Atwasat

المغرب يسابق الزمن للعثور على ناجين من الزلزال المدمر

القاهرة - بوابة الوسط: محمد عقيلة العمامي الإثنين 11 سبتمبر 2023, 09:07 صباحا
WTV_Frequency

يسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن، اليوم الإثنين، بدعم من فرق أجنبية، للعثور على ناجين، وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال المدمر الذي خلّف 2122 قتيلا على الأقل، وفق وكالة «فرانس برس».

وأعلن المغرب، مساء الأحد، أنه استجاب لأربعة عروض مساعدة، قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال. وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن «السلطات المغربية استجابت في هذه المرحلة بالذات لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة، إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، التي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ». وأكدت أن هذه الفرق بدأت التواصل مع نظيراتها المغربية، لتنسيق جهودها.

وقالت إسبانيا إنها أرسلت 86 عامل إنقاذ إلى المغرب مع كلاب متخصصة في البحث عن ضحايا. في حين أقلعت رحلة إنسانية قطرية، مساء الأحد، من قاعدة العديد الجوية في ضواحي الدوحة، وفق صحفي في «فرانس برس». وأشارت الداخلية المغربية إلى إمكان «اللجوء لعروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة إذا اقتضت الحاجة»، مؤكدة ترحيب المملكة «بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم».

وأعلنت دول عدة، بينها فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل، استعدادها لتقديم المساعدة للمغرب، معبرة عن تضامنها معه بعد الزلزال الأعنف الذي شهدته المملكة، وأسفر عن 2122 قتيلا و2421 جريحا، وفقا لأحدث حصيلة للضحايا نشرتها وزارة الداخلية الأحد. وخلال انتظار انتشار فرق الإنقاذ الأجنبية على الأرض، بدأت السلطات في نصب الخيام في الأطلس الكبير، حيث دمرت قرى بأسرها جراء الزلزال.

أحد سكان قرية مغربية: انتهت الحياة هنا
يعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة من أجل العثور على ناجين، وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصا في قرى إقليم الحوز، مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية في وسط المملكة.

وفي قرية تيخت الصغيرة القريبة من بلدة أداسيل، بقيت مئذنة وبعض المنازل من الحجارة صامدة وسط دمار شبه تام لحق بكل ما حولها، وفق ما شاهد صحفيون في «فرانس برس». وقال أحد سكانها محسن أكسوم (33 عاما): «انتهت الحياة هنا. ماتت القرية».

بينها بريطانيا وإسبانيا.. المغرب يستجيب لعروض مساعدة أربع دول بعد الزلزال 
ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال المدمر في المغرب إلى 2122 قتيلا
المغرب.. فرق الإنقاذ تسابق الزمن بحثا عن ناجين من زلزال مدمر خلّف ألفي قتيل

الزلزال، الذي وقع ليل الجمعة السبت بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6.8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، هو الأقوى في المغرب على الإطلاق. وسجلت أكبر حصيلة للضحايا في إقليم الحوز (1351) الذي يمتد في معظمه على جبال الأطلس الكبير، محتضنا العديد من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية لا تحترم شروط مقاومة الزلازل، حسب «فرانس برس».

وفي مواجهة حجم الدمار، تشهد مدينة مراكش حملات تضامن مع المتضررين والجرحى، خصوصا لجهة التبرع بالدم، حيث أقبل العديد من سكان المدينة على المستشفيات للمساعدة، بينما جمع آخرون مساعدات غذائية. وقال إبراهيم نشيط من منظمة «دراو سمايل» (ارسم بسمة) لـ«فرانس برس»: «نحن بصدد جمع المواد الغذائية، لمساعدة المناطق المتضررة من الزلزال»، مشيرا إلى أن الجمعية تعتزم كذلك إرسال «قافلة طبية» إلى المناطق الأكثر تضررا من الكارثة.

من جهته، قال نائب رئيس المنظمة، عبداللطيف رزوقي: «أعتقد أن الحصص الغذائية التي جرى جمعها كافية لدعم 100 عائلة على الأقل على مدى أسبوع».

ساعات «حرجة» في المغرب
صرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومقره جنيف، مليون فرنك سويسري (1.1 مليون دولار) من صندوق الاستجابة لحالات الطوارئ للكوارث التابع له، لدعم عمل الهلال الأحمر المغربي الميداني.

ونبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السبت، إلى أهمية حاجات المغرب المستقبلية، مع «24 إلى 48 ساعة حرجة»، وحاجات «لأشهر أو حتى سنوات». وتقرر تعليق الدراسة في 42 جماعة (دائرة) في الأقاليم التي ضربها الزلزال بدءا من الإثنين، وفق ما أعلنت وزارة التربية الوطنية الأحد.

وتبنت الحكومة مشروعا لإنشاء «الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية»، وسيفتح لتلقي التبرعات. ويستهدف المشروع تغطية نفقات، تشمل خصوصا «إعادة بناء المنازل المدمرة» و«التكفل بالأشخاص في وضعية صعبة، خصوصا اليتامى والأشخاص في وضعية هشة»، وأيضا «التكفل الفوري بكل الأشخاص دون مأوى جراء الزلزال، ولا سيما فيما يرتبط بالإيواء والتغذية وكل الاحتياجات الأساسية»، حسب «فرانس برس».

وبالإضافة إلى الحصيلة البشرية والدمار، أثار الزلزال خشية على مصير مواقع تاريخية، خصوصا في مراكش، حيث تعرضت المدينة القديمة ومواقعها المدرجة على قائمة «يونسكو» للتراث العالمي إلى أضرار بسبب الزلزال.

في المدينة القديمة، بدت الأضرار مروعة في بعض الأماكن، حيث دُمّرت مساكن، وارتفعت بعض أكوام الركام في الأزقة، وتهدّم جزء من الأسوار العائدة للقرن الثاني عشر المحيطة بالمدينة التي بنتها سلالة المرابطين نحو عام 1070. وقال المدير الإقليمي لمكتب «يونسكو» في المغرب العربي، إريك فالت: «يمكننا أن نقول بالفعل إن الأضرار أكبر بكثير مما توقعنا. لاحظنا تشققات كبيرة في مئذنة جامع الكتبية، البناء الأكثر شهرة، وأيضا التدمير شبه الكامل لمئذنة مسجد خربوش في ساحة جامع الفنا».

وبثث القنوات التليفزيونية، الأحد، صورا من الجو تُظهر قرى دمر بعضها تماما، من بينها قرية تفغاغت، الواقعة على بُعد نحو 50 كيلو مترا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلو مترا جنوب غرب مراكش.

المغرب غير معتاد عموما على الزلازل المدمرة. واعتبر هذا الزلزال الأعنف «استثنائيا»، نظرا إلى بؤرته الواقعة في قلب جبال الأطلس الكبير، بالإضافة إلى أن الرقعة الجغرافية المنكوبة شاسعة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاتحاد الأوروبي يفرج عن مساعدات إضافية لليمن بقيمة 125 مليون يورو
الاتحاد الأوروبي يفرج عن مساعدات إضافية لليمن بقيمة 125 مليون ...
الاحتلال الإسرائيلي يهدد بالتعمق في قطاع غزة حال فشل محادثات بشأن «الرهائن»
الاحتلال الإسرائيلي يهدد بالتعمق في قطاع غزة حال فشل محادثات بشأن...
نتنياهو يعلن وصول وفد «إسرائيلي» القاهرة لإجراء محادثات حول غزة
نتنياهو يعلن وصول وفد «إسرائيلي» القاهرة لإجراء محادثات حول غزة
واشنطن تأمل أن تتمكن «إسرائيل» و«حماس» من «سد الفجوات المتبقية» بشأن الهدنة
واشنطن تأمل أن تتمكن «إسرائيل» و«حماس» من «سد الفجوات المتبقية» ...
«البيت الأبيض»: «إسرائيل» أبلغتنا أن عملية رفح ستكون محدودة لمنع تهريب الأسلحة والأموال
«البيت الأبيض»: «إسرائيل» أبلغتنا أن عملية رفح ستكون محدودة لمنع ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم