Atwasat

«الكوابيس» ما زالت تلاحق سكان كهرمان مرعش التركية بعد شهر من الزلزال

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 05 مارس 2023, 05:17 مساء
WTV_Frequency

بعد شهر من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة وضرب جنوب تركيا وجزءًا من سورية، ما زالت مدينة كهرمان مرعش الواقعة على مسافة ساعتين من مركزه، تحاول إزالة الأنقاض التي خلفتها هذه الكارثة.

يراقب آدم سيرين من أحد الجسور الحفارات السبع التي تزيل أنقاض منزله والشاحنات التي تتناوب على نقلها، ويقول هذا الرجل الثلاثيني الذي تمكّن من الهرب مع زوجته الحامل في شهرها الخامس من شقتهما الواقعة في الطابق الحادي عشر من أحد الأبراج «بالنسبة إليّ، يبدو الأمر كما لو أنه يوم أمس. ما زلت أسمع نداءات الاستغاثة في كل طابق. هذا الألم لن يزول»، بحسب «فرانس برس».

كل يوم، ينقل 250 طنًا من الركام إلى مكب نفايات خارج الضواحي، تشمل أغراضًا منزلية مدمّرة وألواحًا وفتاتًا من الإسمنت. وقال إرين غينش، وهو حارس غابات  (26 عاما) يساعد في عمليات التنظيف وإزالة الركام «لم نجد جثثا... لكننا شممنا أمس رائحة قوية».

11 ألف هزة ارتدادية 
أفادت السلطات أن 46 ألف شخص لقوا حتفهم في الكارثة في تركيا، إضافة إلى ستة آلاف في الجانب السوري من الحدود بين البلدين. ويجذب موقع البناء المدمّر هذا متفرجين وسكانًا سابقين يبحثون عن أغراض وتذكارات.

أثّرت هذه الكارثة التي تركت مئات الآلاف من العائلات بلا مأوى، على الحياة اليومية لـ14 مليون شخص. ما زال مبنى والي أكغوز قائمًا لكنه تصدع بشكل كبير. ورغم الخطر، مع تسجيل أكثر من 11 ألف هزة ارتدادية، صعد الدرج مع ابنه إلى شقته في الطابق السابع لاستعادة الأجهزة الكهربائية المنزلية وبعض الأواني وباب.

- الأمم المتحدة: 3.7 مليون طفل في سورية أمام خطر كارثي بعد الزلزال
- حصيلة جديدة.. أكثر من 50 ألف قتيل جراء الزلزال المدمر في تركيا وسورية

واعترف هذا التاجر (54 عامًا) والذي تعيش أسرته المؤلفة من 13 شخصًا في منزل ريفي «لقد قمنا بمخاطرة كبيرة». فبعدما اضطر لبدء حياته من جديد في مسكن موقت، بإمكان فرشة أو بضع أغطية جرى استردادها من منزله، أن تحدث فرقا.

«صدمة نفسية»
وبحسب الحكومة، لجأ مليونا ناجٍ في خيم أو في حاويات نصبت في ملاعب أو متنزهات، لكنها غير كافية للجميع. وقررت سولماز توغاجار وأقاربها العودة إلى منزلهم المدمر وأوضحت «نحن خائفون لكن ليس لدينا خيار آخر». وما زالت هذه الخمسينية تبحث مع جيرانها عن خيمة في ساحة مسجد كهرمان مرعش التي تحوّلت إلى مركز لتوزيع المساعدات والوجبات الساخنة.

وتتهم توغاجار مسؤول الحي الذي تقطنه بـ«الاحتفاظ بالمساعدات لأصدقائه». وعلى مرتفعات المدينة، نصبت 11 خيمة في حدائق المختار.

فرش إبراهيم بايلا على أرض خيمته بعض السجاد الذي استحصل عليه من المسجد المجاور. لكن لا يوجد في الخيمة أي شيء آخر لإيواء زوجته وابنيهما (5 سنوات وشهران).

وقال هذا الوالد (31 عامًا) «لا بأس في الوقت الحاضر فالطقس جيد، لكن ما العمل عندما تمطر؟». غير أنه لا يشتكي، فهو ما زال على قيد الحياة وتمكن من إخراج جميع أقاربه من تحت الأنقاض بمن فيهم والداه المسنّان.

ما زال الكهربائي يسمع نداءات الاستغاثة 
وتمثّل المراحيض الموجودة فوق مبنى البلدية دورة المياه الوحيدة في الحي. لكن منذ الهزة الأخيرة السبت، يرفض ويليهان الصغير الذهاب إليها. وأوضح إبراهيم «إنه مصاب بصدمة نفسية»، مبديًا أمله في أن يتمكن من مقابلة طبيب نفسي.

وأضاف «سنحتاج إلى ذلك جميعنا». فما زال هذا الكهربائي يسمع نداءات الاستغاثة من الجيران فيما كان هاربًا على الدرج حاملا والدته على ظهره. وبعدما هرب المختار عقب الزلزال، تسلّم علي غوجكيران وهو مصفف شعر نسائي، المسؤولية.

وخزّن صناديق حفاضات للأطفال ومواد غذائية في مكان آمن كما يحتفظ بسجلات التوزيع بشكل دقيق. وصرح «كل منها صالح لمدة 15 يوما». لكن هذه الحصص تحتوي بشكل أساسي على منتجات جافة من معكرونة وأرز وعدس ... «كيف نطبخها دون موقد؟».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«العدل الدولية» تأمر بمساعدات عاجلة لغزة وتؤكد: «المجاعة وقعت»
«العدل الدولية» تأمر بمساعدات عاجلة لغزة وتؤكد: «المجاعة وقعت»
الولايات المتحدة تندد بالفيتو الروسي على تجديد مراقبة عقوبات كوريا الشمالية
الولايات المتحدة تندد بالفيتو الروسي على تجديد مراقبة عقوبات ...
45 قتيلا بسقوط حافلة من جسر بجنوب أفريقيا
45 قتيلا بسقوط حافلة من جسر بجنوب أفريقيا
روسيا تطلق 99 صاروخا ومسيّرة على أوكرانيا.. و«كييف» تسقط 84 منها
روسيا تطلق 99 صاروخا ومسيّرة على أوكرانيا.. و«كييف» تسقط 84 منها
استهداف 3 محطات طاقة أوكرانية بقصف روسي
استهداف 3 محطات طاقة أوكرانية بقصف روسي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم