم الجيش الليبي في الحرب ضد «داعش» ولا تعتبر ذلك متناقضاً مع البحث عن اتفاق سياسي في البلاد.

اقرأ أيضًا- فرنسا تؤكد وجود قواتها الخاصة في ليبيا

وكان الرئيس الفرنسي أشار إلى أن «ليبيا تعاني عدم استقرار خطيراً، وهي تقع على بعد بضع مئات الكيلومترات من الجانب الأوروبي. نحن نقوم بعمليات استخباراتية محفوفة بالمخاطر، فقد فيها 3 من جنودنا حياتهم في حادث مروحية»، فيما أكد الناطق باسم الحكومة الفرنسية، ستيفان لو فول وفي وقت سابق، وجود قوات فرنسية خاصة تعمل في ليبيا.

وقال لوفول في حوار مع إذاعة «فرانس إنفو» الفرنسية: «بالطبع توجد قوات خاصة في ليبيا لتأكيد وجود فرنسا في أي مكان في المعركة ضد الإرهابيين».العمارات الصينية
وعلى صعيد الأوضاع العسكرية في بنغازي، قال الناطق باسم «الكتيبة 302»، محمد العزومي، إن قوات الجيش تصدت لهجوم مباغت من عناصر تنظيم «داعش» والتشكيلات المسلحة المتحالفة معه، على مواقعهم بالعمارات الصينية بمحور غرب بنغازي، وأكد العزومي لـ«الوسط»، مقتل ثلاث عشرة من مقاتلي التنظيم والتشكيلات المسلحة المتحالفة معه، بالإضافة إلى اغتنام مدرعة وعربة مسلحة ومدفع 106 وجراف، يستخدم في تدشين السواتر الترابية بمحاور القتال.

ونفى العزومي الأخبار المتداولة عبر موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، التي تفيد بسيطرة تنظيم «داعش» والتشكيلات المتحالفة معه على العمارات الصينية، مؤكداً سيطرة الجيش على العمارات الصينية، ولافتاً في الوقت ذاته إلى أن محور العمارات الصينية يشهد الآن هدوءاً حذراً وترقباً.

اقرأ أيضًا- «الكتيبة 302» تصد هجوم «داعش» على العمارات الصينية في بنغازي

وأشار العزومي إلى بتر ساق أحد جنود الكتيبة «302»، الذي أُصيب خلال المواجهات المسلحة التي اندلعت، الأربعاء، وأن قوات الجيش الليبي على أتم الاستعداد للتصدي لأي هجوم، وهم في انتظار الأوامر للتقدم. وأفاد نائب مدير المستشفى الميداني بالمحور الغربي لمدينة بنغازي، الدكتور علي السويح السعيطي، إصابة 7 من عناصر الجيش الليبي والوحدات المساندة لهم جراء المواجهات المسلحة، التي شهدتها بلدتا كركورة والمقرون غرب مدينة بنغازي.

وأضاف السعيطي لـ«الوسط» أن المستشفى الميداني لم يتسلم أي وفيات من الجيش الليبي والوحدات المساندة لهم من شباب المناطق، لافتاً إلى أن إصابات الجرحى تقدر بين «الطفيفة» و«المتوسطة»، وتم تقديم الخدمات الصحية لهم ومعنوياتهم مرتفعة.جولة بنغازي
على صعيد ذي صلة، نشر مكتب إعلام القيادة العامة للقوات المسلحة‬ الليبية، صوراً للقائد العام للجيش، الفريق أول ركن خليفة حفتر، لدى وصوله إلى قاعدة بنينا الجوية، وصوراً أخرى رفقة وزير الداخلية المكلف بـ«الحكومة الموقتة»، اللواء طيار محمد المدني الفاخري، أثناء تجوله في مدينة بنغازي، كما نشر مكتب إعلام القيادة العامة صوراً مماثلة، قال إنها لموكب الفريق حفتر «خلال تجوله بعدد من شوارع مدينة بنغازي وضواحيها، في جولة اعتيادية يجريها القائد العام للاطلاع على أوضاع المدينة عن كثب».

وأظهرت الصور في قاعدة بنينا الجوية الفريق حفتر وهو «يشرف من غرفة عمليات الكرامة في منطقة بنينا على سير المعارك في مختلف محاور القتال بمدينة بنغازي»، ونوه مكتب إعلام القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية إلى أن الفريق حفتر «يضع خطة دحر ما تبقى من (ميليشيات الغرياني)، التي تحاول غزو مدينة بنغازي».

اقرأ أيضًا- بالصور: حفتر يشرف على سير المعارك من بنينا ويتجول في بنغازي

وشهدت جزيرة الطيارة، المدخل الغربي لمدينة بنغازي، حفل تأبين المقدم طيار إدريس العبيدي والملازم طارق السعيطي والجندي محمد المحمودي، ونظم حفل التأبين كتيبة العقيد صلاح بوحليقة «شهداء الزاوية سابقاً» وشباب الحي.

وقال أحد منتسبي كتيبة العقيد صلاح بوحليقة، مرعي البكوش، «أرادت الكتيبة بكامل منتسبيها من ضباط وضباط صف وجنود والشباب المساند من حي السلام، أن يقدموا واجب العزاء وتكريم الشهداء إدريس العبيدي وطارق السعيطي ومحمد المحمودي من خلال أسرهم، الذين قدموا إلى مدينة بنغازي وتواجدوا معنا في جزيرة الطيارة، ولا يسعنا إلا أن نحييهم ونبارك لهم ولنا استشهاد آبائنا وأبنائنا من أجل تحرير كامل التراب الليبي، من قوى الشر والإرهاب، ونؤكد لهم أننا ماضون في نضالنا ولن يهنأ لنا بال حتى نقضي على الإرهاب في كامل ربوع ليبيا».

من جهتها، قالت الناشطة في مؤسسات المجتمع المدني سمية المصراتي: «واكبنا حفل تأبين واستقبال أسر الشهداء، وحضر الاحتفال الذي أشرف على تنظيمه كتيبة العقيد صلاح بوحليقة وشباب حي السلام، نسور الجو من قاعدة بنينا الجوية، وأعيان مناطق القبة والقيقب ومؤسسات المجتمع المدني، وتم إلقاء العديد من الكلمات التي حيت في مجملها جهود أبطال الجيش الليبي والشباب المساند له، وتضحياتهم من أجل تحرير مدينة بنغازي».
للاطلاع على العدد (35) من «جريدة الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغ PDF)

تزامنًا مع مقتل عسكريين فرنسيين.. الجيش يحسم موقعة «المقرون»
تزامنًا مع مقتل عسكريين فرنسيين.. الجيش يحسم موقعة «المقرون»
تزامنًا مع مقتل عسكريين فرنسيين.. الجيش يحسم موقعة «المقرون»
تزامنًا مع مقتل عسكريين فرنسيين.. الجيش يحسم موقعة «المقرون»

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حماد: نكثف الجهود للعثور على الدرسي ومعرفة ملابسات اختفائه
حماد: نكثف الجهود للعثور على الدرسي ومعرفة ملابسات اختفائه
وزير إيطالي سابق: لا يمكن اعتبار ليبيا ملاذا آمنا للمهاجرين
وزير إيطالي سابق: لا يمكن اعتبار ليبيا ملاذا آمنا للمهاجرين
«الكهرباء»: عودة التيار تدريجيا إلى بنغازي بعد شحن محطة الجلاء
«الكهرباء»: عودة التيار تدريجيا إلى بنغازي بعد شحن محطة الجلاء
حالة الطقس في ليبيا (السبت 18 مايو 2024)
حالة الطقس في ليبيا (السبت 18 مايو 2024)
رحيل الصحفي المؤرخ الرياضي فيصل فخري السنوسي
رحيل الصحفي المؤرخ الرياضي فيصل فخري السنوسي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم