يحتشد عشرات الآلاف من البريطانيين، الثلاثاء، للصلاة أمام نعش إليزابيث الثانية في إدنبرة قبل نقلها إلى لندن، حيث يجرى إعداد حفل وداع مهيب للملكة الراحلة التي تتمتع بشعبية كبيرة.

ومنذ عدة ساعات، بدأ آلاف الأشخاص يتجمعون أمام النعش المصنوع من خشب البلوط والموجود في كاتدرائية العاصمة الاسكتلندية، وفق وكالة «فرانس برس».

ووُضِع النعش على منصة، وقد لف بالراية الملكية الاسكتلندية وإكليل من الزهور البيضاء، وتاج إسكتلندا المصنوع من الذهب الخالص، وبقي النعش متاحا أمام السكان طوال الليل، فيما كان يحرسه أربعة رماة ملكيون.

وبقي متاحا للجمهور عندما قدِم الملك تشارلز الثالث مع إخوته الثلاثة، الأمير أندرو وإدوارد والأميرة آنا، في المساء مع قرينة الملك كاميلا للمشاركة في الجنازة.

ووقف هؤلاء أمام النعش لحوالي عشر دقائق، قبل أن يغادروا الكاتدرائية وسط تصفيق الجماهير.

تكريم ملكي وعام
وكان على البريطانيين والأجانب، الذين حضروا بأعداد كبيرة لتقديم احترامهم للملكة، الانتظار لساعات للحصول على سوار لاصق يسمح لهم بدخول الكاتدرائية.

وظل جثمان إليزابيث الثانية، التي حكمت لمدة 70 عاما، بعيدا عن عامة الناس حتى مساء الاثنين، فقد كان أولا في قلعة بالمورال في شمال إسكتلندا، حيث توفيت الملكة الخميس عن 96 عاما، ثم نقل إلى القصر الملكي في هوليرودهاوس.

- شاهد «تأبين الملكة»: تشارلز يقود الموكب المرافق لجثمان إليزابيث في إدنبرة
-  شاهد: الصمت يرافق رحلة الملكة إليزابيث الثانية الأخيرة من بالمورال إلى ادنبره
-  جثمان ملكة بريطانيا ينطلق من قصر «بالمورال» في رحلة وداع تاريخية
-  قصر باكينغهام: جنازة الملكة إليزابيث الثانية في 19 سبتمبر

وقالت مارينا ريد (54 عاما) لـ«فرانس برس»، في بلفاست بأيرلندا الشمالية «كانت كل شيء بالنسبة إلينا. كانت ملكتنا، وهذه ملكية.. أحد الأشياء التي قدمتها لنا الملكة دائما هو هذا الشعور بالأمان».

من جهتها، أكدت جوان بوث أخصائية تقويم الأسنان البالغة من العمر 36 عاما «أنها كل ما عرفته في أي وقت مضى، وكل ما عرفته البلاد على الإطلاق.. نشعر جميعا أننا نعرفها شخصيا».

وسيتوجه الملك تشارلز الثالث، وقرينته كاميلا إلى بلفاست الثلاثاء للقاء المسؤولين السياسيين وتقبل التعازي، وسط التوترات المجتمعية المتجددة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في هذا الإقليم ذي الماضي الدموي.

وبدأ الملك، الإثنين، جولة في الأقاليم الأربع المكونة للمملكة المتحدة، أولا في البرلمان البريطاني في لندن، ثم في إدنبرة، قبل كارديف في ويلز الجمعة.

وتحدث تشارلز عن والدته، الإثنين، أمام مجلسي اللوردات والعموم في لندن، مستخدما كلمات شكسبير، عندما قال إنها «نموذج لكل الأمراء الأحياء»، مشيرا إلى أنه «مصمم على اتباعها بإخلاص».

إليزابيث الثانية في رحلتها الأخيرة
بدأت إليزابيث الثانية رحلتها الأخيرة، الأحد، وبعد مغادرة بالمورال القلعة التي أحبتها إليزابيث الثانية وحيث توفيت، مكثت ليلة واحدة في القصر الملكي في هوليرودهاوس المقر الملكي الرسمي للحاكم في إسكتلندا، ثم نُقلت إلى كاتدرائية القديس غيلز.

وبعد ظهر الثلاثاء، سيغادر النعش الكاتدرائية، متوجها إلى مطار إدنبرة حيث سينقل على متن طائرة ملكية متوجهة إلى لندن، برفقة الأميرة آن.

وسيستقبله الملك تشارلز وأعضاء آخرون في العائلة المالكة لدى وصوله، وسيقضي الليلة في غرفة القوس في قصر باكنغهام.