Atwasat

بين الغرب وروسيا والصين.. «فرانس برس»: هكذا أصبحت أفريقيا ضحية لمواردها

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 15 مارس 2023, 02:05 مساء
WTV_Frequency

تعزز الصين وروسيا حضورهما في دول أفريقية من خلال استثمارات في بنى تحتية غالبا ما ترتب مزيد الديون على دول القارة التي تدفع ثمن وفرة الموارد الطبيعية على أراضيها، في ظل تحذيرات دولية من تراكم الديون على البلدان الأفقر في العالم.

ويقول بول نانتيوليا من المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية لوكالة «فرانس برس» إن «مشروعا للبنى التحتية من كل ثلاثة في أفريقيا تؤسسه شركة صينية مملوكة للدولة ومشروعا من كل خمسة يمول من بنك تابع للحكومة الصينية»، ويضيف أن «الصين فعليا منخرطة في قطاع يلقى طلبا هائلا في القارة الأفريقية».

ويتزامن ذلك مع خفض الدول الغربية تمويل مشاريع البنى التحتية في القارة، ما خلق فجوة في قطاع استراتيجي بشكل كبير بالنسبة للاتحاد الأفريقي. وحسب نانتيوليا، فإن «الصينيين قد رأوا هذه الثغرة وقرروا الاستثمار في البنى التحتية».

هل تنصب الصين «فخ ديون» لأفريقيا؟
ويأتي تمويل مشاريع البنى التحتية بمعظمه على شكل قروض. وأعرب قادة دول أفريقية خلال مؤتمر الدول الأقل نموا الذي أقيم في الدوحة برعاية الأمم المتحدة هذا الشهر عن امتعاضهم من طريقة تعامل البلدان المتقدمة مع دولهم وسط تحذيرات أممية من أن الدول الأكثر فقرا تتجه إلى أزمة ديون أو حتى التخلف عن السداد.

وتوضح الباحثة لدى معهد واشنطن آنا بورشفسكايا كيف يُنصب «فخ الديون» هذا، قائلة: «تقدم الصين قروضا من أجل مشاريع بنى تحتية باهظة التكلفة، لكن هذه المشاريع تفشل عادة. وعندما لا تتمكن الدول من تسديد القروض، تسيطر الصين على الأصول الاستراتيجية في البلاد».

وترفض الصين اتهامها بممارسة «دبلوماسية فخ الديون»، منددة بما ترى أنه انتقاد غير منصف من خصومها الجيوسياسيين في الغرب الذين يثقلون كاهل البلدان الفقيرة بديون ضخمة. وقال وزير الخارجية الصيني تشين غانغ في وقت سابق هذا الشهر: «تقام الشراكات عن طريق الصداقة وحسن النية».

وتشمل المشاريع التي تقودها الصين في أفريقيا سكة الحديد القياسية «ستاندرد غوج» الرابطة بين مدينة مومباسا الكينية والوادي المتصدع الكبير التي كلفت خمسة مليارات دولار ومولت بكين 90% من عمليات إنشائها. ويعد المشروع الأكبر المرتبط بالبنى التحتية في كينيا منذ الاستقلال وافتُتح سنة 2017، علما بأن الصين ثاني أكبر مقرض لكينيا بعد البنك الدولي.

وفي ديسمبر 2022، وقعت تنزانيا عقدا بقيمة 2.2 مليار دولار مع شركة صينية لبناء الجزء الأخير من خط لسكك الحديد يهدف لربط الميناء الرئيسي بالدول المجاورة.

واشنطن تحذر من «اتفاقات براقة» في أفريقيا
وسعت الدول المتطورة على الدوام لتأمين المواد الخام من تلك النامية، وهو أمر يرى مدير برنامج أفريقيا والبلدان الأقل نموا لدى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد» بول أكيوومي أنه «إيجابي للغاية نوعا ما من أجل الدفع قدما بالاقتصاد».

- واشنطن تتهم الصين وروسيا بزعزعة الاستقرار في أفريقيا
- في مواجهة الصين.. أميركا تستضيف قمة لتنشيط العلاقات مع أفريقيا
- الرئيس الصيني يعد أفريقيا بتقديم مليار جرعة من اللقاح المضاد لكورونا
- واشنطن تتحرك بشكل ثلاثي الأبعاد ضد «فاغنر» في أفريقيا

وبالفعل، فإن بعض الأصول الممولة صينيا مربحة وقابلة للاستدامة، لا سيما الموانئ التي شُيدت في دول مثل ناميبيا ونيجيريا. لكن الفائدة كانت مضاعفة بالنسبة إلى الصينيين الذين «يقدمون التمويل ويقومون بعملية البناء كما أنهم يحصلون على عقود الصيانة» التي تمتد أحيانا إلى 99 عاما، حسب نانتيوليا، ويضيف أن المشاريع الممولة صينيا في مجال البنى التحتية «مصممة لاستيعاب العمالة الصينية»، ما يعني أنها لا تساهم كثيرا في خفض مستويات البطالة في أفريقيا.

وخلال زيارة أجرتها إلى السنغال في يناير، سعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين للتأكيد على أن الاستراتيجية الاقتصادية الأميركية تجاه أفريقيا قائمة على «المنفعة المتبادلة»، وقالت: «على الدول أن تتوخى الحذر حيال اتفاقات براقة قد تكون غامضة وتفشل بالتالي في العودة بالمنفعة على الأشخاص الذين يُزعم بأنها صُممت لمساعدتهم»، في تلميح إلى الصين، وتابعت: «يمكن أن يترك ذلك البلدان مع إرث من الديون وتحويل الموارد والدمار البيئي».

استثمارات «فاغنر» في أفريقيا
وتتوسع روسيا، مزود أفريقيا الرئيسي بالأسلحة، أيضا في القارة عبر مشاريع تعدين تتولاها «فاغنر»، المجموعة العسكرية الخاصة التي باتت طرفا في نزاعات تشهدها دول عديدة بينها أوكرانيا.

وفي يناير، اتهمت الولايات المتحدة «فاغنر» بـ«ارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان ونهب الموارد الطبيعية» في الدول الأفريقية. كما أعلن الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة ضد المجموعة الروسية لارتكابها «انتهاكات لحقوق الإنسان» في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي والسودان وأوكرانيا.

وتقوم «فاغنر» بأنشطة التعدين في هذه البلدان «كشكل من أشكال الدفع» مقابل خدماتها، حسب نانتيوليا. ويوضح أن «فاغنر تنشط في بيئات استبدادية وتفتقر إلى الديموقراطية وحيث يعد الفساد أسلوب حياة.. لأنها تدرك أن بإمكانها القيام بالكثير من دون محاسبة». ويضيف: «لا يمكن أن نجد فاغنر تنشط في بيئات ديموقراطية».

ولا تقتصر الديون المترتبة على دول أفريقية على الصينيين والروس. ويقول الغاني تيتيه هورميكو من «شبكة التجارة الأفريقية» أن «حوالي 50% من ديوننا (في غانا) مستحقة لأسواق سندات غربية ووكالات متعددة الأطراف».

ويشير الخبراء أيضا إلى التداعيات البيئية للمشاريع الصينية والروسية في أفريقيا. وحسب بورشفسكايا، يُعرف عن الصين وروسيا «إهمالهما (القواعد البيئية) بشكل أكبر من نظرائهما الغربيين». وتوضح لـ«فرانس برس» أن «الصين أكبر مسبّب لانبعاثات الغازات الدفيئة التي تسهم في تغير المناخ» بينما ما زالت مبادرتها «حزام وطريق» «تموّل محطات للطاقة تعمل بالفحم في الخارج.. أما مشاريع التعدين الروسية، فتسببت حسب تقارير، بمستويات عالية من المركبات المعدنية السامة وتُلوث مصادر المياه الجوفية والتربة والنباتات».

ويشدّد رئيس «مركز السلام وبناء الديموقراطية في ليبيريا» ديفستوس جيمس على أن هذه التداعيات «خطيرة» على بلاده. ويقول لـ«فرانس برس»: «المواطنون ضحايا لمواردهم.. تلوث التعرية من المناجم مياه الشرب.. كما تؤخذ الموارد وتُصدر».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ارتفاع حصيلة إطلاق النار في باميان بوسط أفغانستان إلى 6 قتلى
ارتفاع حصيلة إطلاق النار في باميان بوسط أفغانستان إلى 6 قتلى
اغتيال مرشح للانتخابات المحلية في المكسيك وزوجته بطريقة صادمة
اغتيال مرشح للانتخابات المحلية في المكسيك وزوجته بطريقة صادمة
روسيا تعلن السيطرة على قرية جديدة في خاركيف الأوكرانية
روسيا تعلن السيطرة على قرية جديدة في خاركيف الأوكرانية
المشتبه به في الاعتداء على رئيس الوزراء السلوفاكي يمثل أمام المحكمة
المشتبه به في الاعتداء على رئيس الوزراء السلوفاكي يمثل أمام ...
تايوان تعزز دوريات خفر السواحل عشية تنصيب الرئيس الجديد
تايوان تعزز دوريات خفر السواحل عشية تنصيب الرئيس الجديد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم