قدّر خبير إنترنت أعداد الحسابات التابعة لأعضاء ومؤيدي تنظيم «داعش» بـ46 الف حساب على موقع «تويتر»، و69% من التغريدات عبر الهواتف الذكية. وأكد لجريدة «الوسط» أن «تويتر» أصبح أكثر انتشارا من موقع «فيسبوك» واعتمد عليه التنظيم بشكل كبير عقب اغلاق «خلافة بوك».

وأضاف لجريدة «الوسط»، في عددها الأسبوعي الصادر الخميس، أن مؤيدو التنظيم استخدموا بعض التطبيقات والبرامج التي تنشر التغريدات دون تدخل بشري.

ورغم تضييق الخناق على أفراد تنظيم «داعش» ومحاولة عزله إلكترونيًا، خاصة بعد هجماته الإرهابية في عدد من عواصم العالم وتهديداته التي تبعتها، فإن موقع التدوين المصغر «تويتر» ما زال هو المفضل عند أفراد التنظيم للتواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت.

ويأتي اعتماد أفراد التنظيم على «تويتر» بشكل خاص بعد محاولة إطلاق موقع تواصل اجتماعي خاص بالتنظيم «خلافة بوك» في مارس الماضي، ثم جرى تعليقه بعد دخوله الخدمة بيوم واحد، كما تم تعليق حسابه على «تويتر»

ورصدت الدراسة التي أُجريت من سبتمبر 2014 وحتى ديسمبر 2014 وأجراها معهد بروكينغ تحت عنوان «إحصاء نشاط داعش على تويتر: تعريف وتحديد مجتمع مؤيدي (داعش على تويتر)» ونُشرت في مارس الماضي، ما لا يقل عن 46 ألف حساب على موقع التدوين المصغر «تويتر» لأعضاء تنظيم «داعش» ومؤيديه، وحللت الدراسة التغريدات على الرغم من أن كل الحسابات لم تكن نشطة في الوقت نفسه.

وتوقعت الدراسة، التي أعدها الخبيران ج. م. برغر وجوناثان مورغان، أن عدد حسابات أفراد التنظيم على «تويتر» قد يصل إلى 90 ألف حساب على أقصى تقدير، ولكن الدراسة حللت بيانات وتغريدات نحو 20 ألف حساب.

كما أن 69% من التغريدات تتم كتابتها عبر الهواتف الذكية التي تعمل بنظام «أندرويد» للتشغيل، فيما يستخدم 30% من المغردين لـ«داعش» هواتف آيفون.

يستخدم 20% من حسابات أفراد التنظيم اللغة الإنجليزية كلغة أساسية عند كتابة تغريداتهم، بينما تستخدم ثلاثة أرباع حسابات المؤيدين لـ«داعش» اللغة العربية.

وأوضحت الدراسة أن الحسابات المؤيدة لـ«داعش» تتمركز في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم (العراق وسورية)، إضافة إلى المملكة العربية السعودية ثم الولايات المتحدة ومصر وتركيا والكويت وتونس والمملكة المتحدة.

ويشكل متوسط عدد المتابعين لحسابات مؤيدي التنظيم معدلاً مرتفعًا بالمقارنة بالحسابات الأخرى لغير المؤيدين، وكذلك معدل نشاط الحسابات، التي تعد أعلى من حسابات غير المؤيدين.

ويبلغ عدد الحسابات التي جرى وقفها أو تعليقها خلال فترة الدراسة نحو 1000 حساب مؤيد لـ«داعش»، ورصدت الدراسة مؤشرات لزيادة هذا العدد ليصل لآلاف الحسابات التي يتم تعليقها، ولاحظت الدراسة تعليق الحسابات التي تغرد أكثر أو عدد متابعيها كبير.

وذكرت أنه خلال فترة الدراسة بدأ «تويتر» يغلق عددًا كبيرًا من حسابات المؤيدين لـ«داعش»، وعلى الرغم من محاولات «تويتر» منع مؤيدي التنظيم الانضمام مجدداً للموقع، فإن أفراد التنظيم ما زالوا يعتمدون على «تويتر» كأحد أهم أسلحتهم في مجال مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوصت الدراسة بأن يتعاون كل من شركات التواصل الاجتماعي والحكومة الأميركية لرصد وتتبع وتعليق حسابات المتطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي يناير 2015 أعاد «داعش» بعض الحسابات بإعدادات خصوصية أكثر قوة، التي تسمح فقط لمجموعة صغيرة من مؤيدي التنظيم المعروفين لمتابعة هذه الحسابات وقراءة تغريداتهم، مما يساهم في عزلهم إلكترونيًا ولكن لا يمنعهم من التواصل وفي الوقت نفسه يحميهم من الاختراق أو إغلاق الحساب.

واستخدم مؤيدو التنظيم بعض التطبيقات والبرامج التي تنشر التغريدات دون تدخل بشري.

دليل لتأمين الحسابات
بينما أورد التنظيم دليلاً إلكترونيًا لمؤيديه مكونًا من 34 صفحة نشره موقع «وايرد» حول كيفية تأمين الخصوصية للحسابات الإلكترونية، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها «تويتر».

وجاءت الإرشادات الخاصة بـ«تويتر» في 12 خطوة لتأمين الحسابات على موقع التدوين المصغر، وتتضمن الرابط الذي يجب أن يستخدمه صاحب الحساب وأن يتأكد من أنه الرابط الخاص بموقع «تويتر»، وكذلك عند الدخول للحساب من الهواتف الذكية سواء «آيفون» أو الأجهزة التي تعمل بنظام «أندرويد».

وشددت الإرشادات على ضرورة أن تكون كلمة السر من التعقيد بحيث لا يمكن توقعها، وتفعيل خاصية الأمان أو ««Security عند استخدام تطبيق «تويتر» على الهواتف الذكية لتقليل فرص القراصنة في الاختراق.

ونصحت الإرشادات أيضًا بضرورة تفعيل «طلب معلومات شخصية» عند إعادة تحديد كلمة السر، وكذلك عدم استخدام أية تطبيقات غير ضرورية، التي تستخدم إحصاءات ومعلومات وعدم الضغط على أية روابط غير معروفة.

خبير إنترنت لجريدة «الوسط»: سياسات «تويتر» تساعد التنظيم على الانتشار

وتضمنت الإرشادات أيضًا كيفية التغلب على مشكلة انقطاع الإنترنت عن بعض المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.

وعلى الرغم من هذه الإرشادات والتحذيرات، فإن بعض الحسابات على «تويتر» تفرغ لفضح جرائم التنظيم مثل حساب «الرقة تُذبح بصمت»، كما أن مجموعة «أنونيموس» تعد هي المتصدي الأول للتنظيم على «تويتر»، خاصة بعد هجمات باريس، وتجري المجموعة سلسلة هجمات آخرها كان اختراق موقع تابع للتنظيم مطلع الأسبوع الجاري، حسبما نشر موقع «ذي إندبندنت» من قبل مجموعة منبثقة من «أنونيموس» تحمل اسم «جوست سيك» ووضعت إعلاناً لعقاقير أشهرها «فياغرا» بدلاً عن شعار التنظيم.

ويؤكد أحمد الرفاعي خبير إنترنت لجريدة «الوسط» أن موقع التدوين المصغر «تويتر» من أكثر مواقع التواصل الاجتماعي التي تضع شروط الخدمة أو الإرشادات العامة فضفاضة إلى حد كبير إذا ما قورنت بمواقع التواصل الاجتماعي الأخرى التي تشدد الشروط أو الـ«Guidelines».

وأضاف الرفاعي أن «تويتر» منتشر أكثر من «فيسبوك» في الدول التي يستهدفها أفراد التنظيم.

يذكر أن موقع «تويتر» أعلن إجراء تعديلات على سياسة الخصوصية وشروط الخدمة في مايو الماضي، لتطبيقها على كافة الحسابات خارج الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن سياسات «تويتر» تحظر المحتوى العنيف «لا يجوز للمستخدمين التهديد بالعنف أو تشجيعه، بما في ذلك الإرهاب أو الترويج له»، إلا أنه لا يزال الموقع المفضل لأعضاء التنظيم ومؤيديه خاصة في ظل المحاولات المستمرة لعزلهم إلكترونيًا.