Atwasat

زلازل وفيضانات وحرائق وضحايا ومفقودون بالآلاف.. 2023 عام الكوارث الطبيعية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 25 ديسمبر 2023, 10:46 مساء
WTV_Frequency

من المغرب إلى تركيا وصولا لأفغانستان شهد سكان الأرض خلال عام 2023 موجة من الأحداث المناخية القاسية طالت مناطق كثيرة في جميع أنحاء العالم، بدءًا من الزلازل والفيضانات المدمّرة، مرورًا بحرائق الغابات الواسعة، وانتهاءً بالعواصف المدارية غير المسبوقة.

وتعرضت الأرض خلال العام الجاري إلى موجة شديدة الحرارة وصلت لمستوى قياسي جعل هذا العام الأكثر سخونة على الأرض منذ نحو 125 ألف سنة، وضاعف من فرص حدوثها ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن تغير المناخ، وتسببت في موجة من الأحداث المناخية القاسية في عدة مناطق بالعالم، أدت إلى توحش الظواهر الطبيعية وحدوث الإعصار والفيضانات وحرائق الغابات الضخمة.

 123 زلزالا بقوة 6 درجات على مقياس ريختر 
وشهد عام 2023 وقوع 123 زلزالًا بقوة 6 درجات أو أكثر على مقياس ريختر وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ويعد زلزال تركيا وسورية الأقوى هذا العام، حيث تعرضت المنطقة الحدودية بين سورية وتركيا لزلزالين عنيفين بلغت شدتهما 7.8 درجة و7.5 درجة على مقياس ريختر، ما أودى بحياة ما لا يقل عن 55 ألف قتيل بخلاف الدمار الكبير الذي لحق بعدة مدن وأدى إلى نزوح وتشريد سكان المناطق المتضررة.

الزلزالان اللذان ضربا جنوب شرقي تركيا قرب الحدود السورية في السادس من فبراير تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية، فيما يعد أقوى زلزال شهدته تركيا منذ زلزال أنطاكية عام 526 وأكثر الكوارث الطبيعية دموية في تاريخها الحديث، إلى جانب كونه الزلزال الأكثر فتكًا في سورية منذ ذلك الذي شهدته حلب في عام 1822، وخامس أجسم زلزال شهده العالم في القرن الـ21.

فاقمت الضربة من آثار الحرب الدائرة في سورية، وزادت من أزمة نحو 3.7 مليون إنسان وتسببت في تضرر البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتزايد الحاجة إلى المأوى والمياه والصحة والتعليم. وتقدر قيمة الأضرار الناجمة عنها بـ148.8 مليار دولار في تركيا و14.8 مليار دولار في سورية.

 المغرب تشهد ثاني أكثر الزلازل دموية
زلزال المغرب ثاني أكثر الزلازل دموية حدث في منطقة مراكش آسفي في المغرب بقوة 6.8 درجة ضرب البلاد في 8 سبتمبر مسفرًا عن مقتل ما يقرب من 3 آلاف شخص وإصابة أكثر من 5500 آخرين.

وحدث الزلزال بسبب الانزلاق الجانبي الضحل على شقوق في سلسلة جبال الأطلس، وشعر به السكان في إسبانيا والبرتغال والجزائر. ألحقت هذه الكارثة الطبيعية أضرارًا بالبنية التحتية والمعالم التاريخية في مراكش والمناطق المحيطة، وأثرت في أكثر من 2.8 مليون شخص وأدخلت المملكة المغربية في حالة طوارئ وطنية وحاجة ماسة إلى المساعدة الدولية.

وأطاح الزلزال الأقوى من حيث عدد القتلى في المغرب منذ عام 1960 بالبنية التحتية للقرى النائية في المنطقة الجبلية الوعرة، ودمر المنازل وتسبب في انقطاع الكهرباء، تاركًا سكان هذه القرى في معاناة مع اقتراب الأجواء الباردة في الأشهر القليلة القادمة، وتسبب في انهيار جزئي أو كلي لنحو 50 ألف منزل. ودمرت مناطق عدة بالبلاد وألحق الضرر بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية القيمة التي تزخر بها مدن المملكة، و يرجع بعضها إلى القرن الثاني عشر الميلادي.

-  ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال أفغانستان إلى أكثر من ألفي قتيل
-  المغرب يعلن حصيلة جديدة لضحايا الزلزال المدمر
-  المغرب يسابق الزمن للعثور على ناجين من الزلزال المدمر
-  محققون: دمشق والأمم المتحدة فشلتا في مساعدة السوريين المتضرّرين من الزلزال
- الأمم المتحدة: 3.7 مليون طفل في سورية أمام خطر كارثي بعد الزلزال
-  «الكوابيس» ما زالت تلاحق سكان كهرمان مرعش التركية بعد شهر من الزلزال

4 زلازل في أفغانستان.. آخر الضربات العنيفة وقع في بداية أكتوبر، وكان عبارة عن أربعة زلازل بقوة 6.3 درجة ضربت محافظة هرات في غرب أفغانستان. وحدث الزلزالان الأولان في السابع من أكتوبر، بينما ضرب الآخران المنطقة نفسها في 11 و15 من الشهر نفسه.

تسببت الزلازل في أضرار على نطاق واسع وفي تردي الأزمة الإنسانية المستمرة منذ سيطرة حركة «طالبان» على البلاد في عام 2021، وأودت بحياة ما يزيد على 1400 شخص وأصابت أكثر من 2400.

وشهدت مناطق أخرى من العالم هزات عنيفة أيضًا هذه السنة، منها الزلزال الذي ضرب إندونيسيا في 9 يناير بقوة 7.6 درجة وتسبب في إصابة 11 شخصًا وأضرار متوسطة. كما شهد ساحل الإكوادور الجنوبي زلزالا في 18 مارس بقوة 6.8 وأزهق 15 روحًا وأصاب أكثر من 400 شخص.

في 30 يونيو تعرضت الفلبين لزلزال بقوة 6.2 درجة أودى بحياة شخص واحد وأصاب 23 آخرين، وكذلك شهدت نيبال ضربة بقوة 5.7 درجة تسبب في مقتل 157 شخصًا وإصابة ما يزيد على 3751 في سبتمبر.

حرائق الغابات الواسعة
وشهد سكان أقطار الأرض كافة خلال العام الجاري طقسًا حارًا ضاعف من فرص حصول الاحتباس الحراري، وفق ما أكده بحث جديد، ويأتي هذا وسط موجة من الأحداث المناخية القاسية طالت مناطق كثيرة في جميع أنحاء العالم، بدءًا بالفيضانات المدمّرة في الهند واليابان وليبيا، مرورًا بحرائق الغابات الواسعة في أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وانتهاءً بالعواصف المدارية غير المسبوقة في شرق أفريقيا ونيوزيلاندا والبرازيل.

ويبدو أن 2023 كانت كذلك من السنوات التي سجلت حالات قاسية من حرائق الغابات، نتذكر مثلا حرائق الغابات في الجزائر خلال شهر يوليو الماضي، حيث شهدت البلاد قرابة 100 حريق في 16 ولاية تسببت بمقتل 34 شخصا على الأقل بينهم 10 جنود. ولعب الطقس الحار والرياح الشديدة دورا في تأجج تلك الحرائق، حيث وصلت درجة الحرارة أثناءها إلى 48 درجة مئوية.

ويتسبب التغير المناخي بارتفاع تردد الموجات الحارة وموجات الجفاف حول العالم، ومع الجفاف تخزن النباتات كمية أقل من الماء وتنمو ببطء، ويؤدي ذلك إلى المزيد من تساقط الأوراق الجافة الخاصة بها وموت الأشجار نفسها سريعا، ما يوفر بيئة مناسبة لانتشار الحرائق.

وطبقا لورقة بحثية صدرت قبل عدة أعوام بدورية «نيتشر»، فإن حرائق الغابات المطيرة في الأمازون على سبيل المثال ليست حدثا طبيعيا، ولكنها اتحاد بين عنصرين؛ الأول هو الجفاف الشديد الذي يتزايد يوما بعد يوم بسبب التغير المناخي، والثاني هو الأنشطة البشرية التي تؤثر بالسلب على طبيعة تلك الغابات.

وإلى جانب حرائق الغابات في الجزائر، اندلعت حرائق الغابات بمستوى غير مسبوق في دول عدة، ففي أوروبا مثلا سجلت اليونان أقوى موجة من انبعاثات الغازات الدفيئة صادرة من حرائق الغابات على الإطلاق خلال 2023، وفي المحيط الهادي أصبح الحريق الذي اندلع في جزيرة ماوي بهاواي هو أشد حرائق الغابات فتكا في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن.

الأعاصير والعواصف
تذوق العالم طعم الأعاصير القوية المدمرة هذه السنة، خلفت أضرارًا هائلة في المناطق المتأثرة ومثلت تحديات إنسانية جديدة، خاصة في الأماكن التي تشهد بالفعل أزمات أخرى.

عاصفة ليبيا.. أكثر دموية في تاريخ أفريقيا
بعد يومين فقط من كارثة زلزال المغرب، ضرب الجار الليبي عاصفة «دانيال» مصحوبة برياح قوية وأمطار غزيرة أدت إلى فيضانات هائلة وانهارت البنية التحتية لاسيما بمدينتي درنة والبيضاء في مشهد دمار غير مسبوق بالبلاد، انهار السدان الرئيسيان على نهر وادي درنة الصغير ما تسبب في انزلاقات طينية ضخمة دمّرت جسورا وجرفت العديد من المباني مع سكانها. حصد نحو 4 آلاف قتيل علاوة على عشرات الآلاف من المفقودين الذي يُعتقد أن مياه الفيضانات قد جرفتهم إلى البحر.

فريدي و إيداليا بالمحيط الهادي
في المحيط الهادي، كان إعصار فريدي واحدًا من أشد الأعاصير المدارية التي سجلت على الإطلاق في جنوب غربي المنطقة، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 260 كم/ ساعة. وضرب الإعصار مدغشقر وموزمبيق ومالاوي في أواخر فبراير وتسبب في مقتل ما يزيد على 1400 إنسان وهطول أمطار غزيرة وفيضانات وانهيارات أرضية وانقطاع للكهرباء والمياه والاتصالات وأثر في ملايين الأشخاص.

وفي أغسطس كانت الولايات المتحدة وكوبا في مواجهة العاصفة الاستوائية إيداليا التي تحولت إلى إعصار من الفئة الأولى خلال مدة قياسية أودى بحياة 10 أشخاص وأحدث أضرارًا تقدر بقيمة 20 مليار دولار. كان إيداليا أول إعصار يضرب ولاية فلوريدا هذه السنة وأحدث انزلاقات أرضية وفيضانات وتسبب في انقطاع الكهرباء في الولايات الجنوبية والشرقية وإجلاء آلاف الناس وتدمير المنازل والمزارع في كوبا.

وواجهت الولايات المتحدة وكندا إعصارًا من الفئة الأولى أطلق عليه اسم هنري، خلف 10 قتلى وأضرارًا تقدر بـ400 مليون دولار. كان هنري الإعصار الأول الذي يضرب ولاية رود آيلاند في التاريخ، وتسبب في هبوب رياح عاتية وأمطار غزيرة وفيضانات في الساحل الشرقي، كما نجم عنه إلغاء الرحلات الجوية والقطارات والحافلات وإغلاق الطرق والجسور في الولايات المتحدة وكندا. كما شهد جنوب الولايات المتحدة، بخاصة ولاية تكساس، عواصف جليدية قاسية ناجمة عن خفض قياسي في درجات الحرارة وتساقط كثيف للثلوج في فبراير أثرت في حياة ملايين السكان وقتلت 6 أشخاص في الأقل وتسببت في انقطاع الكهرباء والمياه والغاز والإنترنت.

وواجهت المكسيك وهايتي في أغسطس الإعصار غريس من الفئة الثالثة الذي خلف 32 قتيلًا وأضرارًا تقدر بـ2.5 مليار دولار. وكان غريس الإعصار الأول الذي يضرب ولاية فيراكروز في المكسيك منذ عام 2010، وتسبب في هدم المنازل وتدمير المحاصيل والبنية التحتية، كما فاقم الأزمة الإنسانية في هايتي، التي كانت تعاني بالفعل ظروفًا مأسوية.

فيضانات واسعة 
وربما كانت الفيضانات هي الكارثة الطبيعية الأكثر تكرارا في 2023، فشهدت دول مثل البرازيل وغانا والهند والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والإكوادور والكونغو الديمقراطية وموزمبيق وزامبيا فيضانات خلال هذا العام.

وفي 7 أغسطس، شهِدت العاصمة الصينية هطولات مطرية غزيرة قاربت 745 ملم، وهي الأعلى في يوم واحد منذ بدء رصد أحوال الطقس في 1883، ونتج عن هذه الهطولات فيضانات تسببت في مقتل 33 شخصًا و18 مفقودًا، وانهيار وتضرر أكثر من 200 ألف منزل. وفي الأسبوع التالي، وصلت الحرارة في مقاطعة شينجيانغ إلى 52.2 درجة مئوية، وهو رقم قياسي جديد في الصين.

وخلال النصف الأول من 2023، شهِدت القارة الآسيوية مجموعة من الأحوال المناخية التي أودت بحياة الكثيرين، أبرزها موجة البرد التي أصابت أفغانستان في 10 يناير حيث وصلت الحرارة إلى 33 درجة تحت الصفر وأودت بحياة أكثر من 160 شخصًا، وكذلك إعصار موكا الذي اجتاح ميانمار في مايو وتسبب في وفاة نحو 500 شخص وأضرار تقارب 1.5 مليار دولار.

 الصين والهند
بين شهري يوليو وأغسطس اجتاحت فيضانات واسعة النطاق مناطق مختلفة من الصين خلفت 302 قتيل وأضرارا تقدر بـ29 مليار دولار. كانت الفيضانات ناجمة عن هطول مطري غزير وغير مسبوق في عدة مقاطعات، خاصة في هنان وهوبي وشانشي وشينجيانغ.

وتسببت الفيضانات في انهيار السدود والجسور والطرق والمنازل والمصانع والمزارع، وأثرت في أكثر من 14 مليون شخص، كما تسببت في انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات في بعض المناطق، وتهديد الآثار التاريخية والمواقع الثقافية.

اليابان وكوريا الجنوبية
وفي الفترة نفسها، تسببت الفيضانات العارمة في اليابان في خسارة 6 أرواح وإعاقة حركة الحياة اليومية، بينما كانت نتيجة الفيضانات الهائلة التي ضربت الهند في شهر أغسطس تشريد الآلاف وتدمير البنية التحتية والمزروعات في كارثة تسببت في أزمة إنسانية خطرة.

كذلك تعرضت كوريا الجنوبية في الشهر ذاته إلى فيضانات شديدة خلفت 22 قتيلًا وأضرارًا تقدر بـ1.5 مليار دولار. كانت الفيضانات نتيجة لهطول مطري غزير خلال موسم الأمطار في شرق آسيا، مما أفضى إلى حدوث فيضانات وانهيارات أرضية في جميع أنحاء البلاد. ودمرت الفيضانات المنازل والمرافق العامة والمحاصيل، وأثرت في حياة نحو نصف مليون إنسان وكان سكان مقاطعتي تشونغتشونغ وغيونغسانغ الشماليتين الأكثر تضررا.

فيضانات السودان
في أفريقيا، تعرضت السودان في نهايات أغسطس وبدايات سبتمبر إلى فيضانات كارثية أزهقت أرواح 6 أشخاص وكبدت البلاد خسائر تقدر بـ1.2 مليار دولار. ونجمت الفيضانات عن هطول أمطار غزيرة ومستمرة لأكثر من شهر في معظم أنحاء البلاد، كانت نتيجته ارتفاع منسوب المياه في نهر النيل وروافده وحدوث سيول. وتسببت الفيضانات في تدمير آلاف المنازل وعشرات المدارس ومستشفيات ومساجد وجسور وحدوث تلوث مصادر المياه وانتشار الأمراض والآفات والجوع.

في أوروبا شهدت إيطاليا خلال شهر مايو فيضانات واسعة النطاق خلفت 15 قتيلًا وأضرارًا تقدر بـ20 مليار يورو. نجمت الفيضانات عن هطول أمطار غزيرة وغير مسبوقة في عدة مناطق، تحديدًا في إميليا وبولونيا ورافينا، وتسببت في ارتفاع منسوب المياه في 21 نهرا، وغمرت الشوارع والمنازل والمزارع والمصانع والمواقع الثقافية والتاريخية.

وتأثرت 42 بلدة ومدينة بالفيضانات، وأجبر 36 ألف شخص على مغادرة منازلهم، وبقي 34 ألف شخص من دون كهرباء. وأعلنت الحكومة الإيطالية حالة الطوارئ والحداد الوطني ثلاثة أيام، وطلبت المساعدة الدولية لمواجهة الكارثة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
زلزال بقوة 6.5 درجة قبالة جزيرة جاوا في إندونيسيا
زلزال بقوة 6.5 درجة قبالة جزيرة جاوا في إندونيسيا
بايدن يتهكم على ترامب وسط احتجاجات على حرب غزة
بايدن يتهكم على ترامب وسط احتجاجات على حرب غزة
الشرطة تعتقل عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين في حرم جامعات أميركية
الشرطة تعتقل عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين في حرم جامعات ...
الفلبين تعلق الدروس الحضورية بسبب الحر وإضراب سائقي الحافلات
الفلبين تعلق الدروس الحضورية بسبب الحر وإضراب سائقي الحافلات
تظاهرة مؤيدة لفلسطين تحيط بحفل فكاهي في واشنطن يحضره بايدن
تظاهرة مؤيدة لفلسطين تحيط بحفل فكاهي في واشنطن يحضره بايدن
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم