أطلقت طائرات أميركية بلا طيار صواريخ على مخابئ لطالبان في باكستان، مما أسفر عن مقتل عشرة متشددين، وذلك ردًا على هجوم على مطار كراتشي الذي راح ضحيته عدد من القتلى. وأعلن مسؤولان كبيران بالحكومة أن إسلام أباد أعطت الأميركيين "موافقة صريحة" على الغارات الجوية، وهي المرة الأولى التي تعترف فيها باكستان بتعاون من هذا النوع.

وفي إشارة إلى قلق باكستان من الهجوم الجرئ الذي شنته طالبان على المطار بعد أسابيع من توقف المحادثات مع المتشددين، أشار المسؤولون لرويترز إلى أن أوامر صدرت بتنفيذ "عملية باكستانية أميركية مشتركة" لضرب المسلحين.

وأكد مسؤول آخر أن باكستان طلبت المساعدة من الولايات المتحدة بعد الهجوم على أكثر مطارات البلاد ازدحامًا الأحد الماضي، وأنها ستكثف الضربات الجوية على مخابئ المتشددين خلال الأيام المقبلة.
وتعارض باكستان في العلن الغارات الجوية الأميركية قائلة إنها تقتل الكثير من المدنيين وتنتهك سيادتها، وإن كان مسؤولون يعترفون في أحاديث خاصة بأن الحكومة تؤيدها.

وقال مسؤول حكومي كبير، طلب عدم نشر اسمه: "تم تنفيذ الهجمات بموافقة صريحة من الحكومة والجيش الباكستانيين". وأضاف: "السياسة الآن هي ألا يستخدم الأميركيون الطائرات بلا طيار دون إذن من المؤسسة الأمنية هنا. سيكون هناك تنسيق كامل وستكون باكستان على علم". ومضى يقول: "نفهم أن الطائرات ستكون جزءًا مهمًا من معركتنا ضد طالبان حاليًا".

وهذه هي أول ضربات لطائرات دون طيار في باكستان منذ هجوم في ديسمبر العام الماضي قتل خلاله ما لا يقل عن ثلاثة متشددين. وأعلنت مصادر عسكرية باكستانية أن ستة متشددين بينهم أربعة أوزبك قتلوا في الغارة الأولى يوم الأربعاء على بعد نحو خمسة كلم شمال ميران شاه عاصمة منطقة وزيرستان الشمالية التي يتخذ متشددو طالبان منها قاعدة لهم.

وأسفر الهجوم الثاني عن مقتل أربعة متشددين في نفس المنطقة نحو الساعة الثانية من صباح يوم الخميس. وذكر عضو كبير في حركة طالبان الأفغانية أن عدد القتلى وصل 16 قُتل عشرة منهم في الهجوم الثاني، ويتبعون شبكة حقاني التي تتكرر هجماتها على القوات الغربية في أفغانستان والتي كانت تحتجز الجندي الأميركي بو برغدال حتى الشهر الماضي.

وجاءت الهجمات بطائرات بلا طيار بعد مقتل 38 شخصًا على الأقل بينهم عشرة متشددين حين هاجم مسلحون مطار كراتشي ليل الأحد.