وجه أكثر من عشرين نائبا ديمقراطيا أميركيا في مجلس النواب رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، طالبوه فيها باتخاذ خطوات ملموسة لحماية سلامة الصحفيين، وحرية الصحافة في قطاع غزة، بعد منع المراسلين الأجانب بشكل أساسي، وارتفاع الوفيات بين المدنيين خلال حرب إسرائيل على القطاع.
وأعرب النواب، خلال الرسالة، عن قلقهم بشأن التحديات الكبيرة التي تواجه حرية الصحافة خلال الحرب الحالية في غزة، مشيرين إلى أنه منذ 7 أكتوبر قُتل ما لا يقل عن 88 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام خلال النزاع، بالإضافة إلى 83 صحفيا فلسطينيا وثلاثة صحفيين لبنانيين قُتلوا نتيجة القصف الإسرائيلي في غزة ولبنان.
وأكد النواب أنه بينما «تقوم إسرائيل بعمليات في قطاع غزة، فإننا نطلب منكم العمل مع الحكومتين الإسرائيلية والمصرية على حماية حرية الصحافة، وضمان قدرة الصحفيين على تنفيذ دورهم المهم للغاية».
الجيش الإسرائيلي يقيد تحركات الصحفيين
وأشارت الرسالة إلى أنه مع «مقتل عدد من الصحفيين في ثلاثة أشهر أكبر من أي وقت مضى في بلد واحد على مدى عام كامل، فإننا لا نزال نشعر بالقلق إزاء عدم اتخاذ خطوات كافية لحماية حياة السكان المدنيين في غزة، بما في ذلك الصحفيون». وأكدوا ضرورة بذل المزيد من الجهود، لمعالجة التحديات الفريدة التي يواجهها الصحفيون في غزة.
- ارتفاع عدد شهداء الصحفيين في غزة إلى 126 بعد استشهاد المصور محمد ياغي
- ارتفاع عدد شهداء الصحفيين في غزة إلى 115 بعد ارتقاء بدير وعكاشة والعبادلة
وأوضح النواب تقديرهم تصريحات بلينكن السابقة، التي اعتبرت وفاة أبناء رئيس مكتب «الجزيرة» في غزة وائل الدحدوح، وغيرهم من أفراد الأسرة «أسوأ خسارة ممكنة»، موجهين الشكر له على إثارة قضية حماية الصحفيين خلال رحلاته الأخيرة إلى المنطقة.
وذكرت رسالة النواب الأميركيين: «منذ 7 أكتوبر، أصبح عدد الصحفيين الدوليين المسموح لهم بدخول غزة محدودا للغاية، وأولئك الذين يضمن لهم الدخول غالبا ما يكونون غير قادرين على التحرك بحرية، ومقيدين بالجولات التي ينظمها الجيش الإسرائيلي».
الحفاظ على المبدأ الديمقراطي لحرية الصحافة
وقال النواب: «في حين جرى تأطير هذه القيود على أنها ضرورية لحماية حياة الصحفيين، فإن التدفق الحر للمعلومات والتقارير الدقيقة عن تأثير الحرب أمر بالغ الأهمية للحفاظ على المبدأ الديمقراطي لحرية الصحافة، وإبلاغ المجتمع الدولي بالواقع على الأرض، ومتابعة المساءلة. إن المراسلين في مناطق النزاع يدركون ومعتادون على المخاطر المرتبطة بمثل هذه التقارير، ويجب السماح لهم بمواصلة عملهم الشجاع».
وطالبوا «إسرائيل» بأن «تفعل كل ما في وسعها لحماية حياة المدنيين بشكل عام، بما في ذلك الصحفيون المحليون. وبالإضافة إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والإمدادات الطبية، يحتاج الصحفيون الفلسطينيون إلى الوصول إلى معدات الحماية الشخصية مثل السترات الواقية من الرصاص وأغطية الرأس، للسماح لهم بمواصلة تقديم التقارير من الميدان».
حماية حياة المدنيين في غزة
وطالب النواب الإدارة الأميركية باتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية حياة المدنيين في غزة، بما في ذلك الصحفيون، والسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، والسماح للصحفيين، الأجانب والمحليين، بمغادرة الجيب إذا رغبوا في ذلك.
إلى ذلك، التأكد من إمكانية حصول الصحفيين على معدات الحماية الشخصية والمعدات الحيوية، بما في ذلك الشارات المميزة والسترات الواقية من الرصاص والخوذات وأجهزة شحن الهواتف، مطالبين بضرورة أيضًا السماح للصحفيين الفلسطينيين الموجودين بالفعل في غزة بالوصول إلى هذه المعدات الضرورية، وإعطاء الأولوية لحماية البنية التحتية للاتصالات والشبكات، لمنع انقطاع الإنترنت والهاتف، وتسهيل الإصلاح السريع للمرافق المتضررة.
وشددوا على ضرورة إجراء تحقيق شامل وفوري في حالات المضايقة والاعتقال والاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون، لضمان الالتزام بالمعايير المقبولة دولياً.
تعليقات