Atwasat

«نيويورك تايمز»: تنظيم «داعش» يجدد طموحه العالمي والوجهة أوروبا والغرب

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الثلاثاء 26 مارس 2024, 03:11 مساء
WTV_Frequency

تساءلت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية ما إذا كان تنظيم «داعش» قد جدد طموحه في الظهور من جديد على الساحة العالمية، وذلك بعد أن أعلن مسؤوليته عن هجوم موسكو الذي أسفر عن مقتل 130 شخصا على الأقل، وذلك بعد خمس سنوات من طرده من آخر معاقله في سورية على يد تحالف يضم أطرافا دولية وعربية وكردية.

ومنذ طردها من الرقة في سورية، تحول تنظيم «داعش» إلى الشكل التقليدي للمنظمات الإرهابية، والتي تتكون من شبكات سرية من الخلايا المنتشرة في غرب أفريقيا وجنوب شرق آسيا، تشن هجمات متفرقة وما يشبه حرب العصابات.

غير أن الجريدة الأميركية لفتت، في تقرير نشرته أمس الإثنين، إلى أن فرع التنظيم في خرسان، هو الفرع الأكثر شراسة، وينشط في باكستان وأفغانستان وإيران، مضيفة أنه «وضع نصب أعينه مهاجمة أوروبا والغرب».

وأعلن التنظيم مسؤوليته كذلك عن هجوم دموي في إيران، يناير الماضي، أسفر عن مقتل وإصابة المئات، في هجوم تزامن مع الذكرى السنوية لقائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني.

«داعش» لا يزال مصدر قلق دولي
وقالت مدير المخابرات الوطنية، أمام لجنة بمجلس الشيوخ أفريل دي هاينز، إن «التهديد الذي يشكله داعش، لا يزال مصدر قلق كبير في مجال مكافحة الإرهاب. معظم الهجمات التي نفذها داعش على مستوى العالم حدثت بالفعل من قبل أجزاء من «داعش» خارج أفغانستان».

من جانبه، قال قائد القيادة المركزية الأميركية، جنرال مايكل كوريلا، أمام لجنة لمجلس النواب الخميس الماضي: «تنظيم داعش خراسان لا يزال يحتفظ بالقدرة والإرادة لمهاجمة الولايات المتحدة والمصالح الغربية بالخارج في غضون أقل من ستة أشهر على أقل تقدير».

- مسؤول كبير في مجلس الأمن الروسي: أوكرانيا وليس «داعش» وراء هجوم موسكو
- ماذا قال الكرملين عن تبني «داعش» اعتداء موسكو؟
- ارتفاع حصيلة الهجوم في موسكو إلى 137 قتيلا بينهم ثلاثة أطفال

وبينما تصر موسكو على اتهام أوكرانيا بالضلوع في هجوم موسكو، إلا أن خبراء مكافحة الإرهاب الأميركيين استبعدوا هذا المقترح، وقال الباحث في شؤون الإرهاب في مجلس العلاقات الخارجية، بروس هوفمان، إن «هجوم موسكو، الجمعة، يحمل البصمة الكلاسيكية لداعش».

«داعش خراسان»
وتشكل تنظيم «داعش خراسان» من أعضاء منشقة من حركة «طالبان» في العام 2015، وبرز على الساحة الجهادية الدولية بعد أن أطاحت «طالبان» بالحكومة الأفغانية خلال العام 2021. وأثناء الانسحاب العسكري الأميركي من البلاد، نفذ التنظيم تفجيرا انتحاريا في مطار دولي في كابل في أغسطس 2021 أدى إلى مقتل 13 جنديا أميركيا وما يصل إلى 170 مدنيا.

ومنذ ذلك الحين، تقاتل «طالبان» تنظيم «داعش خراسان» في أفغانستان. وحتى الآن، منعت الأجهزة الأمنية التابعة للحركة الجماعة من الاستيلاء على الأراضي أو تجنيد أعداد كبيرة من مقاتليها السابقين.

لكن القوس التصاعدي ونطاق هجمات «داعش خراسان» آخذ في الصعود في السنوات الأخيرة، مع شن ضربات عبر الحدود في باكستان وعدد متزايد من المؤامرات في أوروبا، جرى إحباط معظمها.

هجمات في ألمانيا وتركيا وهولندا
وفي يوليو الماضي، نسقت ألمانيا وهولندا سلسلة من الاعتقالات استهدفت سبعة من الطاجيك والتركمان والقرغيز، مرتبطين بـ«داعش خراسان» يشتبه في قيامهم بالتخطيط لتنفيذ هجمات في ألمانيا.

وفي يناير، هاجم رجال مقنعون كنيسة كاثوليكية في العاصمة التركية إسطنبول، وقتلوا شخصا واحدا. وبعد فترة وجيزة، أعلن «داعش»، عبر وكالة أنباء «أعماق» التابعة له، مسؤوليته عن الهجوم. واعتقلت قوات إنفاذ القانون التركية 47 شخصا، معظمهم من مواطني آسيا الوسطى.

ومنذ ذلك الحين، شنت قوات الأمن التركية عمليات مضادة واسعة النطاق ضد المشتبه في انتمائهم إلى «داعش» في تركيا وسورية والعراق.

كما سلطت عديد التحقيقات الأوروبية الضوء على الطبيعة العالمية والمترابطة لتمويل «داعش»، وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر في يناير، والذي حدد تركيا كمركز لوجستي لعمليات «داعش خراسان» في أوروبا.

نمط أكثر تعقيدا
ويعتقد مسؤولو مكافحة الإرهاب، حسب التقرير، أن هجمات موسكو وإيران تمثل نمطا أكثر تعقيدا من الهجمات، ما يشير إلى مستوى أعلى من التخطيط والقدرة على جذب مزيد من المتشددين إلى الشبكات الإرهابية.

وقال محلل مكافحة الإرهاب في مركز «صوفان»، كولين بي كلارك: «لقد كان تنظيم داعش خراسان يركز اهتمامه على روسيا على مدى العامين الماضيين، وكثيرا ما انتقد الرئيس فلاديمير بوتين في دعايته. يرى التنظيم أن الكرملين أيديه ملطخة بدماء المسلمين، في إشارة إلى تدخلات موسكو في أفغانستان والشيشان وسورية».

وينتمي عدد كبير من مقاتلي التنظيم  لأصول من آسيا الوسطى، وهناك مجموعة كبيرة من سكان آسيا الوسطى يعيشون ويعملون في روسيا. وقال كلارك إن بعض هؤلاء الأفراد ربما أصبحوا متطرفين وأصبحوا في وضع يسمح لهم بالخدمة في وظيفة لوجستية وتخزين الأسلحة.

وحذرت الولايات المتحدة السلطات الروسية منذ أشهر بهجوم وشيك على تجمعات سكانية، لكن يبدو أن السلطات في موسكو لم تأخذ التحذير الأميركي على محمل الجد، حسب تقرير «نيويورك تايمز».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بايدن يتهكم على ترامب وسط احتجاجات على حرب غزة
بايدن يتهكم على ترامب وسط احتجاجات على حرب غزة
الشرطة تعتقل عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين في حرم جامعات أميركية
الشرطة تعتقل عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين في حرم جامعات ...
الفلبين تعلق الدروس الحضورية بسبب الحر وإضراب سائقي الحافلات
الفلبين تعلق الدروس الحضورية بسبب الحر وإضراب سائقي الحافلات
تظاهرة مؤيدة لفلسطين تحيط بحفل فكاهي في واشنطن يحضره بايدن
تظاهرة مؤيدة لفلسطين تحيط بحفل فكاهي في واشنطن يحضره بايدن
بوركينا فاسو ترفض الاتهامات بارتكاب الجيش مجزرة بحق مدنيين
بوركينا فاسو ترفض الاتهامات بارتكاب الجيش مجزرة بحق مدنيين
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم